تثير النفايات البلاستيكية، التي تنتشر على شكل مواد أو جزيئات تطفو فوق سطح البحر لتنتهي في أعماقه، باستمرار انشغالا عميقا. فرغم آثارها المضرة للصحة والمنظومة البيئية، فإن هذه النفايات تتواجد اليوم في أشكال مختلفة وتمكن على الخصوص من خلق مواد متعددة مفيدة ج+دا في الحياة اليومية. فسواء تعلق الأمر ببناء المنازل أو السفن، فإن النفايات البلاستيكية يمكن أن تكون مفيدة كبديل من أجل الحد من تقليص مساحة الغابات، وتحويلها إلى محروقات وبالتالي إلى طاقة خدمة للساكنة. وفي هذا الصدد، أكد سيمون برنار، وهو ضابط سابق بالبحرية ومن مؤسسي مشروع “بلاستيك أوديسي”، خلال المؤتمر ال24 “اول أفريكا” لنادي “ليونس” الدولي الذي نظم من 26 إلى 29 شتنبر الجاري، تحت شعار “أفريكا فوروارد”، أن النفايات القابلة للتدوير، التي توصف على أنها “موارد الغد”، تشكل وسيلة فعالة لإنقاذ البيئة من البلاستيك. وأوضح أن مشروع “بلاستيك أوديسي” يشكل مناسبة للقيام بجولة حول العالم على متن سفينة سفيرة للتدوير تبحر فقط بفضل النفايات البلاستيكية. وقال “هدفنا أن نبين أن هذه النفايات لها قيمة أكبر من أن ينتهي بها الأمر في المحيط”. وأشار هذا الشاب الذي تلقى تكوينا في الهندسة إلى أن الانطلاقة مرتقبة خلال سنة 2020، وستستمر الرحلة على مدى ثلاث سنوات مع التوقف عند 33 محطة كبرى على طول سواحل إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا والمحيط الهادي، موضحا أن السفينة ستكون عبارة عن ورش عرض البحر لتثمين النفايات البلاستيكية، وسيكون على متنها عشرات الآلات. وأضاف أنه “عند كل محطة، سيتم القيام بعمليات لجمع التبرعات وتكوينات حول الفرز والتدوير، حيث سيتم تحويل النفايات غير القابلة للتدوير حراريا إلى محروقات، لتزويد محركات السفينة بما يكفيها للوصول إلى المحطة الموالية. وبعد أن أبرز المبادرات التي يقوم بها نادي ليونس الدولي لنقل كافة القيم البيئية، أكد السيد برنار أن هذه الرحلة تشكل فرصة “فريدة” لمواجهة الحقائق على أرض الواقع، وتكييف الحلول مع حاجيات كل منطقة تتم زيارتها، واستكشاف ودعم المبادرات المحلية والمقاولات الصغيرة جدا للتدوير في جميع أنحاء العالم. ومن أجل توعية شباب العالم بالضرورة القصوى لحماية الأرض، فإن نادي ليونس الدولي يدعم مشروع “أوديسي بلاستيك”، وهي سفينة-مدرسة ستجوب العالم لتمكين الساكنة الأكثر فقرا من أدوات بسيطة لاسترجاع وتثمين النفايات البلاستيكية. و يعمل نادي ليونس الدولي، الذي تأسس سنة 1917، على توسيع مجال مهمته الإنسانية يوميا، سواء بالنسبة للساكنة المحلية أو في مختلف أنحاء العالم. ولأن الحاجيات متعددة فإن النادي يقدم خدمات تشمل مجالات متنوعة، منها الصحة ودعم الشباب والمسنين والبيئة ومساعدة ضحايا الكوارث.