واصل المتظاهرون المطالبون بتنحي الرئيس المصري اعتصامهم بميدان التحرير في القاهرة وفي مدن مصرية أخرى، مؤكدين استمرار الاعتصام حتى تحقيق مطالبهم، وذلك ضمن يوم سمي ب"أحد الشهداء". ومن جهته، عمل الجيش المصري على تخصيص مساحاتٍ معينة داخل ميدان التحرير للمعتصمين الذين كانوا يشغلون كامل الميدان في الأسبوع الماضي. وتوافد جنود من الجيش المصري، صباح أمس الأحد، لتعزيز وجودهم تدريجيا في ميدان التحرير، مركز حركة الاحتجاج على الرئيس حسني مبارك، ضمن ما سماه المحتجون ب"أسبوع الصمود"، وذلك في الوقت الذي بدأت فيه الحياة تعود إلى طبيعتها تدريجيا في القاهرة. وفتحت المصارف وعدة محلات تجارية أبوابها، كما فتحت طرق وجسور في اليوم الثالث عشر من التظاهرات. وفي الساحة الواقعة وسط العاصمة، بدأ قداس أمام حوالي ألف شخص، يحييه كاهن قبطي يحمل صليبا، وإلى جانبه وقف شيخ يحمل المصحف، بينما هتف الحاضرون بصوت واحد "يد واحدة" في إشارة واضحة إلى التفاف الأقباط والمسلمين في مصر حول مطالب المحتجين لتنحية نظام الرئيس حسني مبارك. ومع ظهور جنود على جسر 6 أكتوبر، قرب ميدان التحرير، بدأت الحياة وسط العاصمة تعود إلى وتيرتها واستأنفت المصارف، التي أغلقت أبوابها في 27 من فبراير، نشاطها، لكن بورصة القاهرة بقيت مغلقة حتى إشعار آخر. وتدفق الموظفون على منطقة وسط القاهرة، التي تتركز فيها البنوك والمصالح الإدارية، واصطف العملاء للتعامل مع حساباتهم يوم أمس الأحد مع عودة البنوك المصرية إلى العمل بعد إغلاق دام أسبوعا جراء احتجاجات سياسية. ويتأهب المصرفيون لفوضى في غرف المعاملات النقدية مع خروج المستثمرين الأجانب ورجال الأعمال المحليين من الجنيه المصري، بعدما أصابت الاحتجاجات معظم الاقتصاد بالشلل وجففت مصادر مهمة للنقد الأجنبي. استقالة قيادة الحزب الحاكم في مصر أورد التلفزيون الحكومي المصري أن أعضاء هيئة المكتب السياسي للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم قدموا استقالاتهم وحل محلهم أعضاء جدد. وذكر التلفزيون أن رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي في أمانة السياسات وعضو الأمانة العامة للحزب، حسام بدراوي، سيحل محل الأمين العام للحزب صفوت الشريف. كما سيحل بدراوي محل جمال مبارك، نجل الرئيس المصري، والذي كان أمينا للسياسات وأمينا عاما مساعدا للحزب. وتضم الهيئة القديمة صفوت الشريف وجمال مبارك وزكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية، ووزير الشؤون القانونية والمجالس النيابية مفيد شهاب، وأمين الإعلام في الحزب علي الدين هلال، وأمين التنظيم أحمد عز الذي كان قدم استقالته بعد يومين من اندلاع احتجاجات الغضب المطالبة بإنهاء حكم مبارك. بيان "الإخوان المسلمون" أعلن تنظيم "الإخوان المسلمون" المحظور بمصر، في بيان صدر يوم أمس الأحد، أنهم "بدؤوا حوارا" مع المسؤولين المصريين "لمعرفة إلى أي نقطة هم مستعدون لقبول مطالب الشعب". وقال "الإخوان المسلمون" إن لهم الحق في الانسحاب من المحادثات إذا لم تسفر عن شيء، مضيفا أن المحادثات ستركز على مستقبل الدولة والحكومة الانتقالية. وقال متحدث باسم الإخوان المسلمين ل"رويترز": "قررنا الدخول في جولة حوار، نتعرف فيها على جدية المسؤولين إزاء مطالب الشعب ومدى استعدادهم للاستجابة لها". ويأتي إعلان تنظيم الإخوان عن هذه الخطوة بعد ساعات على نفي إدارة الرئيس باراك أوباما تأييدها لتصريحات الموفد الشخصي للرئيس الأمريكي فرانك فيسنر، مكررة أن تصريحاته حول الرئيس المصري حسني مبارك لا تعبر عن موقف الحكومة الأمريكية.
اتحاد الهلال مع الصليب وفي ميدان التحرير بوسط القاهرة، معقل حركة الاحتجاج غير المسبوقة في مصر، جاء العديد من الأقباط للتظاهر جنبا إلى جنب مع مواطنيهم المسلمين في ما وصفوه ب"أحد الشهداء"، والمطالبة معا برحيل الرئيس حسني مبارك. وحمل الشاب القبطي نادر (23 عاما) لافتة تقول بالإنجليزية: "دماء الكثير من الأقباط سالت في عهد مبارك. إرحل عن مصر". ويقول نادر لمراسل "فرانس برس" الفرنسية: "اضطهاد الأقباط زاد كثيرا خلال السنوات الأخيرة في مصر"، مذكرا بالاعتداءات الأخيرة التي استهدفت المسيحيين والتي كان آخرها ذلك الذي استهدف كنيسة القديسين في الإسكندرية ليلة رأس السنة موقعا 23 قتيلا. وتشير التقديرات إلى أن المسيحيين يشكلون ما بين 6 و10 في المائة من عدد السكان الذي يزيد على ثمانين مليونا. وكان رأس الكنيسة القبطية البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، دعا مساء يوم الجمعة الماضي المتظاهرين إلى تذكر "التنازلات" التي قدمتها الحكومة بعد أيام من حركة الاحتجاج العارمة المطالبة بإسقاط النظام، في محاولةٍ عدها الكثير جهودا من البابا للتخفيف من حدة التظاهرات. ويقول إيهاب (41 عاما): "طلب منا عدم المشاركة في التظاهرات" المطالبة برحيل مبارك التي بدأت في 25 يناير الماضي وأسفرت، حتى الآن، عن سقوط 300 قتيل على الأقل وآلاف الجرحى، وفقا لتقديرات الأممالمتحدة. وأضاف إيهاب: "مع ذلك، حضرنا إلى الميدان لأننا نريد أن نثبت أننا هنا" وهو يجول بلافتة تقول بالإنجليزية: "المسيح سيمنحنا حياة أفضل. إرحل يا مبارك حتى نحصل على هذه الحياة". ويشكل نادر وإيهاب جزءا من مجموعة غير متجانسة من المتظاهرين، تضم نشطاء علمانيين وإسلاميين. ومؤخرا، أكد رجل الأعمال القبطي نجيب ساويرس، صاحب مجموعة "تيليكوم" للاتصالات، أن الإصلاحات التي وعد بها الرئيس استجابة لحركة الاحتجاج "خير لمصر، فالجميع يريد الديمقراطية"، مضيفا قوله: "لا شيء أفضل للمستثمرين من الديمقراطية. فكل المشاكل التي واجهتها كرجل أعمال كانت مع حكومات غير ديمقراطية". ويعتبر ساويرس، الذي تقدر ثروته بنحو 2,5 مليار دولار، من أقوى رجال الأعمال في مصر. وفي ميدان التحرير، حرص العديد من المتظاهرين المسلمين على إبداء دعمهم للأقباط مثل أحمد الشيمي (47 سنة) الذي رفع لافتة تقول: "مسلمون + مسيحيون = مصر"، عليها شعار الهلال وفي وسطه الصليب، رمز وحدة المسلمين والمسيحيين. وأوضح: "لا نريد تمييزا" بين الطائفتين. المبعوث الأمريكي: مبارك ضروري لإجراء التعديلات قال المبعوث الأمريكي إلى مصر، فرانك ويسنر، إن الرئيس المصري حسني مبارك يجب أن يبقى في السلطة في الوقت الحالي حتى يدير التغييرات المطلوبة للانتقال السياسي. وذكر، أمام مؤتمر ميونخ الدولي للأمن عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، متحدثا من واشنطن: "نحتاج إلى تحقيق إجماع وطني بشأن الشروط المسبقة للخطوة التالية.. يجب أن يبقى الرئيس في المنصب لتوجيه هذه التغييرات"، وفق ما نقلته وكالة "رويترز." وأضاف أن الإدارة الأمريكية تعتبر استقالة جمال مبارك من الحزب الحاكم خطوة إيجابية، وأشار إلى أن المخاطر لا تزال محدقة، ولكن فرص الحل بدأت تلوح في الأفق. وبدوره، نقل مراسل "الجزيرة" في واشنطن عن مصادر في العاصمة الأمريكية أن ويسنر تحدث عن بقاء مبارك بصفته صديقا شخصيا له وليس بوصفه مبعوثا للرئيس باراك أوباما. تفجير أنبوب غاز بين مصر وإسرائيل بالقرب من قطاع غزة
قام مجهولون بتفجير أنبوب ينقل الغاز إلى إسرائيل يقع في بلدة "لحفن" في منطقة "الشيخ زويد" في سيناء، غير البعيدة عن قطاع غزة، صباح أول أمس السبت، من دون وقوع إصابات، حسب مصدر رسمي. وأفاد المصدر الرسمي بأن مجهولين فجروا، صباح أول أمس السبت، أنبوبا ينقل الغاز إلى إسرائيل على مقربة من قطاع غزة، دون الإبلاغ عن إصابات. وأضاف المصدر نفسه لوكالة "فرانس برس" أن المهاجمين فجروا الأنبوب في بلدة لحفن في منطقة الشيخ زويد في سيناء غير البعيدة عن قطاع غزة. وكان المصدر نفسه أعلن في السابق أن محطة للغاز استُهدفت مع الأنبوب. وتدخل الجيش على الفور مع رجال الإطفاء لمنع الحريق الذي نشب نتيجة التفجير من الاتساع. ولوحظ انتشار أمني للجيش في المنطقة بحثا عن الفاعلين. وتؤمن مصر نحو 40 في المائة من حاجات إسرائيل من الغاز الطبيعي. وفي دجنبر، وقعت أربع شركات إسرائيلية عقدا بقيمة عشرة مليارات دولار لاستيراد الغاز المصري لمدة عشرين سنة. ويأتي هذا الهجوم بعد أن أعربت إسرائيل عن القلق إزاء تعرقل وصول الغاز المصري إليها، بسبب الاضطرابات القائمة حاليا في مصر. غارديان: ثروة آل مبارك تقدر بالمليارات
ذكرت صحيفة "غارديان" البريطانية أن ثروة الرئيس المصري حسني مبارك وعائلته تتراوح بين 40 و70 مليار دولار، وفقا لتحليل خبراء في الشرق الأوسط. وأوضحت أن هذه الثروة موزعة ما بين أرصدة في بنوك سويسرية وبريطانية، وعقارات في بريطانيا والولاياتالمتحدةالأمريكية ومصر. وحسب الصحيفة، فإنه "خلال ثلاثين عاما، بوصفه رئيسا للجمهورية ومسؤولا عسكريا رفيعا، استطاع مبارك الحصول على أرباح تقدر بملايين الدولارات من خلال صفقات الاستثمار، معظمها تم إخراجه من البلاد ووضعه في حسابات سرية ببنوك سويسرية وبريطانية، مثل بنك "يو بي إس" السويسري وبنك "أسكتلندا"، واستثمر بعضها في منازل وفنادق". ونقلت عن الخبير في سياسات الشرق الأوسط البروفيسور كريستوفر ديفدسون، من جامعة "دورهام" البريطانية، أن مبارك وزوجته وابنيه تمكنوا من جمع ثروتهم عبر شراكات في مجال الأعمال مع مستثمرين أجانب وشركات. ووفق "غارديان"، فإنه "ليس مستغربا أن تصل قيمة ثروة أسرة مبارك إلى أكثر من 40 مليار دولار، لأن أغلب الشركات الكبرى مفروض عليها أن تقدم 50 في المائة من أرباحها السنوية إلى أحد أفراد الأسرة". وتقدر الصحيفة ثروة مبارك الشخصية ب"15 مليار دولار"، أغلبها -كما تقول- من "عمولات في صفقات سلاح وصفقات عقارية مشبوهة في القاهرة ومناطق الاستثمار السياحي في الغردقة وشرم الشيخ"، وتشير إلى أن "ثروة مبارك بلغت في عام 2001 نحو عشرة مليارات دولار، أغلبها أموال سائلة في بنوك أمريكية وسويسرية وبريطانية مثل بنك "سكوتلاند" الإنجليزي وبنك "كريديت سويس" السويسري" وتؤكد مصادر الصحيفة أن جمال مبارك، الأمين العام المساعد للحزب الوطني الحاكم في مصر، يملك وحده "ثروة تقدر ب17 مليار دولار، موزعة على عدة مؤسسات مصرفية في سويسرا وألمانيا والولاياتالمتحدة وبريطانيا". ووفق المصادر، فإن "جمال يملك حسابا جاريا سريا في كل من بنك "يو بي إس" و"آي سي إم"، وتتوزع ثروته عبر صناديق استثمارية عديدة في الولاياتالمتحدة وبريطانيا، منها مؤسسة "بريستول آند ويست" العقارية البريطانية ومؤسسة "فايننشال داتا سيرفس" التي تدير صناديق الاستثمار المشترك". أما السيدة سوزان مبارك، فتقول عنها الصحيفة نقلا عن "تقرير سري تداولته جهات أجنبية عليا" إنها دخلت نادي المليارديرات منذ عام 2000، "وتتراوح ثروتها بين 3 و5 مليارات دولار، معظمها في بنوك أمريكية، إلى جانب عقارات في عدة عواصم أوربية، مثل لندن وفرانكفورت ومدريد وباريس ودبي". وتشير الصحيفة إلى أن قيمة ممتلكات علاء مبارك وأمواله الشخصية داخل وخارج مصر تقدر بنحو 8 مليارات دولار، منها عقارات تعدت قيمتها 2 مليار دولار في شارع "روديو درايف" في لوس أنجلوس، أحد أرقى شوارع العالم، وفي ضاحية "منهاتن" في نيويورك، بالإضافة إلى امتلاكه طائرتين شخصيتين ويختا ملكيا تفوق قيمته 60 مليون يورو.