تعيش قيادة البوليزاريو الانفصالية احتقانا كبيرا بسبب سخط المغاربة المحتجزين هناك، فبعد العديد من الاحتجاجات على الوضع المأساوي هناك نتيجة سرقة الإعانات التي تبعثها المنظمات الإنسانية، والوقوف على نهب الملايير من قيمة هذه المساعدات القادمة من الاتحاد الأوروبي من طرف قيادة البوليزاريو، وبتواطؤ مكشوف مع مسؤولين جزائريين، ارتفعت الأصوات بشكل كبير هذه الأيام للمطالبة بالإطاحة بالعصابة التي تحتجز هؤلاء داخل مخيمات تندوف. وفي هذا الإطار تناقل ناشطون حقوقيون صورا من داخل ما يسمى بمخيم الداخلة تندوف، تظهر هذه الصور كتابات على الجدران ضد قيادة البوليزاريو وضد زعيمها المدعو محمد عبدالعزيز وهي الكتابات التي تبرز الاحتقان الخطير التي تعرفه هذه المخيمات بسبب التسلط والقمع الذي تمارسه عصابة البوليزاريو بدعم مباشر من المسؤولين الجزائريين. في ذات السياق حمل المسؤولية الكاملة رشيد خليل، نجل أحد زعماء البوليزاريو الذي سبق أن تم اختطافه منذ 6 سنوات، المسؤولية الكاملة لانفصاليي البوليساريو، حيث أكد رشيد خليل، المقيم بشمال إسبانيا منذ سنة 2005، أن "قيادة البوليساريو هي المسؤول الأول عن اختفاء والدي منذ يناير 2009، حين كان في الجزائر"، مشيرا إلى أن عائلته لا تتوفر على أية أخبار عن أحمد خليل منذ ست سنوات. تصريح هذا الشاب الصحراوي نقلته وكالة الأنباء الإسبانية (أوروبا بريس)، طالب فيه بأن تأخذ العدالة مجراها . وأدان الشاب الصحراوي القمع وغياب الحرية في مخيمات تندوف جنوب غرب الجزائر، موضحا أنه يبدو أن والده مسجون بأحد المعتقلات العسكرية الجزائرية، مدينا صمت قيادة "البوليساريو" والسلطات الجزائرية بشأن هذه القضية. وكان رشيد خليل قد لجأ في أكتوبر الماضي إلى فريق العمل التابع للأمم المتحدة المعني بحالات الاختفاء القسري أو غير الطوعي، إزاء قضية اختفاء والده أحمد خليل، ووضع شكاية لدى هذه المنظمة الأممية بجنيف. وأوضح أن أخبار والده "انقطعت منذ شهر أبريل من سنة 2009 فوق التراب الجزائري، ولا نعرف إن كان حيا أو ميتا". وكان والد هذا الشاب أحمد خليل المزداد سنة 1953 بطانطان قد تولى ، العديد من المناصب داخل "البوليساريو"، خاصة منصب رئيس ديوان ما يسمى ب"رئاسة" الانفصاليين، ومنصب مكلف بحقوق الإنسان والأمن في مخيمات تندوف. من جهة أخرى عبرت الفعاليات التربوية المشاركة حاليا في المخيم الصيفي الانبعاث بأكادير، الذي تنظمه الكشفية الحسنية المغربية لجهتي الصحراء وسوس ماسة درعة، عن استيائها للانتهاكات الجسيمة لحقوق الطفل بمخيمات تندوف فوق التراب الجزائري. وطالبت هذه الفعاليات، في بيان لها، المنتظم الدولي والمنظمات الدولية المهتمة بحقوق الطفل من أجل التدخل العاجل لفك الحصار المضروب على الأطفال المحرومين من أبسط حقوقهم بمخيمات العار بتندوف. وسجلت هذه الفعاليات أن الوضعية الصعبة التي يعيشها الأطفال المحتجزون بمخيمات تندوف من تشرد وطمس لهويتهم ناجمة عن "القمع الوحشي والاحتجاز التعسفي" الذي تمارسه "البوليساريو" في حق هؤلاء الأطفال، وكذا ترحيلهم إلى بعض الدول الأوربية وأمريكا اللاتينية وإجبارهم على الانخراط في العمل العسكري والمتاجرة بهم. ودعا البيان المجتمع الدولي إلى تحمل مسئولياته من أجل حماية هؤلاء الأطفال من الاعتداءات المتواصلة لمليشيات "البوليساريو" وحرمانهم من الحق في التعلم والصحة والترفيه والأمن، مشيرة إلى أن هذه المآسي وقفت عليها مجموعة من المنظمات الدولية. من جهة أخرى، عبرت هذه الفعاليات عن ارتياحها لما يتمتع به الأطفال بالأقاليم الجنوبية للمملكة من حقوق وحريات وكذا انخراطهم الشامل في مختلف الأنشطة التربوية والكشفية والثقافية والرياضة. وخلصت الفعاليات إلى دعوة الأممالمتحدة إلى الإسراع بإحصاء المحتجزين بمخيمات تندوف وفك الحصار عنهم في إطار الالتزام بقيم حقوق الإنسان الكونية، معبرة عن التشبث بقيم حقوق الإنسان وبمغربية الصحراء والوحدة الترابية للمملكة من طنجة إلى الكويرة.