احتضنت مدينة ورزازات، أمس السبت بقصر المؤتمرات، لقاء وطنيا حول قضية الصحراء المغربية، تم تنظيمه من طرف الجماعة الحضرية لورزازات، بشراكة مع النسيج الجمعوي، تحت شعار "الصحراء المغربية.. من المسيرة الخضراء إلى مسيرة النماء". ويهدف هذا اللقاء الوطني، حسب اللجنة المنظمة، إلى الانخراط في الدبلوماسية الموازية للتعريف بالقضة الوطنية الأولى، والتأكيد على شرعية ومشروعية المغرب على صحرائه، وعلى المبادرة المغربية للحكم الذاتي كإطار أمثل لحل النزاع المفتعل بالصحراء المغربية، الذي عمر أزيد من أربعة عقود. وعلق المنظمون الأمل على هذا اللقاء الوطني، الذي حضره عدد من الخبراء والباحثين المهتمين بقضية الصحراء، للمساهمة في الانخراط في المقاربة الجديدة لمعالجة قضية الصحراء، باعتبارها شأنا يشترك فيه كافة أبناء ومؤسسات الوطن، للدفاع عن شرعية ومشروعية المغرب على صحرائه، وتعزيز مساعي الملك محمد السادس، وجهود الحكومة في مختلف المحطات الوطنية والدولية، وضمنها مناقشات جنيف الأخيرة بمشاركة موريتانيا والجزائر وجبهة البوليساريو، تحت إشراف الأممالمتحدة. وعلى هامش افتتاح هذا اللقاء الوطني الأول، تم تنظيم ندوة تضمنت ثلاث مداخلات أساسية تمحورت حول القضية الوطنية، حيث قدم عبد الرحيم برديجي، رئيس المركز الإسباني الصحراوي "حوار"، مداخلة تحت عنوان "آليات تاريخية لترافع ناجع عن القضية الوطنية". وقدم محمد لمين الراكب مداخلة حول "النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية كقطب اقتصاد يربط المغرب بعمقه الإفريقي.. جهة العيون الساقية الحمراء وجهة الداخلة ووادي الذهب نموذجا". أما المداخلة الثالثة فكانت من تقديم رشيدة الأزهري، وكانت بعنوان "دور الإعلام والمجتمع المدني في قضية الصحراء المغربية". وفي تصريح لهسبريس، قال رئيس المركز الإسباني الصحراوي "حوار" إن أبناء ورزازات المشاركين في المسيرة الخضراء كانوا أول من وصل إلى المنطقة الصحراوية المحررة من إسبانيا، مشيرا إلى أن هذا المعطى دفع منظمي هذا اللقاء إلى اختيار مدينة ورزازات للاعتراف لأبنائها بالجميل. وأضاف الخبير ذاته أن المغرب في حاجة إلى مثل هذه اللقاءات ذات البعد الوطني والتاريخي، بدلا من المظاهرات والاحتجاجات، وبدلا من سياسة "البندير" و"الغادي سعداتو"، مبرزا أن المغرب في حاجة إلى ندوات ولقاءات لتقوية قدرات الشباب في الترافع عن قضية الشعب المغربي. وأوضح "أن من يريد أن يترافع عن القضية الوطنية يجب عليه أن يعرف كل حيثياتها، أي قبل دخول إسبانيا في التاريخ القديم والتاريخ الحديث، وأن يعرف نقط ضعف الخصوم ونقط قوتهم، وما أكثرها". وأضاف أن "هذه المسائل لا يمكن أن يعرفها الإنسان دون أن تنظم ندوات وطنية ودولية بهذه الطريقة"، مشيرا إلى أن ما طرحه حول قضية الصحراء في هذا اللقاء جديد ومسكوت عنه. وأضاف أن الأرشيف كله موجود في إسبانيا وفي الأرشيف البريطاني، داعيا المدافعين عن القضية إلى التحرك للحصول على هذا الأرشيف". وركز عبد الرحمان الدريسي، رئيس الجماعة الحضرية لورزازات، في كلمته التي ألقاها بالمناسبة، على ثلاث مسائل اعتبرها أساسية ومحورية للتعاطي مع القضية الوطنية الأولى، أولاها: ضرورة انخراط الجميع في التعبئة الشاملة، والترافع لدى الهيئات والمنظمات والمؤسسات الإقليمية والدولية، طبقا لما جاء في خطاب الملك محمد السادس بتاريخ 11 أكتوبر 2013 خلال افتتاح الدورة الأولى من السنة الثالثة للولاية التشريعية التاسعة. وأكد أيضا على ضرورة تعبئة الموارد المالية الكافية لدعم جميع المسارات التي تتخذها الدولة في التعاطي مع ملف الصحراء المغربية في جميع أنحاء العالم. وكذا وضع برامج تعليمية تأخذ بعين الاعتبار التربية على المواطنة، وتدريس قضية الصحراء، والتركيز على الطلب الملكي في هذا الشأن. وخلال هذا اللقاء، تم تقديم عدة شهادات تاريخية من طرف إسماعيل سيدي محمد الشيخ، وعبد الرحمان سرحان، وتكريم عدد من الجنود الذين ظلوا محتجزين سنوات لدى الجبهة الانفصالية، وعرض شريط حول الصحراء المغربية.