تم مؤخرا، تكريم الكاتب والمفكر الراحل محمد أركون، وذلك خلال لقاء نظم في إطار تظاهرات الدورة السابعة عشرة للمعرض الدولي للنشر والكتاب. وأكدت أرملة الراحل تورية اليعقوبي أن إعجاب الراحل محمد أركون بالتطور الذي يشهده المغرب دعاه إلى أن يرى أنه يمكن أن يعتبر أندلسا جديدة، وذلك بفضل انفتاحه، وبالنظر إلى أن الأجانب يقبلون عليه من أجل الإستقرار النهائي. وترى اليعقوبي،أن المغرب يعد نموذجا في الانفتاح، معربة عن الأمل في إحداث معهد خاص بالشؤون الدينية، مشيرة في الآن ذاته إلى أن الراحل كان يتأسف لكون المغرب لا يتوفر على كثير من المكتبات. كما أكدت اليعقوبي، التي أعلنت عن صدور مؤلف جديد للكاتب الراحل بعنوان «القضية الأخلاقية والقانونية في الفكر الإسلامي» الصادر عن منشورات «فرين»، أنها تعتزم جلب المكتبة الخاصة بالراحل محمد أركون إلى المغرب لكي يستفيد منها الباحثون والطلبة. وفي ما يخص علاقات المفكر الراحل ببلده الأصلي الجزائر، أشارت السيدة اليعقوبي إلى أن «مشكلته ليست مع الجزائر، ولكن مع النظام»، مذكرة بأن الجمعية الوطنية الجزائرية كانت قد دعته عام 2008، لزيارة الجزائر لكنه رفض التوجه إلى هناك، لأن «الجزائر ليست في المكانة التي يأمل أن تكون عليها». وأضافت أنه لهذا السبب فإن «الشعب الجزائري فخور بأركون مثلما هو الحال بالنسبة للجالية الجزائرية في فرنسا»، مشيرة الى أن الراحل محمد أركون أصيب بحسرة لأنه «لم يتمكن من رؤية بلاده كما تمناها أن تكون». ومن جهته، أبرز رشيد بن زين، أستاذ في معهد الدراسات السياسية لإيكس أون بروفانس (فرنسا) «المقاربة المعرفية» التي اعتمدها الراحل محمد أركون في دراساته عن الإسلام والفكر الإسلامي، مشيرا الى أن الراحل لم «ينصت له بما فيه الكفاية». وكان المفكر الراحل محمد أركون، الذي توفي في شتنبر الماضي بالعاصمة الفرنسية باريس وذلك عن سن يناهز 82 عاما، يشغل منصب أستاذ لمادة التاريخ والفكر الإسلامي بجامعة السوربون.