دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما أول أمس الأحد إلى قيام «حكومة تمثيلية» في مصر معتبرا أن هذا البلد تغير بمعزل عما إذا كان الرئيس حسني مبارك سيتنحى حالا أم بعد انتهاء ولايته. وقال أوباما في مقابلة أجرتها معه شبكة فوكس نيوز المحافظة «إن الشعب المصري يريد الحرية, ويريد انتخابات حرة ونزيهة, يريد حكومة تمثيلية, حكومة تلبي مطالبه. وقلنا إن عليهم بدء المرحلة الانتقالية الآن». وسئل عما إذا كان حسني مبارك سيتنحى الآن رد اوباما «هو وحده يعرف ما سوف يقوم به. كل ما نعرفه هو أن مصر لن تعود إلى ما كانت عليه» مضيفا «انه لن يترشح للانتخابات مجددا وولايته تنتهي هذه السنة». وكان مبارك تعهد تحت ضغط التظاهرات الشعبية المطالبة برحيلة بانه لن يترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستجري هذا العام وانه لن يرشح نجله جمال مبارك لخلافته. وانطلق أول أمس الأحد الحوار الوطني الذي دعت إليه السلطات المصرية لإيجاد مخرج للازمة التي تهز البلاد منذ أسبوعين غير أن الإخوان المسلمين الذين يشاركون فيه اعتبروا أن ما قدمته السلطات حتى الآن «غير كاف» متوقعين ان تتواصل المفاوضات لفترة طويلة. وشدد اوباما على أن المجتمع المصري لا يقتصر على جماعة الإخوان المسلمين لكنه اقر بوجود مخاوف حيال مواقفهم. وردا على سؤال عما اذا كان الإخوان المسلمون يمثلون «تهديدا», قال أوباما «اعتقد أنهم احد الفصائل في مصر. هم لا يتمتعون بدعم أغلبية المصريين ولكنهم منظمون جيدا. وفي إيديولوجيتهم نواح معادية للأميركيين, لا شك في ذلك». وأضاف «ثمة مجموعة كبيرة من الأشخاص العلمانيين في مصر, ثمة مجتمع مدني واسع يريد التقدم إلى الواجهة أيضا». وقال «من المهم ألا نقول إن الخيارين الوحيدين أمامنا هما الإخوان المسلمون أو شعب مصري مقموع. أريد حكومة تمثيلية في مصر ولدي الثقة بأنه إذا تقدموا في عملية منظمة, يمكننا العمل معا». ومن ناحيتها, حذرت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون من أن تنحي مبارك بشكل متسرع مثلما يطالب به معارضوه قد يثير تعقيدات متعلقة بالدستور, معتبرة رغم ذلك انه يعود للشعب المصري ان يحدد موعد رحيل الرئيس. وقالت كلينتون متحدثة إلى الصحافيين لدى عودتها من ألمانيا حيث جرت محادثات دولية حول الوضع المصري «حسبما افهم الدستور (المصري), في حال استقال الرئيس فان رئيس البرلمان يخلفه ويعمل على إجراء انتخابات رئاسية في مهلة 60 يوما» مضيفة «يجب أن يقبل المصريون» هذا الواقع. ولفتت إلى أن احد قادة الإخوان المسلمين وكذلك المعارض المصري محمد البرادعي قالا إن تنظيم انتخابات «سيستغرق بعض الوقت» مضيفة «لسنا نحن من نقول ذلك, بل هم». وأثنت كلينتون على موقف مبارك القاضي بعدم ترشحه او ترشيح ابنه للرئاسة وقالت ان هذا الموقف «يجب ان ينظر إليه على انه خطوات مهمة اتخذها» في اتجاه انتقال السلطة. ورفضت التعليق على المحادثات التي أجراها نائب الرئيس عمر سليمان مع المعارضة مكتفية بالقول انه يعود للمصريين أن يقرروا ما إذا كانت مشاركة الإخوان المسلمين في المرحلة الانتقالية تضفي عليها مصداقية. وقالت «ثمة منظمات وأفراد تعطي مشاركتها مصداقية بنظر بعض المصريين, فيما تثير مخاوف بنظر البعض الأخر». ورأت انه سيتحتم على المصريين إزالة بعض العقبات قبل تنظيم انتخابات في سبتمبر. وذكرت من هذه الخطوات الضرورية المترتبة عليهم, أن يحددوا كيفية «تعديل الدستور حتى يتناسب أكثر مع نوع الديموقراطية والنظام السياسي» الذي يريدونه, وتحديد جدول زمني لتحقيق هذا الهدف ونظام انتخابي. وأبدت استعداد الولاياتالمتحدة وبعض الدول الأوروبية لتقديم خبرتها للمساعدة على التحضير للانتخابات. وقالت «سنحاول العمل مع العديد من الدول من أجل أن نقدم أي مساعدة ممكنة» مضيفة «لدينا خبراء في تنظيم انتخابات ذات مصداقية ولدينا خبراء في صياغة الدستور». وتابعت «من المهم أن تكون لنا نظرة بعيدة المدى. لا نريد أن نصل إلى سبتمبر وان تجري انتخابات فاشلة ثم يشعر الشعب بان الأمر غير مجد». وسئلت عما إذا كانت سبعة أشهر مهلة كافية من اجل ذلك فردت «هذا يعود لهم, لكنني اعتقد انه في حال قيام مجهود مشترك, وفي وجود الجدول الزمني والخطوات العملية التي أدعو إليها, فهذا يمكن تحقيقه». لكنها لفتت إلى أن «الأمر سيتطلب تعاونا هائلا, ليس من جانب الحكومة فحسب, بل من جانب المجتمع المدني واللاعبين السياسيين أيضا».