نظم العشرات من المغاربة الصحراويين المحتجزين في مخيمات تندوف، وقفة احتجاجية، أول أمس الثلاثاء، أمام مقر مفوضية شؤون اللاجئين بمنطقة الرابوني، دعت لها تنسيقية الخليل أحمد أبريه المختفي في ظروف غامضة بالجزائر منذ سنة 2009. ورفع المحتجون، خلال هذه الوقفة التي نظمت تحت شعار “كلنا الخليل أحمد أو لا شيء” شعارات ولافتات تطالب بالكشف عن مصير الخليل أحمد وتوضيح حقيقة اختفائه القسري، من قبيل “لا بديل لا بديل عن تحرير الخليل” و”لا حركة ولا سكون حتى نجد الخليل”، و”لا راحة، لا راحة حتى عودة خليل”، معبرين عن غضبهم ومنددين بقيادة الجبهة الانفصالية. وتندرج هذه الوقفة الاحتجاجية التي سبقتها تظاهرة عارمة يوم 6 فبراير الجاري، وفق ما أعلنته التنسيقية، في تسجيل صوتي توصلت بيان اليوم بنسخة منه، في إطار “الانتصار لمبادئ وقيم حقوق الإنسان، وضد الاختفاء القسري كشكل من أشكال التغييب المبرمج والمقصود للأطر الصحراوية التي عبرت، وفي كل المحطات والمواقف، عن رأيها بكل صدقية”، في إشارة إلى كل من يعبر عن رأي مخالف لما تريده جنرالات الجزائر وأجهزتها الاستخباراتية المتحكمة في جبهة البوليساريو التي تأتمر بأوامرها. وتدخلت ما يسمى ب “شرطة البوليساريو” لتفريق الوقفة الاحتجاجية بالعنف، وصادرت اللافتات وصور المختفي أحمد خليل التي رفعها المحتجون، بالإضافة إلى مصادرة سيارة أحد أعضاء التنسيقية، التي أعلنت عزمها الدخول في أشكال احتجاجية غير مسبوقة من أجل “رفع الظلم والحيف عن الخليل أحمد وكل المختفين قسرا في السجون الجزائرية”، خاصة بعد فشل وعجز قيادة جبهة البوليساريو في الكشف عن حقيقة اختفائه، ووصول الحوار مع عائلته إلى الباب المسدود. وما زاد من سخط التنسيقية وغضبها هو أن وفدا من عائلة الخليل أحمد كان قد التقى ممثلين عن قيادة البوليساريو على رأسهم المسمى “ابراهيم بيد الله” الملقب ب “كريكاو”، الذي يشغل منصب كاتب الدولة المزعومة المكلف بالتوثيق والأمن، و”مصطفى محمد علي سيد البشير”، وزير داخلية الكيان الوهمي و”أحمد سلامة ولد ابريكة”، مكلف بمهمة لدى ابراهيم غالي. وأخبرهم “كريكاو” بأنه سافر إلى العاصمة الجزائر من أجل عقد لقاءات مع مسؤولين جزائريين بغرض تدارس قضية “الخليل أحمد” وإيجاد مخرج لها، إلا أنه لم يفلح في ذلك وعاد خالي الوفاض ودون أي جواب. يشار إلى أن الخليل أحمد، الملقب بالدكتور، هو من قبيلة السواعد الركيبات، كان قد تعرض للاختطاف يوم 6 يناير 2009 في ظروف غامضة من طرف عناصر تابعة لأجهزة الأمن الجزائري، بتواطؤ مفضوح مع ما يسمى قيادة البوليساريو. ووفق المعطيات التي استقتها بيان اليوم، فإن الخليل أحمد اختطف من طرف المخابرات الجزائرية أثناء تواجده بالجزائر في مهمة رسمية، حيث كان يشغل منصب “مستشار مكلف بحقوق الإنسان” في الجبهة، لكن العديد من المتضامنين معه يرون أن تكليفه بنقل أنشطته من مخيم الرابوني بتندوف إلى الجزائر العاصمة جاء وفق خطة أعدتها قيادات في الجبهة الانفصالية بالتعاون مع المخابرات الجزائرية للتخلص منه بعيدا عن مخيمات تيندوف، لكونها خافت من أن يكشف عن الأدلة والمستندات التي كانت بحوزته والتي تدين تلك القيادات إلى جانب المخابرات الجزائرية المتورطة في ملفات انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان بالمخيمات. وتخشى عائلة الخليل أحمد من أن يكون هذا الأخير قد توفي في سجون الجزائر، أو تمت تصفيته من طرف المخابرات الجزائرية بطلب من بعض قيادات في الجبهة الانفصالية، وهو ما حدا بأحد أفراد عائلة المختفي، المتواجد ببروكسيل، إلى مراسلة المنظمات الحقوقية الدولية، كمنظمة العفو الدولية، وفريدم هاوس، وطرح قضيته في جميع المنتديات الدولية.