شهدت مدن بريطانية مظاهرات حاشدة أول أمس الأحد للتنديد بالزعيم الليبي وأعوانه، والاحتجاج على أعمال القتل واستهداف المتظاهرين بالرصاص الحي من قبل اللجان الثورية والأجهزة الأمنية الليبية. ففي لندن تظاهر آلاف الأشخاص من مختلف الجنسيات والأعمار أمام السفارة الليبية، ورفعوا لافتات ضد القذافي، وهتفوا بشعارات تدعو لإسقاطه ومحاسبته. كما شهدت مدينة مانشستر في اليوم ذاته مظاهرة حاشدة شارك فيها مئات الليبيين والعرب تضامنا مع الثورة الشعبية الليبية. محاصرة اللجان من جهة أخرى دعت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا وزارة الداخلية لتحمل مسؤولياتها تجاه تحركات اللجان الثورية الليبية في بريطانيا وعناصر مكشوفة للمخابرات الليبية. وتقوم منظمات حقوقية وسياسية وهيئات بريطانية بمحادثات للضغط على وزارة الداخلية لاعتبار اللجان الثورية الليبية منظمة إرهابية، ودعت إلى ملاحقة عناصرها خصوصا في بريطانيا. وحذرت المنظمة الحقوقية الطلبة الليبيين المقيمين في بريطانيا من ممارسات اللجان وطالبتهم بمراجعة المنظمة لتقديم المشورة القانونية لهم، كاشفة عن توجه عدد من الطلبة الليبيين بشكاوى عن ترويع وتهديد تعرضوا له من طرف هذه اللجان التي تعمل بأسماء منظمات طلابية. وكشفت مصادر في منظمات التضامن البريطانية عن إجراءات قانونية وشيكة ضد عناصر من اللجان الثورية تعمل على الأراضي البريطانية. وأكدت هذه المصادر أن ثلاثة يعملون في المكتب الشعبي الليبي هم من بين سبعة أسماء ضمن قائمة تقوم بإعدادها لتقديمها للمحاكم بهدف إصدار مذكرات توقيف بحقهم. مظاهرات بالإجبار وقال المسؤول بالمنظمة العربية لحقوق الإنسان محمد جميل للجزيرة نت إن اللجان الثورية الليبية الموجودة في بريطانيا هي نفسها التي ترتكب الجرائم في ليبيا، ولذا «تقدمنا» لوزارة الداخلية لحظر الأنشطة التي لها علاقة بهذه «الجماعة الإرهابية». وأكد جميل أن هناك متابعات ورصدا لتحركات هذه اللجان التي وصفها بالخارجة عن القانون، حيث حصلت المنظمة على معلومات عن الأنشطة التي تقوم بها في بريطانيا من قبيل تهديد الطلبة المبتعثين وقسرهم على المشاركة في المظاهرات المؤيدة للقذافي بدوره اعتبر المصور الصحفي الميداني ماريو ميتسيس في حديث للجزيرة نت أن المظاهرة التي خرجت لتأييد للقذاقي في لندن قبل أيام كان مخططا لها بشكل دقيق وتمت إدارتها بشكل منظم من قبل فريق محترف بإمكانيات كبيرة. وأشار في حديث للجزيرة نت إلى أن مظاهرة المعارضين لم يشاهد لها مثيل من قبل في كل بريطانيا حيث يمكن للمرء أن يرى الفرق بين مظاهرة المؤيدين والمعارضين، مؤكدا أن المؤيدين أُمروا بالحضور. إدانة بريطانية وفي سياق الأزمة الليبية أدان وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ الاستخدام المفرط للقوة في ليبيا وعمليات إطلاق النار الحي من أسلحة ثقيلة، بما في ذلك انتشار فرق قناصة تعتدي على المتظاهرين. وقال إن هذه الممارسات المروعة غير مقبولة أبدا حيث تم التضييق بشكل كبير على وسائل الإعلام، مؤكدا أن هناك أنباء عن 35 جثة تسلمهم مستشفى واحد فقط. وطالب الوزير البريطاني السلطات الليبية بالتوقف والامتناع عن الاستخدام المفرط للقوة والسيطرة على الجيش الذي يواجه المتظاهرين.