قال عبد الرحمن حسن لابنته البالغة من العمر تسع سنوات «لا تبكي» عندما ترك منزله في مدينة الإسكندرية المصرية للانضمام إلى احتجاجات القاهرة التي تدخل مرحلة قد تكون حاسمة. وقال حسن وهو طبيب يبلغ من العمر 28 عاما من ميدان التحرير بوسط القاهرة انه ضم ابنته إلى صدره هذا الصباح وقال لها انه ذاهب لحماية مستقبلهم لان السلطات المصرية سرقته قبل هذا وستفعلها ثانية. وقال لها إن الناس يجب أن تأتي لحماية هذه الثورة لان النظام يريد أن يقتل الثورة. ويستعد آلاف الناشطين الذين يتصفون بالجرأة ممن احتشدوا في وسط القاهرة حاملين لافتات تدافع عن ثورة ديمقراطية لمعركة مع موالين للرئيس المصري حسني مبارك الذي زلزلت أركان حكمه بسبب احتجاجات بدأت يوم 25 يناير كانون الثاني في أنحاء مختلفة بمصر. وسببت تنازلات عرضها مبارك في كلمة في وقت سابق من هذا الأسبوع ومن بينها وعده بإجراء إصلاحات دستورية تراجعا في تأييد المتظاهرين بينما زاد ضغط الحكومة عليهم لفض اعتصامهم في الميدان الواقع في وسط القاهرة. ونشط هجوم يوم الأربعاء الماضي شنه موالون لمبارك حاملين المدي والهراوات وامتطى بعضهم الخيول والجمال الاحتجاج لكنه أثار مخاوف من مواجهة دامية قد تصنع أو تكسر حلم المتظاهرين بمصر جديدة. وبدا أن كثيرين جاءوا إلى التحرير ساعين وراء المحاسبة عن أخطاء سابقة أو بسبب يأس من الفقر والفساد والقمع السياسي وهي مشاكل تعاني منها مصر منذ عقود من الزمن. وحول المتظاهرون أكبر مكان عام في العاصمة المصرية إلى ساحة للسياسيين الهواة والمحنكين للتعبير عن آرائهم بطريقة لا يمكن تخيلها في ظل قانون الطوارئ المفروض في مصر منذ ثلاثة عقود. وقال أحمد محمود زكي وهو طبيب يبلغ من العمر 30 عاما إن جهاز أمن الدولة المصري يسيطر على كل شيء. وقال انه إذا تقدم أي شخص لوظيفة مهنية في مصر فيجب أن توافق أن الدولة عليه وانه اعتقل لمدة 12 ساعة بعد جداله مع ضابط. وأضاف أنه تلقى معاملة وكأنه قاتل. وأوضح زكي أنه كان يعمل في مستشفى للشرطة لكنه تركها بعد عام لأنه لم يستطع تحمل الأمر أكثر من ذلك وأنه رأى مجندا يقفز من نافذة بسبب إساءة معاملة الضباط له. وسار شاب في صمت حاملا لافتة كتب عليها أن شقيقه كان سيتزوج الأسبوع الماضي لكنه استشهد. وجلس شاب آخر على الأرض حاملا لافتة كتبت عليها عبارة «نعم نستطيع» في إشارة إلى شعار الرئيس الأمريكي باراك أوباما في انتخابات الرئاسة. وشاركت عائلات المصريين الذين قتلوا في غرق عبارة بالبحر الأحمر عام 2006 في الاحتجاج ورفعوا لافتة كتب عليها على سبيل السخرية «شهداء العبارة يقولون لكم إن أسماك القرش تحييكم». ووقف شيخ أزهري أمام مجمع التحرير وانتقد معاملة أمن الدولة للمواطنين العاديين. وقال انهم يسيئون معاملة الناس باستعمال عصي مثل واحدة يتكئ عليها وأنهم يعدمون صعقا بالكهرباء وأنهم ليسوا بشرا. وفي طرف آخر من الميدان مازال يوجد ما تبقى من مقر الحزب الوطني الحاكم الذي تم إحراقه وهو من بين عشرات المباني الرسمية التي أضرمت فيها النيران في اشتباكات مع الشرطة الأسبوع الماضي. وقال حسن انه على الرغم من مقتل كثيرين خلال الأسبوع المنصرم فإنهم ماتوا في سبيل قضية نبيلة. وأضاف أن كثيرين ماتوا لكنهم لا يقارنوا بمن يقتلون في أقسام الشرطة طوال الوقت. وأوضح أنه يعرف ثلاثة «شهداء» قتلوا في الإسكندرية العام الماضي وأن الناس هاجمت أقسام الشرطة للانتقام والآن لا يوجد مقعد واحد باق في الأقسام.