أجمع أأالمتدخلون، أول أمس السبت، في لقاء وطني نظم بورزازات حول قضية الصحراء المغربية، تحت شعار:” الصحراء المغربية..من المسيرة الخضراء إلى مسيرة النماء”، على ضرورة تعزيز قدرات الفاعلين المدنيين وكل المهتمين والمتدخلين في قضية الصحراء المغربية من أجل الترافع الفاعل والمؤثر، وعلى الاستثمار في الأدلة التاريخية والقانونية والثقافية والاجتماعية بما يمكن الأجيال الحالية واللاحقة من الترافع عن القضية الوطنية، وتجديد الخطاب التداولي الترافعي حول قضية الصحراء المغربية. وأكدوا أيضا خلال هذا اللقاء الذي نظمه المجلس الجماعي لورزازات بشراكة مع النسيج الجمعوي، على ضرورة العمل على إنتاج خطاب ترافعي مقنع، يستند إلى المناهج العلمية والمقارنات الرصينة في التواصل والتبليغ، أخذا بعين الاعتبار ما وصل إليه الوعي الدولي والتطور التكنولوجي، إلى جانب تطوير الخطاب الإعلامي. وفي هذا السياق، أكد عبد الرحيم برديجي، باحث متخصص في قضية الصحراء المغربية، ورئيس المركز الاسباني الصحراوي، على ضرورة تعزيز آليات الترافع والدفاع عن قضية الصحراء المغربية، وفق أسلوب جديد يعتمد قول الحقائق، بعيدا عن لغة الخشب لكسب المزيد من الدعم والتأييد على المستوى الدولي، وتعزيز موقف المغرب في مختلف المحافل الدولية. واعتبر في مداخلة بعنوان “آليات تاريخية لترافع ناجع عن القضية الوطنية”، أنه من الضروري الإلمام بمختلف الجوانب القانونية والتاريخية لقضية الصحراء المغربية للترافع بقوة عن هذه القضية ، مشددا في السياق ذاته على ضرورة إطلاع الأجيال الصاعدة على تاريخ الصحراء المغربية وتطورات النزاع المفتعل حول هذه القضية. واعتبر أيضا أنه آت الأوان، للتفكير في صياغة خطاب جديد حول القضية الوطنية وفق أسلوب أكاديمي يضع قطيعة مع الأسلوب التقليدي الذي أكدت الوقائع تجاوزه. من جهته، أشاد محمد لمين الراكب، رئيس جمعية العائدين للوحدة والتنمية بالسمارة ، بالنموذج التنموي للأقاليم الجنوبية الذي أعطى جلالة الملك محمد السادس انطلاقته بمناسبة الذكرى الأربعين لانطلاق المسيرة الخضراء، مبرزا أن هذا النموذج يشكل طفرة نوعية في مجال التنمية بالأقاليم الجنوبية. وأضاف في مداخلة بعنوان “النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية كقطب اقتصادي يربط المغرب بعمقه الإفريقي”، أن من شأن هذا النموذج التنموي فتح آفاق واعدة لهذه الأقاليم لما يتضمنه من مشاريع مهيكلة وضخمة في جميع القطاعات، وجعلها قطبا تنافسيا بارزا على الصعيدين الوطني والدولي ، وحلقة وصل بين أوروبا وإفريقيا جنوب الصحراء. وأشار إلى أن هذا البرنامج يرتكز، بالخصوص، على إدماج المقاولات في النسيج الاقتصادي وتقوية محركات التنمية، وتثمين الثقافة الحسانية وتأهيل العنصر البشري والتدبير المستدام للموارد الطبيعية وحماية البيئة، إضافة الى خلق آليات مبتكرة للتمويل. بدورها، أكدت الباحثة رشيدة الأزهري في مداخلة بعنوان “دور الإعلام والمجتمع المدني في قضية الصحراء المغربية”، أن قضية الصحراء، تهم الجميع ومن مسؤولية الجميع، سواء كان سياسيا أو أوأدبلوماسيا أو فاعلا جمعويا، أوإعلاميا، مشيرة، إلى أن المواكبة الإعلامية لملف الصحراء، تبقى في نظرها ضعيفة، حيث يكتفي أغلب الصحافيين، بالاعتماد على الإعلام الرسمي، دون اجتهاد ملحوظ في الموضوع . واقترحت بهذا الخصوص ضرورة تعزيز الاهتمام الإعلامي بالقضية من خلال تكوين صحفيين متخصصين في قضية الصحراء المغربية وعلى دراية تامة بمختلف حيثياتها وتطوراتها، وتطوير معارف الصحفيين في هذه القضية على مختلف المستويات الدبلوماسية والتاريخية والجغرافية والسياسية، لتمكينهم من متابعة ومواكبة وتحليل وفهم حيثيات هذا الملف، وبالتالي، تمكين الرأي العام الوطني من الاطلاع على كل مستجدات القضية. كما شددت الأزهري على ضرورة انفتاح الصحافة المغربية على اللغات الأجنبية لإطلاع الرأي العام بالدول الأخرى على آخر مستجدات وتطورات قضية الصحراء المغربية، وتسليط الضوء على الجهود والمبادرات التي يبذلها المغرب لإيجاد حل للنزاع المفتعل حول هذه القضية، وكذا المشاريع الكبرى المنجزة بالأقاليم الجنوبية للمملكة. وفي سياق متصل، اعتبرت الباحثة أن المجتمع المدني يضطلع بدور هام في الدفاع والترافع عن قضية الصحراء المغربية في مختلف المحافل الدولية، مما يفرض إيلاء المزيد من الاهتمام به، وتعزيز خبراته وقدراته التواصلية من خلال الدعم والمواكبة والتكوين المستمر، لتمكينه من الاضطلاع بدور هام في التصدي لمناورات ومؤامرات خصوم الوحدة الترابية والدفاع عن المصالح الكبرى للمغرب. وتوقفت المتدخلة عند النقص الملحوظ في الصحافة المغربية، خصوصا الناطقة بلغات أجنبية، كالاسبانية والانجليزية، في الوقت الذي يحاول فيه المغرب إقناع مجموعة من الدول بأمريكا اللاتينية وغيرها، بمغربية الصحراء، داعية في هذا الصدد، الى تشجيع الصحافيين لإنشاء مواقع الكترونية أومجلات أوصحف ورقية، تواكب هذا الملف بهاتين اللغتين وتعرف بسياسة الدولة والمجهودات والمشاريع المنجزة على أرض الواقع. وكان رئيس المجلس الإقليمي لورزازات، سعيد أفروح، قد أشاد في كلمة خلال مستهل هذا اللقاء بالتنمية التي شهدتها الأقاليم الجنوبية للمملكة في مختلف المجالات، مؤكدا أن كل المغاربة جند مجندون للدفاع عن الصحراء المغربية وصد مكائد أعداء الوحدة الترابية للمملكة. من جهته، شدد رئيس المجلس الجماعي لورزازات، مولاي عبد الرحمان الدريسي، على ضرورة تعبئة وانخراط الجميع، كل من موقعه، في الدفاع عن قضية الصحراء المغربية، وتعبئة الموارد المالية الضرورية لدعم المبادرات والخطوات التي تتخذها الدولة في مختلف المحافل الدولية للدفاع عن قضية الصحراء والترافع عنها. بدورها، أكدت حسنية كنوبي، عن النسيج الجمعوي للتنمية بورزازات، أن مغربية الصحراء كانت وستظل على الدوام محط إجماع وطني، مشددة على ضرورة مواصلة التعبئة واليقظة للتصدي لخصوم الوحدة الترابية للمملكة، وإحباط مكائدهم ومخططاتهم.وتضمن برنامج هذا اللقاء تقديم شهادات تاريخية لأسرى سابقين في مخيمات تندوف، ومشاركين في المسيرة الخضراء المظفرة استعرضوا خلالها التجارب التي مروا بها، ودعوا إلى تقوية جبهة الدفاع عن قضية الصحراء المغربية. كما تم بالمناسبة تكريم عدة شخصيات وفعاليات بإقليم ورزازات اعترافا بالخدمات والتضحيات الجليلة التي أسدوها للوطن ولقضية الصحراء المغربية.