سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هكذا تحول مسؤول بارز بقيادة الرابوني إلى معتقل «سري بسجن البليدة العسكري»: المخابرات الجزائرية اختطفت الخليل أحمد بالعاصمة الجزائرية وهو على وشك فضح أسرار خطيرة
تحول لغز إختفاء مسؤول بارز بقيادة الرابوني قبل ست سنوات ونصف الى شوكة حقوقية في حلق النظام الجزائري و صنيعته البوليساريو أخدت أبعادا دولا تسائل الحكومة الجزائرية التي تحتضن مخيمات تندوف فوق ترابها و تستفز قيادة الرابوني التي ما فتئت تتفنن في إستعمال ورقة حقوق الانسان كمطية لمضايقة المغرب قبل أن ترتد عليها هذه الورقة و تتحول الى جمرة حارقة تقوض حسابات الجزائر و صنيعتها التي تنكشف صفحات سجليهما الحقوقي الأسود يوميا عن فظاعات إنسانية تعيد الى الأذهان ذكريات الماضي المؤلم لغيتوهات النازيين و التي تتكرر أمثلة و صور حية لها بمخيمات العار و الهوان بصحراء الرابوني على مسمع ومرأى التظام الجزائري المتورط بدوره في جل الانتهاكات الحقوقية المخجلة في حق ساكنة المخيمات المحاصرة و المحرومة من أبسط الحقوق الآدمية المكفولة بموجب الأعراف الدولية الملزمة للدولة الجزائرية . أول أمس ثار مجددا رشيد خليل، المقيم بشمال إسبانيا منذ سنة 2005 و نجل المسؤول السامي بديوان الزعيم الانفصالي عبد العزيز المراكشي الخليل أحمد المختفي بالعاصمة الجزائرية منذ مطلع يناير من سنة 2009 ليحمل في تصريح لوكالة أنباء إسبانية قيادة البوليساريو المسؤولية عن اختفاء والده مستشار المراكشي المكلف بملف حقوق الانسان في الجزائر ، مشيرا إلى أن عائلة المختفي المجهول المصير تتوفر على أية أخبار عنه منذ ست سنوات. قصة الخليل أحمد محمود أبريه المعروف مستشار زعيم الرابوني و المسؤول البارز بقمة الهرم الأمني للبوليساريو تبتدئ مع اختطافه المفاجئ بالعاصمة الجزائرية و إيداعه بسجن البليدة أين ما زال رهن الاعتقال دون محاكمة و لم يتمكن نجله من رؤيته بداخل السجن الجزائري إلا مرة واحدة بعد تدخل لمنظمات حقوقية دولية لتنقطع أخباره بعد ذلك . المثير في ملف الخليل أن اختطافه من طرف عناصر من الأمن العسكري الجزائري و هو الأستاذ المحاضر بجامعة جزائرية بفضل حصوله على شهادات جامعية من جامعة الرباط في علم النفس ليلتحق بعد ذلك بمخيمات تندوف بإيعاز من مخابرات الرئيس الراحل بومدين و يتحول إلى أحد منظري المشروع الانفصالي . المعلومات المتوفرة تؤكد أن الخليل أحمد تم التضحية بموجب مؤامرة حاكها بعض المقربين من حرم عبد العزيز المراكشي وزيرة الثقافة بجمهورية الوهم ضمن مخطط لإبعاده عن دوائر القرار بقيادة الرابوني عبر اتهامه بالخيانة العظمى في حين تفيد روايات اطلعت عليها العلم أن «المسؤول الحقوقي « بالجبهة الانفصالية كان على علم بفضيحة فساد مالي كبرى تهز عرش زعيم الانفصاليين و كان بصدد طلب لقاء مع مسؤول نافذ بالحكومة الجزائرية لاطلاعه عليها قبل أن تقطع فرقة خاصة من المخابرات العسكرية الطريق عليه و تبادر الى إختطافه من شوارع العاصمة الجزائرية و تزج به في معتقل سري قضى به أشهرا قبل أن يتم نقله الى سجن البليدة الذي قضى به ثلاث سنوات قبل أن تنقطع أخباره بالمرة . و كانت أسرة الخليل و بعد تحريات قامت بها و أكدت اختطافه قد ربطت الاتصال قبل سنتين بمنظمة هيومان رايتس ووتش التي راسلت الحكومة الجزائرية في شأن تعرضه للاختفاء ألقسري فوق ترابها لتتوصل بجواب رسمي يفيد جهل الدولة الجزائرية لأي معلومات عن المختفي لتضطر الحكومة الجزائرية أشهرا بعد ذلك و تحت ضغط مدريد الى السماح لنجله بزيارته بسجن البليدة أين قضى سنوات من الاحتجاز دون محاكمة . الحكومة الجزائرية رفضت أيضا تمكين أسرة المختفي بأي وثيقة تفيد اعتقاله و قيادة الرابوني تبرأت بالمرة من علاقتها به على الرغم من كونه أحد مؤسسي كيانها الوهمي و هو ما يرجح فرضية أن الخليل أحمد القريب من مخاض تأسيس المشروع الانفصالي يتوفر على معلومات خطيرة من شأن الافحاص عنها ان يقوض أسس الوهم الذي قامت على أنقاضه جمهورية الوهم . الخليل أحمد أو علبة أسرار عبد العزيز المراكشي الملغومة و القابلة للانفجار في أية لحظة تكشف معلومات أخرى أنه كان يخطط للعودة المغرب عبر مدريد أو باريس في حالة رفض السلطات الجزائرية الاطلاع و التجاوب مع ملف الخروقات و الانتهاكات التي كان قد أعده بعناية بحكم موقعه القيادي بجبهة البوليساريو و هو ما تفطنت له المخابرات الجزائرية لتستبق عملية اختطافه و إنكار أية علاقة لها باختفائه ألقسري لولا حرص أسرته الصغيرة و بإمكانياتها الذاتية على كشف مكان تواجده و إحراج الحكومة الجزائرية عبر المنظمات الحقوقية الدولية . فريق عمل التابع للأمم المتحدة و المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي التي دخلت على خط اختفاء الإطار السامي بجبهة البوليساريو ستضع يدها حتما على ملفات حقوقية حارقة بمخيمات تندوف و بمعتقلات الجزائر السرية و العلنية ذهب ضحيتها المئات من ساكنة المخيمات ضمن سياسة القبضة الأمنية الحديدية التي يطبقها النظام الجزائري و ميلشيات البوليساريو على هذا الجزء المأساوي من التراب الجزائري لتعهد مشروع انفصالي مبني على أوهام تعود الى فترة المخططات الستالينية القائمة على ثنائية القمع و المؤامرات .