دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما نظيره المصري حسني مبارك إلى البدء فورا في عملية انتقال سلمي للسلطة، مشيدا بالمظاهرات الاحتجاجية للمصريين وموقف الجيش منها. وعقب إعلان مبارك أنه لن يترشح لولاية ثانية ، ولن يتنحى قبل انتهاء ولايته في الخريف المقبل، تحدث أوباما معه عبر الهاتف لمدة نصف ساعة. وأكد أوباما لنظيره المصري أن عملية انتقال السلطة سلميا في مصر يجب أن تبدأ «الآن»، ولكن من دون أن يدعوه إلى التنحي فورا، مشددا على أنه ليس للولايات المتحدة أن تختار الرئيس المقبل لمصر. وقال الرئيس الأميركي «ما هو واضح ، وقد أبلغته للرئيس مبارك، إنني أعتقد أن عملية انتقال منظم للسلطة ينبغي أن تكون ذات معنى، وأن تتم في شكل سلمي، وأن تبدأ الآن». وأضاف «أيدنا علنا ضرورة التغيير، وقد تحدثت مباشرة مع الرئيس مبارك بعد خطابه (ليلة الأربعاء) ، وهو يدرك أن الوضع القائم لا يمكن أن يستمر، وأن التغيير لا بد أن يحدث، وواقع الأمر أننا نحن الذين نخدم في موقع السلطة السياسية ندرك جميعا أننا نفعل ذلك بإرادة شعبنا، وقد عرفت مصر خلال آلاف السنين الكثير من لحظات الانتقال ، وتخبرنا أصوات الشعب المصري أن هذه واحدة من تلك اللحظات ، هذا واحد من تلك الأوقات». وتطرق أوباما أيضا إلى الدور الذي يضطلع به الجيش المصري في هذه الأزمة، وقال «أريد أن أشيد بالجيش المصري على ما أبداه حتى الآن من كفاءة مهنية وروح وطنية من خلال السماح بالاحتجاجات السلمية مع حماية الشعب المصري». وفي رسالة ضمنية بشأن حدود الدور الأميركي في تلك المرحلة ، قال «الآن ليس من دور أي بلد آخر أن يحدد لمصر زعماءها، فالشعب المصري هو وحده الذي يمكنه أن يفعل ذلك». وأضاف «فضلا عن ذلك ، ينبغي أن تشمل العملية طيفا واسعا من الأصوات المصرية والأحزاب المعارضة ، وينبغي أن تؤدي إلى انتخابات حرة ونزيهة ، وينبغي أن تسفر عن حكومة لا تستند إلى مبادئ ديمقراطية راسخة فحسب ، بل ينبغي أن تستجيب لتطلعات الشعب المصري». ووجه أوباما حديثه إلى الشعب المصري قائلا : «نحن نسمع صوتكم ، ولدي اعتقاد راسخ بأنكم ستحددون مصيركم بأيديكم ، وتمسكون بما تبشر به اللحظة من مستقبل أفضل لأولادكم وأحفادكم ؛ وأقول ذلك كشخص ملتزم بالمشاركة بين الولاياتالمتحدة ومصر». وكان يوم الثلاثاء الماضي يوما حافلا للدبلوماسية الأميركية في مصر التي تعتبر أحد أهم دعائم السياسة الأميركية في الشرق الأوسط. وسلم سفير أميركي سابق في القاهرة رسالة من أوباما إلى نظيره المصري طلب فيها منه عدم الترشح إلى الانتخابات المقبلة المقررة في شتنبر المقبل، في حين تحادثت السفيرة الأميركية الحالية في القاهرة، مارغريت سكوبي ، مع محمد البرادعي، أحد أبرز وجوه المعارضة المصرية.