تحت شعار” العمل الجمعوي في خدمة الوحدة الوطنية“ نظم منتدى الآفاق للثقافة والتنمية وبشراكة مع الكلية متعددة التخصصات بخريبكة ، مساء اليوم الجمعة 22 نونبر برحاب الكلية، ندوة فكرية وطنية حول موضوع”الصحراء المغربية الآفاق المستقبلية” بمشاركة ثلة من الأكاديميين والسياسيين والطلبة والفعاليات الجمعوية. قدم كلمة الافتتاح الترحيبية نائب عميد الكلية متعددة التخصصات، تلتها قراءة الفاتحة على روحي الفقيدين الحسن الثاني ومحمد الخامس مبدعي المسيرة وحماة الصحراء. بعد ذلك انطلقت أشغال الندوة بكلمة رئيس الجامعة الذي ذكر الحضور بسلسلة الندوات التي دأبت جامعة الحسن الأول على تنظيمها حول الصحراء وغيرها من القضايا التي هي في صلب اهتمام الجامعة،وأشار كذلك إلى جملة من الإسهامات للجامعة في بعض الإصدارات الخاصة بقضية الصحراء. أعقبتها كلمة للسيد عميد كلية خريبكة الذي أكد على أن قضية الصحراء هي قضية كل المغاربة، الدفاع عنها هو من صميم الواجب الوطني. و تناولت الكلمة رئيسة منتدى الأفاق بخريبكة رحبت فيها بالحضور الكريم، موضحة السياق الذي تندرج فيه هذه الندوة والذي يؤطره الخطاب الملكي الأخير، خاصة بعد الدجل الإعلامي المزيف لخصوم الوحدة الترابية الذي تؤطره الترويكا الجزائرية التي ما فتئت حسب قولها تنسج السيناريوهات لعزل المغرب دوليا ودعم الانفصاليين…خاتمة بقول صاحب الجلالة: المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها. ثم شرع مدير الندوة رشيد السعيد عميد كلية الحقوق بسطات في تأطير النقاش حيث أشار إلى أن الندوة هي استجابة للنداء الملكي الذي دعا فيه المجتمع المدني إلى الانخراط بفعالية في التعريف بالقضية الوطنية. ثم أعطى الكلمة للأستاذ خالد السفياني محام وعضو مؤسس لجمعية حقوق الإنسان ومنسق مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين قام فيها بمداخلة بعنوان”دور المجتمع المدني في الدفاع عن القضية الوطنية” حيث أكد أن دور المجتمع المدني يكون وفق مقاربتين الأولى من خلال المهرجانات والثانية من خلال هكذا لقاءات فكرية،وأشار إلى قيمة الخطاب الملكي الأخير الذي اعتبره نوعيا باعتبار انه عبارة عن نقد ذاتي لمسالة التعاطي مع ملف الصحراء ،يعرض لإشكالات يجب معالجتها حتى لا نقع في المحضور،وهذه المعالجة تدخل في صلب عمل المجتمع المدني خاصة في ما يتعلق بتشكيل الرأي العام المحلي والدولي حول قضيتنا الترابية،وبطبيعة الحال هذه المسألة لا تتأتى إلا إذا كان المجتمع المدني شريكا وعارفا بمجريات القضية التي لا يجب أن تبقى حكرا على احد كما أشار إلى أن هذا التحرك يجب أن ينطلق من قناعة لا أن تحركه جهات معينة،معتبرا أن القضية أسيء لها من طرف ما اسماهم ب” المجتمع المدني المأجور” وب “أصحاب الطبل والمزامير” على حد قوله،وعرج السفياني على مسالة حقوق الإنسان التي اعتبرها في ظل حرية التعبير التي أصبح يعرفها المغرب تستغل من طرف الخصوم. وتناول الكلمة بعد ذلك العقيد ملوكي الذي أشار إلى حجم التمويلات التي ترصدها الجزائر لهذا الملف-767 دولار زيادة على مليون دولار سنويا لمؤسسة أمريكية..واعتبر أن المغرب ارتكب أخطاء في هذا الملف لتجاوزها لا بد له من الانخراط الجدي في ورش الجهوية الموسعة وتعميمه،وإرجاع الملف للمحكمة الدولية لمعالجته على أساس جغرافي وتاريخي. بعد ذلك تم عرض شريط وثائقي حول وضعية الأطفال المحتجزين بتند وف،تلته مداخلة الدكتور سعد الدين العثماني وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي الأسبق، بعنوان” الحكم الذاتي كحل استراتيجي أشار فيها إلى أن التعاطي لهذا الملف يجب أن يكون تعاطيا عقلانيا، فالمؤامرات مستمرة ولن تجعلنا نتشاءم فالمغرب في هذا الملف قوي برغم كيد الأعداء، لان الثلثين من أبناء الصحراء هم في أرضهم مذكرا بالمسار التاريخي الذي عرفه الملف والنصوص الدولية التي تؤطر قضية الصحراء، مشيرا إلى نقطة مفصلية وهي التي يؤكدها القرار 1514 الذي يميز بين تقرير المصير دون المساس بالوحدة الوطنية وسيادة الدول. وقد أعرب العثماني أن خيار المفاوضات يبقى أفضل حل على المستوى الاممي وبحضي بدعم عدة دول خاصة فرنسا وأمريكا، مذكرا بحالات تقرير المصير على المستوى الاممي حيث انه من بين 60 حالة 60 في المائة حلت عن طريق التفاوض فيما 5 فقط حلت عن طريق الاستفتاء. كما صرح بان الدبلوماسية المغربية ناجحة لحد الآن في تدبير هذا الملف حيث انه من وعلى مدى 13 سنة نقص عدد الاعترافات بالجمهورية الوهمية من 87 دولة إلى 35 أي بنسبة 55 في المائة. وفي مداخلة نائب رئيس جامعة الحسن الأول بسطات بعنوان” التكلفة الإنسانية لقضية الصحراء”أشار فيها إلى التكلفة الإنسانية الضخمة لهذه القضية لخصها في أرقام لاجئين الذين تعدوا 90 ألف لاجئ حسب الأممالمتحدة إضافة إلى اللاجئين في موريتانيا-30الف-واسبانيا-12000الى15000-و3500 بكوبا، كما نبه كذلك إلى الآثار النفسية والطبية التي يعاني منها سكان المخيمات حيث أن 8 في المائة نسبة وفيات الأطفال و88 في ا لمائة يعانون من سوء التغذية . بعدها قدمت سعداني ماء العينين شهادة حية حول معاناة المحتجزين بتندوف حيث كانت واحدة منهم وشهدت تعذيب آبيها أمامها وهي بنت 5 سنوات، ثم بعد ذلك هجرت إلى كوبا ومكثت بها 13 سنة، وأشارت إلى أن البوليساريو يصور لنا المغرب بصورة بشعة لدرجة أننا عندما لبينا نداء الوطن غفور رحيم تفاجئنا بتلك الصورة السوداوية التي كانت لنا والتي لم نجد لها آثرا، وأكدت كذلك أن اغلب المساعدات لا تصل للاجئين وأنها تباع بمناطق بموريتانياوالجزائر بعد ذلك تم فتح نقاش حول الموضوع، وفتح الباب لتدخلات مختلف الحاضرين،والتي أجاب عنها الدكتور العثماني والسفياني وبقية الحضور بإسهاب. واختتم اللقاء ببرقية مرفوعة لجلالة الملك،ثم عروض لفرقة تراثية أبدعت في عرض لوحا فنية من التراث الحساني. و تجدر الإشارة إلى أن الندوة تسعى، إلى تسليط الضوء على الوضعية الحقوقية الكارثية، التي يعيشها المحتجزون في مخيمات العار بتندوف، وتحسيس المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان وطنيا ودوليا بالموضوع وأخر مستجداته. سعيد فجار