يبدو أن شاشات التلفزيون أصبحت عند منعطف أو تحول ملموس مع قرب اشتعال شرارة حرب السيطرة على الشاشة الصغيرة في غرف الجلوس وصالات المنازل بين شركات الخدمات التكنولوجية المتطورة من جهة، والشركات المنتجة لأجهزة التلفزيون الاعتيادية. المعركة اندلعت مع إعلان شركة سوني عن أول تلفزيون يعمل بتقنية جوجل، وهي تقنية تربط جهاز التلفزيون بالإنترنت، وهو الأمر الذي صار مركز اهتمام كبار المصنعين، ومع ظهور تلفزيون جوجل زادت حماسة المنافسة بعد أن تعهدت شركة آبل بأن تكون الأولى في سوق التلفزيون المرتبط بالإنترنت. ويقول المحلل المتخصص بول أريكسون أن آفاق هذه التقنية صارت واسعة ومفتوحة تماما، ولا يوجد متفوق أو فائز بين المتنافسين، إلا أن جوجل نجحت في إشعال المنافسة وإيصالها إلى مستويات جديدة. ويشير خبير آخر هو أندرو إيشنر إلى أن جوجل وآبل في طريقهما إلى السيطرة على سوق التلفزيون في العالم، ويعتقد أن شركات البرمجيات صارت هي التي تبيع منتجات الشركة المصنعة للأجهزة نفسها، وليس العكس كما هو الحال سابقا. لكن أريكسون لا يتفق مع هذا الرأي ويقول أنه لا يوجد حتى الآن قطاع بعينه أثبت قدرته على الهيمنة على ساحة التلفزيون، فشركة آبل موجودة في السوق منذ فترة ولم تحقق إنجازا يذكر على الرغم من شعبيتها الواسعة في مجالات الهاتف المحمول وأجهزة الكومبيوتر بأنواعها. كما يقول المحلل “فان بيكر” أن ما تعرضه جوجل مثير للاهتمام لكنه ليس بالدرجة الكافية لجعل التلفزيون مرتبطا ارتباطا عضويا وحيويا بالإنترنت، إذ يحتاج الأمر إلى ضم عدة أركان من القطاع إلى هذا المجهود لكي يصبح فعالا. ويضيف أن الواقع يقول أن الأمر ليس متعلقا بالتكنولوجيا بقدر تعلقه بطريقة تسويق وطرح نموذج العمل. ويقوم مشروع جوجل على توفير برمجية تكون بمثابة دماغ التلفزيون الذي يربط الجهاز بالإنترنت، ويصبح بالإمكان عرض لقطات من موقع يوتيوب، أو تشغيل الألعاب، أو التواصل مع الأصدقاء عبر مواقع التواصل باستخدام التلفزيون، أو حتى عرض الصور الرقمية على شاشة التلفزيون، ومن المتوقع أن تطرح جوجل جهازها الجديد في نهاية هذا الشهر بسعر يصل إلى 300 دولار.