تقدم القناة الثانية مساء يوم الثلاثاء 22 من هذا الشهر، ثاني حلقة من برنامجها الجديد الذي يحمل عنوان «أخطر المجرمين». وهو عبارة عن سلسلة وثائقية اجتماعية في حلقات تستعيد مجموعة من الجرائم التي خلفت صدى كبيرا داخل المجتمع المغربي، كما تسلط الضوء على مسارات ومصائر الجناة الذين استأثروا باهتمام الرأي العام والمتخيل الجماعي للمواطنين، موقعين بذلك أسماءهم للأبد ضمن سجلات تاريخ القضاء المغربي. حلقة هذا الشهر محورها «بوصمة» مرعب مشردي العاصمة الذي قتل 12 مشردا بالطريقة نفسها، حيث كان يوجه ضربة قاضية إلى رؤوس ضحاياه. كان «بوصمة» عبارة عن شحنة من الغضب والحقد بدأت في التراكم والتفاعل منذ طفولته المحرومة ومراهقته المنحرفة. وبعد مغادرته للسجن حيث لم يجد لا أسرة ولا بيتا يؤويه، سيصل احتقانه حد الانفجار عندما هاجمه مجموعة من الأشخاص وانتزعوا منه عربته. سنة 2004، قتل «بوصمة متسكعا» بمقبرة الرباط بعد أن وجه له ضربة مميتة في رأسه بواسطة حجرة أصبحت سلاحه فيما بعد، لتتوالى جرائمه بالطريقة نفسها وبالأداة ذاتها. ظل بوصمة بعيدا عن الشبهات، لكن شاهد عيان سيراه لحظة إجهازه على ضحيته الثانية عشرة، مما ساعد السلطات الأمنية على الاهتداء إليه أخيرا. من يكون بوصمة إذن؟ ما هي الدوافع الكامنة وراء ارتكاب جرائمه؟ ما هي طبيعة تلك الجرائم؟ كيف شغل السلطات الأمنية أو المواطنين؟ ما هي الظروف والملابسات التي تم فيها إلقاء القبض عليه (أو كيف وأين انتهت حكايته؟)؟. تساؤلات تستعيد على ضوئها هذه الحلقة قصة «بوصمة» المعروف بارتكابه لسلسلة من الجرائم والمسار الذي قاده إلى اقترافها، وذلك عبر اللجوء للأرشيفات السمعية البصرية والمكتوبة، وكذا الصور وتسجيلات الفيديو المتوفرة لدى مصالح الإدارة العامة للأمن الوطني والدرك الملكي، أو بالاستناد إلى شهادات الأسر والمقربين والجيران والضحايا، أو إلى آراء المحامين والوكلاء العامين والسلطات الأمنية وغيرهم من الصحافيين وذوي الاختصاص في علوم الإجرام والنفس وغيرها. كما أن السلسلة مدعومة بروبورتاجات عن مواطن عيش هذا المجرم، ومسارح وقوع جرائمه، وظروف إلقاء القبض عليه و اعتقاله، فضلا عن مشاهد من إعادة تمثيل الجرائم المرتكبة وكل ما يتعلق بأطوار المطاردة وغيرها. البرنامج من إعداد حسن الرميد وعبد الحق مبشور، إخراج ابراهيم الشكيري ورامي فجاج.