هل هي بداية النهاية بالنسبة لأجهزة التلفزيون التقليدية؟ تشهد أسواق أجهزة التلفزيون تغيّراً كبيراً يوحي بتطوّر حاسم وشيك. فلقد أعلنت شركة «سوني» عن أنها بدأت تتعرّض لضغوط سوقية هائلة تتكبّد من جرائها خسائر متزايدة بسبب التراجع السريع لمبيعاتها من أجهزة التلفزيون التقليدية ذات الشاشات المسطّحة. وتعزو الشركة هذا التباطؤ للتوجّه العام للزبائن لشراء أجهزة التلفزيون ثلاثية الأبعاد و»تلفزيون الإنترنت». توحي هذه الصعوبات التي تواجهها الشركة اليابانية ذات الإنجازات الضخمة والمكانة المرموقة في أسواق التلفزيون، بأنها فقدت قدرتها التنافسية في هذه الصناعة لصالح الشركات الكورية والتايوانية. ونقلت صحيفة «فاينانشيال تايمز» عن السير هاوارد سترينجير المدير التنفيذي ل»سوني»، قوله إن الشركة عمدت بالفعل إلى إغلاق أربعة من مصانعها الثمانية لإنتاج أجهزة التلفزيون، وتتجه الآن لنقل صناعتها برمتها إلى أيدي مزوّدين آسيويين يمكنهم إنتاجها لصالحها بأسعار منخفضة. إلا أن خبراء الشركة أكدوا أن التوفير الذي سينتج عن هذا التحوّل سوف يتآكل بدوره بسبب الانخفاض المتواصل في أسعار أجهزة التلفزيون التي تعمل بتقنية «الاستظهار بالبلورات السائلة «LCD. ودخلت صناعة التلفزيون في شركة «سوني» الدائرة الحمراء منذ السنة المالية الممتدة بين عامي 2003 و2004، إلا أن المدراء التنفيذيين في الشركة كانوا يتوقعون العودة المنتظرة لجني الأرباح، إلا أن هذا الانتظار يبدو أنه أصبح بلا نهاية. وأورد تقرير «فاينانشيال تايمز» تصريحاً آخر لهيروشي يوشيوكا نائب المدير العام التنفيذي المسؤول عن إنتاج الأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية في شركة «سوني» قوله: «صحيح أن أجهزة التلفزيون التي تعمل بتقنية الاستظهار بالبلورات السائلة أصبحت تمثّل سوقاً ضخمة، إلا أنه بات من العسير جني الأرباح من ورائها؛ كما أنها لم تعد تمثل المجال الذي يمكننا أن نحقق منه هوامش ربحية تبلغ 10% ولا حتى 5%». وقال يوشيوكا إن شركة سوني باتت بحاجة لتبنّي «نموذج جديد لأداء العمل» حتى تتمكن من مواجهة منافسيها من أمثال «سامسونج» الكورية الجنوبية. ومن المعروف في أسواق صناعة التلفزيون أن «سامسونج» تمكنت منذ عام 2006 من إزاحة «سوني» من موقعها كأضخم شركة لإنتاج الشاشات المسطّحة في العالم. ولكن، ما هو المقصود من هذا النموذج الجديد؟. ويقول يوشيوكا إنه يمثّل توجّهاً عبّرت عنه «سوني» بوضوح في شهر أكتوبر الماضي عندما كشفت النقاب عن أجهزة تلفزيون جديدة مصممة خصيصاً لتقديم «خدمات تلفزيون جوجل». وجاء هذا التطور عقب البداية المتواضعة لبيع أجهزة التلفزيون ثلاثي الأبعاد في الأسواق في شهر ماي من هذا العام. وكان ل»سوني» نصيب من هذا التطور الأخير عندما عمدت إلى طرح أجهزة عرض الألعاب الإلكترونية بالأبعاد الثلاثة بالإضافة للأفلام السينمائية المجسّمة. ويعود سبب الطلب الهزيل على التلفزيون ثلاثي الأبعاد وتلفزيون الإنترنت، للنقص الكبير في المحتوى المعروض في المخازن الافتراضية. وخلال الأسبوع الماضي، قال مايك فيتيللي رئيس شركة «بيست باي» للبيع بالتجزئة على الإنترنت، إن الشعبية الهائلة التي حظيت بها أجهزة الهواتف الذكية والكمبيوترات اللوحية مثل «آبل آي باد» خفّضت من الإنفاق العام للمستهلكين على شراء أجهزة التلفزيون. وكانت شركة «سوني» أعلنت في أكتوبر الماضي عن إطلاق جهاز جديد لتلفزيون الإنترنت مع لوحة تحكم عن بعد. ويعمل الجهاز بنظام تشغيل «تلفزيون جوجل»Google TV، وهو يسمح للمستخدم بمشاهدة المحتويات التي تتيحها مخازن الأفلام والمواد التلفزيونية الافتراضية، فضلاً عن إمكان استخدامه للإبحار في الإنترنت كما لو أنه كمبيوتر حقيقي. واستوحى مهندسو سوني التصميم الهندسي للتلفزيون من جهاز ألعاب الفيديو المتطوّر «سوني بلاي ستيشن3».