على مدى 25 عاما، كان غسان عياصرة يسير في شوارع عمان، فقط ليجمع بذور الزيتون والتمر والأوراق وأكياس الرقائق. وشيئا فشيئا، تمكن من ابتكار أشكال وهياكل ملونة مبهرة لا تظهر موهبته الفنية فحسب، بل تظهر أيضا روحا تتعلق بالبيئة واهتماما شديدا بها. يستخدم الفنان الأردني البالغ من العمر 53 عاما المواد المعاد تدويرها لتشكيل أعمال فنية تعكس تاريخ بيئته الخاصة وثقافتها. ويقول “كنت أتجول بالطبيعة بشكل يومي.. كنت بكل جولة أتأمل بالطبيعة وأحذر من مخلفاتها وأعيد تشكيلها بالبيت ويطلع منها إشي حلو.. بعدين صارت الفكرة تجر فكرة”. ويعرض عياصرة الآن تشكيلة متنوعة من أعماله الفنية في معرض بدائرة المكتبة الوطنية في عمان. وتضم مجموعته الضخمة هيكلا لقبة الصخرة استخدم فيه ما يقرب من نصف مليون بذرة من بذور الزيتون والتمر، وفسيفساء زجاجية ملونة. واستغرق الأمر من عياصرة ثلاث سنوات لإكمال البناء المبهر. وبسبب حجمه الكبير، دعا عياصرة أشخاصا من 17 دولة عربية وأجنبية لإرسال بذور الزيتون والتمر إليه. ويقول “مجسم القمم العملاقة المقتبس عن قبة الصخرة إلى مرصع تقريبا بنصف مليون بذور الزيتون والتمر وأيضا مزين بقطع الفسيفساء الزجاجية كلها من مخلفات من أعمال الزجاج وأيضا زين من قشور البيض فكرتها يعني إني عملت مجسم صغير تقريبا نفس الشكل نفس الفكرة طلع جميل جدا فقلت ليش ما أعمل شي أشبه بمعجزة فنية”. ويحمل عياصرة في وجدانه رسالة واحدة هي حماية البيئة والحفاظ عليها. ويقول “الرسالة الحفاظ على البيئة.. يعني مش فقط فن بل الحفاظ على البيئة عن طريق تدوير مخلفاتها الصلبة التي تلوث الطبيعة والبيئة خاصة تلوث بصري.. لاحظ بشوارعنا منتشرة أوراق أكياس شبس شغلات زي هيك فالدعوة للجميع للحفاظ على البيئة”. ويقول عياصرة وهو أب لخمسة أطفال إنه يشجع أبناءه على الحفاظ على عاداته وتقاليده في حماية البيئة. ولديه عمل إبداعي آخر يصور المسجد الحرام في مكةالمكرمة حيث استخدم الآلاف من أكياس الرقائق الملونة في صنعه. ويقول إن أعماله الفنية طافت بحوالي 300 معرض في أنحاء العالم.