تحت شعار”فرص تنمية الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية في العالم وإفريقيا”، انطلقت أمس الثلاثاء بالدار البيضاء، الدورة الثامنة للمعرض الدولي للطاقة الشمسية والنجاعة الطاقية (صولير إكسبو ماروك)، والذي ينظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، وبإشراف من وزارة الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، ووزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة. ويشكل تنظيم هذا المعرض الذي ترتبط تيمته بالطاقة الشمسية والنجاعة الطاقية، أهمية بالغة بالنسبة للمغرب الذي انخرط في إصلاحات بنيوية في مجال إنتاج الكهرباء، حيث اعتمد منذ ما يقرب من عشر سنوات (2009) إستراتيجية وطنية للطاقة تروم تعزيز استعمال الطاقات المتجددة في إنتاج الكهرباء، بحيث ينتقل الإنتاج إلى 52 في المائة سنة 2023. واعتمد في هذا الصدد قانونا يهم مجال الطاقات المتجددة منذ نحو ثلاث سنوات، يتيح من خلال المقتضيات التي تضمنها القانون فتح إمكانية بيع فائض الإنتاج من الطاقة الكهربائية التي تم إنتاجها من مصادر متجددة، كما فتح السوق الكهربائية للجهد المنخفض للاستثمارات في المصادر المتجددة للطاقة، وجعل الاستثمار في الطاقة من مصادر مائية المنخفضة، هذا فضلا عن أن المغرب انخرط في اتفاقية مشتركة مع نهاية السنة الماضية، مع كل من فرنساوألمانيا والبرتغال وإسبانيا تم بمقتضاه وضع إطار لتسهيل التبادل التجاري العابر للحدود في مجال الكهرباء المتجددة بين المنتجين والمستهلكين الخواص، حيث سيؤدي الاتفاق إلى إحداث سوق كهربائي مندمج بين الدول الخمس، وذلك تنفيذا لخارطة الطريق التي تمخضت عنها الدورة الثانية والعشرين لمؤتمر المناخ في مراكش، والتي تم التوقيع عليها التي تهم التبادل المستدام للكهرباء المتجددة بين هذه البلدان. وحسب المنظمين فإن هذا المعرض يعتبر موعدا دوليا رائدا في المجال وفرصة للنهوض برؤية شاملة للسوق المغربية وكذا الإفريقية، ونافذة تطل على آخر التطورات والابتكارات في قطاع الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية، خاصة وأنه ستيح عقد لقاءات الأعمال بين مهنيي القطاع في موعد واحد بهدف طرح المنتجات والخدمات المستجدة في السوق الوطنية والدولي، إن من المقرر أن يشارك في فعالياته هذه الدورة الثامنة لهذه التظاهرة، الذي تعد أول معرض دولي بالمغرب موجه للطاقة الشمسية والنجاعة الطاقية مئات العارضين. وأفاد بلاغ صادر عن المنظمين في هذا الصدد، أنه فضلا عن المغرب، سيعرف المعرض حضور ومشاركة نحو 100 من العارضين يمثلون أبرز المؤسسات والمقاولات من مختلف دول العالم، من ضمنها فرنسا، بلجيكا، ألمانيا، تركيا، تونس، الصين، ساحل العاج، الهند، إسبانيا وإيطاليا، وتوقع المنظمون أن يستقطب المعرض أزيد من 8000 زائر مهني من مختلف الجهات الأربع للعالم. وأضاف المنظمون أن الدورة ستشهد افتتاحا رسميا بحضور عزيز رباح، وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة، وعبد الرحيم الحافيظي، المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، وذلك رفقة رشيد بوكرن، مؤسس والمدير العام ل”صولير إكسبو المغرب”، وبحضور ماسيمو باغي، سفير سويسرا، والسفير الصيني، لي لي، لدى المغرب. كما سيعرف حفل الافتتاح حضور كل من سعيد مولين، المدير العام للوكالة المغربية للنجاعة الطاقية AMEE، وبدر إيكن، المدير العام لمعهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة IRESEN، وكريم زحمول، المدير العام لALMADEN، بجانب السيدة فاطمة الزهراء الخليفة، المدير العام ل CLUSTER SOLAIRE. وستتميز التظاهرة بطابعها العلمي، إذ بالنظر إلى انخراط المغرب في التفكير من أجل تنمية قطاع الطاقة الشمسية والنجاعة الطاقية، سيتم على هامش هذه الدورة تنظيم سلسلة من الندوات العلمية التي ستجمع متدخلين وخبراء في المجال، ممثلين عن القطاعين العام والخاص، بما يتيح تعميق النقاش والتفكير حول المجال الطاقي وكذا تبادل التجارب الناجحة. وسيتم خلال فعاليات المعرض تنظيم ورشات وموائد مستديرة، كجزء أساسي من برنامج التظاهرة، والتي ستفتح المجال أمام الخبراء المغاربة والأجانب لطرح مختلف المستجدات والحلول في سوق الطاقة والتي ستمكن مختلف الفاعلين وصناعي القرار وطنيا ودوليا من إبراز فرص وإمكانات المغرب كفاعل رئيسي في القارة الإفريقية، فضلا عن عرض التجارب الناجحة لدول المغرب العربي وأفريقيا وأوروبا، كما سيتيح المعرض من خلال تخصيص حيز مهم للطابع النظري، ورشات تكوينية لفائدة الطلبة، المهندسين، التقنيين والدكاترة، بغاية تعميق المعارف حول الألواح الطاقية الضوئية واستعمالاتها.