اعتلى جورج اسحق وإيهاب الخراط ظهر أول أمس الأحد المنبر في ميدان التحرير ليؤكدا أمام آلاف المعتصمين مشاركة الأقباط في الانتفاضة القائمة ضد النظام في مصر, رغم المشاركة المتواضعة للمسيحيين في الاعتصامات. جورج اسحق القبطي السبعيني القيادي في حركة كفاية بشعره الأبيض التقط المذياع وأثار حماس الجمهور قائلا «نصلي كمسيحيين كل يوم أعطنا خبزنا كفاف يومنا, ونرفع معكم اليوم الصوت عاليا: عيش, حرية, كرامة انسانية», ما دفع الحشد إلى ترداد الشعار وراءه. إيهاب الخراط ابن الكاتب ادوار الخراط اعتلى المنبر وهتف «الجامع والكنيسة, الهلال والصليب, بيقولو ارحل يا رئيس», ثم أطلق دعوات كان الجمهور يرد على كل واحدة: «آمين» مثل «نوحد صفوفنا» «اطردوا الخوف» و»باسم المسيح وباسم محمد». وردا على فرانس برس قال الخراط الطبيب النفسي الخمسيني «انا احضر كل يوم مع اولاي وزوجتي, ابني الصغير أصيب في رأسه, والكبير احتجز لساعات لدى الشرطة». أما دافعه فهو ليس سياسيا بالتحديد بل «دفاعا عن كرامة الانسان وحقه بالحرية والديموقراطية لتتوقف كل أشكال الكذب والتزوير». واعتبر الخراط ان «الشعب كسر حاجز الخوف ولن يخاف بعد اليوم». عن الإخوان المسلمين وما اذا كانت هناك مخاوف لدى الأقباط من تسلمهم السلطة قال الخراط «أنا أعارض سياسيا الإخوان المسلمين لكنني سأدافع عن حقهم الطبيعي بان يتنظموا في حزب سياسي». ولم يتجاوز عدد الأقباط المشاركين في القداس بضع مئات. كما اعتلت المنبر فرقة ترتيل قبطية انغليكانية انشدت على موسيقى الاورغ ترانيم حماسية اثارت الحشد المتجمع مثل «يا يسوع جايين نصرخ, بارك بلادي يا سامع الصلاة». الطالبة رنا سليمان (20 سنة) كانت في عداد الفرقة وبدا عليها الإرباك والخجل وسط الحشد. قالت إنها المرة الأولى التي تأتي فيها إلى ميدان التحرير, وأكدت انتماءها الى الكنيسة القبطية الانغليكانية. اما ماريان فايق (24 سنة) القبطية الارثوذكسية فكانت الأكثر حماسا. مناضلة من الدرجة الأولى لا تفوت يوما من دون ان تزور الميدان. تقول «الحزب الوطني يمثل الترهيب والتخويف, انه حزب البلطجية الذين كانوا يسيطرون على الشارع وينشرون الخوف في قلوب الناس (...) نريد الحرية والديموقراطية». وما اذا كانت متخوفة من تسلم التيارات الإسلامية السلطة قالت «لا لست خائفة, لا يوجد شيء أسوأ من نظام الإرهاب الذي يحكمنا اليوم». عبد المسيح عطية (68 عاما) ارتدى لباس الكهنة وحمل صليبا خشبيا كبيرا كان يدور فيه في المكان. إلا أن الأقباط المتواجدين في المكان أكدوا انه ليس كاهنا وقد ارتدى هذا اللباس فقط للفت النظر. وقال القبطي القيادي في حزب الوفد والنائب السابق رامي لكح الذي جاء إلى ميدان التحرير, «إنها رسالة إلى العالم اجمع تؤكد أننا كلنا ضد حسني مبارك». ولم يخف امجد فهمي (38 سنة) القبطي الارثوذكسي الذي تحول الى الانغليكانية, غضبه على البابا شنودة الثالث الذي دعا الأقباط الارثوذكس إلى البقاء في منازلهم وعدم المشاركة في التظاهرات. يقول امجد «أنا هنا لأنني مصري أولا وقبطي ثانيا, وكل المطالب المطروحة تعنيني مباشرة. انا لن التزم بكلام البابا شنودة, وإذا رفضت المشاركة في هذه التحركات فهذا يعني أنني موافق على الفساد والظلم والقمع». وأفاد مشاركون في التظاهرة ان القيادة الدينية القبطية الانغليكانية اصدرت تعميما اعتبرت فيه ان الخيار متروك لكل عضو في الطائفة لجهة المشاركة أو عدم المشاركة في التحركات. وكان الأقباط الانغليكانيون أكثرية بين الأقباط المشاركين في الصلوات أو في النشاطات أول أمس الأحد. كما أدى المسلمون في المكان نفسه صلاة الظهر اتبعوها بصلاة الغائب «على الشهداء» الذين سقطوا خلال التظاهرات والاعتصامات. ومباشرة بعد الصلاة صدر نداء عبر المذياع يقول «نريد 50 متطوعا على الفور لحماية الثغور, هناك هجوم عبر بوابة عبد المنعم رياض وآخر عبد شارع شامبليون». إلا انه تبين أن لا هجمات على الميدان, فاستكمل المسيحيون والمسلمون صلواتهم التي اتبعت بأغان وطنية كانت إحداها أغنية داليدا الشهيرة «حلوة يا بلدي».