أنفق كارلوس غصن الرئيس السابق لتحالف رينو ونيسان 260 ألف دولار على دعوة أصدقاء لحضور حفلة كرنفال في البرازيل العام الماضي وأرسل الفاتورة إلى الشركة، بحسب وثائق اطلعت عليها وكالة فرانس برس، في خطوة أكد محامي الدفاع عنه أنها “نشاط روتيني لمدير تنفيذي لشركة متعددة الجنسيات”. وتعتبر هذه الأنباء دليلا جديدا لحياة البذخ التي كان يعيشها غصن أحد كبار المدراء التنفيذيين في صناعة السيارات، ويواجه تحقيقات جديدة في أعقاب توقيفه في طوكيو في نونبر الماضي. وبحسب الوثائق التي اطلعت عليها فرانس برس وتؤكد معلومات نشرتها مجلة اكسبرس، دعا غصن وزوجته ثمانية أزواج إلى أحد عروض كرنفال الريو في فبراير العام الماضي، في فندق فخم على الشاطئ. وفيما طلب من الضيوف دفع تذاكر سفرهم، أكدت الدعوات أن فرقا محلية ستهتم بالنقل والإقامة ومصاريف أخرى. وتقول الدعوة المرسلة بالبريد الالكتروني في دجنبر 2017 “نيابة عن السيد غصن وعقيلته يسرني إبلاغكم إنه من دواعي سرورهما قبولكم أن تكونوا ضيوفهم في كرنفال الريو عام 2018”. وتضيف الدعوة "سيترتب عليكم حجز رحلتكم وسيهتم الفريق بكم من مطار ريو" موضحة أن الضيوف سيقيمون في فندق هيلتون على شاطئ كوباكابانا. وتطلبت المناسبة تدابير أمنية مكلفة شملت سيارتين مصفحتين وضعتا بتصرف الضيوف. وأرسل الفرع البرازيلي لنيسان فيما بعد فاتورة بقيمة 257 ألفا و872 دولارا (نحو 227 ألف يورو بحسب سعر الصرف آنذاك) إلى شركة رينو-نيسان القابضة ومقرها هولندا. وتقوم الشركة الهولندية بتنسيق عمليات التحالف الفرنسي-الياباني الذي أسسه غصن وجعله أكبر مجموعات بيع السيارات في العالم قبل سقوطه المدوي بتهمة عدم التصريح عن كامل مداخليه. وينفي رجل الأعمال البالغ من العمر 64 عاما ويحمل الجنسيات الفرنسية والبرازيلية واللبنانية، ارتكاب أي مخالفة لكنه لا يزال موقوفا بانتظار محاكمته في اليابان والتي قد لا تبدأ قبل أشهر. وقال محامي غصن الفرنسي جان-إيف لوبورنيه "علاقات الصداقة لا تعيق علاقات العمل، بل يمكن أن تساعدها". وأضاف "أبلغنا بأن الأمر يتعلق بالعلاقات الخاصة لكارلوس غصن، لكن هل يعني أن كان هناك سوء استخدام لأموال التحالف؟". ومن بين المدعوين ماريو سرداد الذي تمتلك أسرته مجموعة مصرفية لبنانية من بين أعضاء مجلس إدارتها غصن، والنائب اللبناني السابق مصباح الأحدب. ودعي أيضا المطور العقاري الأميركي هاري ماكلو وخليل داود رئيس مجلس إدارة البريد اللبناني. وقال المحامي “قبل الشعور بالنقمة يتعين التأكد مما إذا كانوا حقا لا يرتبطون بأي علاقة عمل مع رينو-نيسان”، مشيرا إلى أن البريد اللبناني “كان بحاجة لاسطول كبير من السيارات”. وقالت رينو إنها تجري تحقيقا داخليا للفترة التي كان فيها غصن رئيسا تنفيذيا، وهو المنصب الذي استقال منه الشهر الماضي في أعقاب إقالته من رئاسة مجلس إدارة نيسان والشريك الثالث في التحالف ميتسوبيشي. وفي وقت سابق هذا الشهر قالت رينو إنها أبلغت المدعين عن معاملة مالية مشبوهة على صلة بحفل زفافه المترف في قصر فرساي قرب باريس عام 2016. وحجز غصن قصر فرساي وبهو غراند تريانون، وهي خدمة تبلغ قيمتها 50 ألف يورو، بناء على عقد رعاية وقعته رينو مع قصر فرساي قبل أشهر على الحفل.