بدت غرفة المعيشة بعيدة للغاية عن شركات وادي السليكون التي تحاول دخول عالم إلكترونيات المستهلك، وتلك التلفزيونات ذات الشاشات الواسعة التي تحتل الأماكن الأبرز في تلك الغرف. هذا هو الوضع لغاية الآن. ومع توقع انطلاق 28 مليون جهاز تلفزيون ذات التوصيل الداخلي مع الإنترنت، في هذا العام، فقد أصبحت الإنترنت، مرة أخرى، رأس جسر لشركات التكنولوجيا للدخول في قطاع جديد. تم خلال الأسبوع الماضي الكشف عن تلفزيون ''جوجل'' الذي يحتوي على رقائق إنتل من ''أبل''، وصندوق ''لوجيتش'' الذي يوضع أعلى جهاز التلفزيون، كما أن تلفزيون ''أبل'' المعاد إطلاقه نزل إلى منافذ البيع. إن استراتيجيتي شركة جوجل، وشركة أبل، مختلفتان للغاية، حيث لدى ''جوجل'' طموحات عظيمة في إعادة تشكيل التلفزيون من خلال دمجه مع الإنترنت. ويتيح استخدام قدرات ''يونيفيرسال رسيرش'' أو البحث الكوني في ''جوجل''، إضافة إلى مساحة التتبع، البحث عن برنامج مثل المسلسل التلفزيوني ''دسبريت هاوس وايفز'' أو زوجات محبطات، بحيث يتم نقله حيا إلى جانب برامج التلفزيون المسجلة الممزوجة مع تقارير مواقع الإنترنت، ومقاطع من أشرطة الفيديو. تعمل شركة أبل على تصغير حجم، وتكلفة تلفزيون أبل، كما أنها تتجه إلى مزيد من التواضع، والاعتدال، في طموحاتها. ولدى إطلاق هذا الجهاز في شهر أيلول (سبتمبر)، قال رئيس الشركة، ستيف جوبز: إن هذا الأمر ما زال في نطاق الهواية في ''أبل''، وأن تلفزيون أبل الأصلي، الذي أطلق عام 2006 ''لم يكن بالإنجاز الكبير''. إن نموذج الجيل الثاني من هذا التلفزيون يبلغ ربع حجم، ووزن الجهاز الأصلي، ويتم بيعه مقابل 99 دولارا في الولاياتالمتحدة، و99 جنيها استرلينيا في المملكة المتحدة، و119 يورو في أوروبا، بدلا من ثمن الجهاز الأصلي الذي كان 299 دولارا. ولدى هذه الجهاز قدرة تخزينية تبلغ ثماني جيجا بايت، مقابل 160 جيجا بايت في الجهاز الأصلي. لغاية الآن، على الأقل، يتم الترويج لتلفزيون أبل، على أساس أنه مشغّل لوسائل الإعلام - الفئة الأشد ازدحاما في التدافع باتجاه تقديم المحتوى على شاشات التلفزيون. وهو من هذا المنطلق يتناسب مع صناديق الألعاب، وأجهزة الحاسوب المحمولة التي تستطيع البث اللاسلكي لكل ما هو على شاشاتها إلى التلفزيون، وأجهزة تشغيل وسائل الإعلام المختلفة التي تنتجها الشركات الجديدة، وشركات تزويد أدوات الشبكة، وشركة تصنيع الأجهزة، ''سيجات'' و''ويسترين ديجيتال''. بطاقة سعر ال 99 دولارا تشير إلى المنافسة الشديدة التي يواجهها هذا الجهاز، كما أنها تميزه عن جهاز ماك ميني، الذي هو عبارة عن حاسوب صغير يرى فيه بعض معجبي ''أبل'' بديلا ذا قيمة أعلى، لكن سعره يبلغ 499 دولارا، بالمقارنة مع جهاز تلفزيون أبل القديم، ولا سيما في ظل قدراته الكاملة على العمل من خلال التلفزيون. إن جودة الصورة ممتازة للغاية، وبينما يكون هنالك في بعض الأحيان تأخير بسيط في تحميل المحتوى، فإن شريط الفيديو لا يتقطع، أو يتوقف بعد أن يبدأ تشغيله. لقد جربت كذلك تلفزيون ''ويسترين ديجيتال''، إضافة إلى مشغل عالي الدقة، حيث تضمنا الكثير من التكرارات المملة. وإن أحدث طراز متوافر الآن في الولاياتالمتحدة يمكن شراؤه بمبلغ 120 دولارا. وهو كذلك يقدم خدمات Netflix، إضافة إلى خدمات أخرى، كما أن أهم فروقاته هي القدرة على الربط مع جهاز خارجي، وتشغيل أي ملف موجود على الحاسوب الشخصي في المنزل، وليس فقط تلك الموجودة على نظام iTunes. إن أقرب منافس لتلفزيون أبل، من حيث قدراته التشغيلية، هو جهاز Roko، حيث استطاعت هذه الشركة الصغيرة في وادي السليكون اغتنام المبادرة بين شركات أجهزة تشغيل وسائل الإعلام، حين أصبحت الشركة الأولى التي تقدم خدمات Netflix، في جهاز بتكلفة 100 دولار أمريكي عام 2008. يشترك جهاز تلفزيون أبل مع بقية أسرة أجهزة هذه الشركة بوجود نظام تشغيل A4 فيه، الأمر الذي يجعل في الإمكان توسيع وظائفه في المستقبل؛ لكي تتضمن الخصائص الإلكترونية نفسها الموجودة في جهاز آيفون، وجهاز آيباد. لذلك قد يكون المظهر الخارجي البسيط لهذا التلفزيون خادعا، ويمكن أن يتحول استخدامه إلى هواية تصبح ذات تأثير مشابه في غرفة المعيشة لذلك التأثير الذي يحدثه تلفزيون جوجل.