عرضت مساء الجمعة الماضي بلندن، مسرحية «بنات للامنانة» التي حققت نجاحا كبيرا بفضل أداء نسائي متميز للفنانات المشاركات في هذا العمل الذي سافر بالجمهور إلى سحر شمال المغرب. وجمعت هذه المسرحية المقتبسة عن مسرحية «دار برناردا ألبا» للمسرحي التراجيدي الإسباني فيدريكو غارسيا لوركا، بنجاح بين الغناء والرقص وجمال الأزياء، كما تميزت بلمسات مغربية خاصة. وتميز هذا العرض المسرحي الذي حضرته على الخصوص سفيرة المغرب ببريطانيا الشريفة للا جمالة، والوزير المكلف بالجالية المغربية المقيمة بالخارج محمد عامر، بتوافد جمهور كبير. وحضر المغاربة المقيمون بلندن وآخرون يقيمون بمختلف جهات المملكة المتحدة لحضور هذا العرض الفني، الذي شكل مناسبة حقيقية للقاء. وفضلا عن الجانب الفني لهذا الحدث فإن الجانب الاجتماعي والإنساني هيمن على هذه المناسبة، حيث حضرت أجيال مختلفة لمتابعة العرض بمسرح «غريت هال». وتتناول مسرحية «بنات للامنانة» -من تمثيل سامية أقريو، نورا الصقلي، السعدية لديب، نادية العلمي، السعدية أزكون وهند السعيدي- عالم النساء ووضعيتهن في مجتمع المسكوت عنه، المحكوم بالحشمة وثقل التقاليد والعادات في المجتمعات المحافظة. وتحكي المسرحية التي حققت بها فرقة «الطاكون» نجاحا كبيرا، عن احتجاز أربع أخوات يعشن في قرية بشمال المغرب رفقة خادمتهن من طرق أم مستبدة، خاصة بعد وفاة زوجها، لتأخذ مسؤولية تسيير شؤون البيت. ولا ترغب الأم سوى في حماية بناتها، خوفا عليهن من كيد الرجال، غير أن شخصا عبر عن رغبته في الزواج بإحداهن، وهو الأمر الذي سيبعثر مخططات الأم وسيكون مصدر بروز خصومات وصراعات. وقد استمتع الجمهور بالأداء الجيد للفنانات المشاركات في هذا العمل الذي ناقش قضايا تهم النساء من خلال مسرحية كوميدية جمعت بين ألوان فنية مختلفة. وقد قدم هذا العرض المسرحي الذي احتضنه مسرح «غريت هال» بلندن، بمبادرة من سفارة المغرب بالمملكة المتحدة.