قال مصطفى الكثيري المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، «إن فرصة لقائنا بأسرة المقاومة وجيش التحرير بهذه الربوع الغالية من المملكة الشريفة هو مبعث للسرور والفرحة، ومدعاة للفخر والاعتزاز ونحن نحتفل بالذكرى الستين لمعركة الدشيرة الغراء والذكرى الثانية والأربعين لجلاء آخر جندي عن الأقاليم الجنوبية للمملكة». وأضاف الكثيري، في مهرجان خطابي أقيم مساء الجمعة بمدينة بوجدور، تزامنا مع الذكرى 60 لمعركة الدشيرة والذكرى 42 لجلاء آخر جندي أجنبي عن الصحراء المغربية، أن هذا الحدثان التاريخيان «يعكسان مدى ما قدمه أبناء القبائل الصحراوية المغربية من تضحيات جسام في سبيل صيانة مقدسات البلاد وثوابتها والدفاع عن الوطن بكل غال ونفيس من أجل الحرية والاستقلال واستكمال الوحدة الترابية، وفاء لروابط البيعة الموثقة التي تربط ساكنة وقبائل إقليم بوجدور بملوك الدوحة العلوية الشريفة». وأكد الكثيري، خلال كلمة ألقاها أمام الحضور، أن التاريخ النضالي الوطني غني بالمحطات التي تجسد تمسك المغاربة قاطبة وسكان الصحراء المغربية بالثوابت الوطنية والالتفاف حول العرش العلوي المجيد، في إشارة إلى مسيرة الكفاح البطولي التي خاضها الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد، خاصة بعد عودة بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس من أجل استرجاع الأراضي المغربية التي ظلت تحت نفوذ الاحتلال الأجنبي، توجت باستكمال الوحدة الترابية بقيادة جلالة المغفور له الحسن الثاني مبدع المسيرة الخضراء. وأوضح المندوب السامي في ذات السياق، أن حدث المسيرة الخضراء الذي مكن من استرجاع الصحراء المغربية وإجلاء آخر جندي أجنبي عن ترابها في 28 فبراير 1976، أسس لمرحلة جديدة من البناء والتنمية في ظل وطن موحد تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وأردف الكثيري أن قبائل بوجدور بدورها كان لها النصيب الوافر في تحرير الصحراء المغربية من سيطرة الاستعمار الأجنبي، وذلك عبر إعرابهم في كل المناسبات عن تشبتهم الدائم بأرضهم وطنهم، مضيفا، أن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير تسعى إلى جعل هذين الحدثيين لحظة للاعتراف بما قدمه أبناء قبائل بوجدور من تضحيات في سبيل وحدة البلاد، والانخراط في الدفاع عن قضاياه سيرا على درب السلف من أبناء القبائل الصحراوية وبصفة خاصة ساكنة وقبائل بوجدور. جهود المندوبية ترمي الحفاظ على الذاكرة التاريخية وحول صيانة الذاكرة التاريخية، أشار المندوب السامي، أن المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، عملت على إحداث شبكة مهمة من فضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير والتي بلغت 77 فضاء موزعة على مختلف ولايات وأقاليم المملكة، منها فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير ببوجدور. وفي نفس السياق، أضاف مصطفى الكثيري، أن هذه الفضاءات تعد بمثابة مشتل للتربية والتكوين والتأطير على قيم المواطنة والاعتزاز بالانتماء للهوية الوطنية، إضافة إلى المجهودات التي تبذلها المندوبية في إغناء الساحة الفكرية الثقافية والأكاديمية بالوثائق التاريخية المستنسخة المرتبطة بالحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، المودعة بمراكز الأرشيف خارج الوطن، ونشر مجموعة من الإصدارات والمنشورات التي توثق لمسيرة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال، مؤكدا، أن المندوبية السامية تشجع البحث العلمي وكل المهتمين من طلبة وباحثين على إنجاز دراسات وبحوث جامعية ذات صلة بالذاكرة الوطنية، وذلك عبر تخصيص جوائز مالية. توشيح 4 مقاومين.. وتوزيع إعانات مالية وقد وشح مصطفى الكثيري المندوب السامي بتوصية من جلالة الملك محمد السادس، أربعة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بإقليم بوجدور بأوسمة ملكية شريفة بوسام المكافأة الوطنية من درجة ضابط، اثنان متوفون ويتعلق الأمر بكل من المرحوم البشير ابريجة والمرحوم سيداتي صامد، واثنان قيد الحياة ويتعلق الأمر بالخطاط بومهدي وأحمد بايا، وذلك برورا وعرفانا بما قدموه من خدمات وأعمال جليلة وتضحيات جسام في سبيل عزة الوطن وكرامته. ودعما منها، لتحسين الأوضاع المادية والاجتماعية والمعيشية والصحية لفئة المقاومين وأعضاء جيش التحرير، خصصت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير إعانات مالية يصل عددها إلى 41 إعانة مالية، بغلاف مالي قدره 295.580.00 درهم، مرتبطة بالسكن، وإحداث مشروع اقتصادي، أو بمصاريف الدفن، أو تلك المرتبطة بالإسعاف. وقد استفاد أعضاء جيش التحرير والمقاومين بإقليم بوجدور، من 11 إعانة على إحداث مشروع اقتصادي بمبلغ قدره 262.580.00 درهم، و29 إعانة مالية الاسعاف بمبلغ 29.000.00 درهم، وإعانة مالية على مصاريف الدفن بمبلغ 4000 درهم، إضافة، إلى الرفع من سقف منحة التعويض الإجمالي المحدد في 1142.00 درهم شهريا إلى 1560.00 درهم شهريا، لتمكين شريحة إضافية واسعة من المقاومين وأعضاء جيش التحرير أو ذوي حقوقهم المستحقين من الاستفادة من هذه المنحة. مغربية الصحراء.. أبا عن جد وأشار الكثيري في سياق مداخلته، أن تخليد هذين الحدثين التاريخيين هو استحضار للذاكرة التاريخية الوطنية كمنبع للقيم التي يتأسس عليها الحاضر ويستشرف من خلالها المستقبل، الشيء الذي يجعل الأمة المغربية قاطبة تواصل مسيرة التنمية، والاستقرار الذي تنعم به بلادنا كانت من ورائه تضحيات جسام ونضالات عظيمة، مدونة بمداد الفخر والاعتزاز في سجل تاريخ النضال المغربي بقيادة العرش العلوي المجيد، وأسرة المقاومة وجيش التحرير ببوجدور هي جزء من هذا النضال التاريخي. وتجدد أسرة المقاومة وجيش التحرير، يضيف ذات المتحدث، البيعة والولاء للعرش العلوي المجيد تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وتجندها الدائم والمتواصل من أجل الدفاع عن وحدتنا الترابية، معبرة عن نصرة كل القضايا العادلة للمملكة، من بينها، قضية مغربية الصحراء، كما أكد جلالة الملك محمد السادس في 06 نونبر 2017، بمناسبة الذكرى الثانية والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، أن مغربية الصحراء لا يمكن أن ينكرها أي أحد. وفي ذات السياق، قال مصطفى الكثيري في سياق حديثه، «في الوقت الذي لم تكن فيه أي مطالب بخصوص تحرير الصحراء، باستثناء المطالب المشروعة للمغرب، بل وقبل أن تحصل الجزائر على استقلالها، قبل كل هذا، أكد جدنا، آنذاك، الحقوق التاريخية والشرعية للمغرب في صحرائه، حين قال أمام ممثلي وشيوخ القبائل الصحراوية، الذين قدموا له البيعة، نعلن رسميا وعلانية، بأننا سنواصل العمل من أجل استرجاع صحرائنا، في إطار احترام حقوقنا التاريخية، وطبقا لإرادة سكانها»، مشيرا، أن هذه الكلمات تؤكد بأن الصحراء كانت دائما مغربية، قبل اختلاق النزاع المفتعل حولها، وستظل مغربية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، مهما كلفنا ذلك من تضحيات. واعتبر الكثيري، أن الاحتفال بهذه المناسبة يؤكد انخراط أسرة المقاومة وجيش التحرير في كل المبادرات الرامية إلى تعزيز كل المكتسبات المحققة على الصعيد الوطني بصفة عامة وبالصحراء المغربية بصفة خاصة، وعلى رأس هذه المبادرات، المبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع لأقاليمنا الصحراوية المسترجعة في ظل السيادة المغربية والتي تحظى بإجماع وطني وتأييد دولي، ومؤكدا، على الانخراط في ورش الجهوية المتقدمة الذي يفتح آفاقا جديدة لتدبير جهوي كفيل برفع التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، خصوصا، مع إطلاق مشروع النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس. ترحم على الشهداء.. وزيارة مركز الذاكرة ببوجدور وقد تنقل مصطفى الكثيري المندوب السامي رفقة الوفد الصحافي والبعض من أسر التحرير والمقاومين، إلى مقبرة الشهداء بمدينة بوجدور، للترحم على أرواح الشهداء التي غارتهم سلطات الاحتلال الاسبانية، في فترة الاستعمار الأجنبي، علاوة، على زيارة فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير ببوجدور، والوقوف على كل الأمور المتعلقة بالذاكرة التاريخية بالمنطقة. وشكر المندوب السامي في ختام مداخلته، ساكنة إقليم بوجدور وقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وضباط الصف وجنود القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي والأمن الوطني والقوات المساعدة والوقاية المدنية والإدارة الترابية على ما يبذلونه من جهود جبارة ومساعي متواصلة في سبيل استتباب الأمن والاستقرار بأقاليمنا الصحراوية المسترجعة والحفاظ على أرواح المواطنين وممتلكاتهم.