كشف يونس محمد لحلو، رئيس الفدرالية المغربية لصناعة البلاستيك، أن نجاح عملية تصدير المنتجات البلاستيكية المغربية إلى الأسواق الإفريقية رهين بتفعيل اتفاقيات التبادل الحر بين المغرب وبلدان القارة السمراء. وأوضح لحلو، خلال الندوة التي نظمتها يوم الثلاثاء بالدار البيضاء، الفدرالية المغربية لصناعة البلاستيك لعرض مستجدات الدورة السادسة للمعرض الدولي للبلاستيك والمطاط والمواد المركبة (بلاست إكسبو)، والدورة الأولى للمعرض الدولي للتعبئة والتغليف والطبع والآليات والمنتجات التكميلية (بلاست باك)، اللتين ستحتضنهما العاصمة الاقتصادية من 3 إلى 6 يونيو المقبل، أن المنتوج المغربي في قطاع البلاستيك يتوفر على مواصفات الجودة والتنافسية ويضاهي منتوج البلدان المتقدمة في المجال، إلا أنه في أمس الحاجة إلى «فضاء للتبادل الحر قصد تيسير عملية ولوجه الأسواق الإفريقية». وحث لحلو السلطات المغربية «على إيجاد حل عاجل لهذا المشكل»، موضحا أن «المغرب يتوفر على إمكانيات هائلة للتصدير في اتجاه إفريقيا «، مبرزا أن القيّمين على القطاع بصدد إعداد دراسة دقيقة لرصد حاجيات السوق الإفريقية من حيث المنتجات البلاستيكية المختلفة». وأشار إلى أن إفريقيا تعد سوق المستقبل، وأن توسيع وإنعاش الصناعات البلاستيكية المغربية على الصعيد الدولي، يمر بالضرورة عبر إفريقيا، «فالمغرب بنموذجه الصناعي، يعتبر في الوقت نفسه محورا وقاطرة للقطاع الصناعي في هذه القارة، وفي حوض البحر الأبيض المتوسط». وتابع أن «كل الإمكانيات متاحة لغزو الأسواق الإفريقية بنجاح، بما في ذلك الشحن الذي يتم بسلاسة مع بعض بلدان القارة كالسنغال»، مشيرا بالمناسبة إلى أن المنتجات الصينية والهندية والفيتنامية لها حضور في هذه الأسواق بفضل الاتفاقيات المبرمة بين مختلف هؤلاء الشركاء. وفي الجانب المتعلق بإعادة تدوير البلاستيك، اعتبر المتحدث نفسه أن هذا القطاع هو مصدر قوة يمكن أن يتيح للقارة الإفريقية مواجهة التحديات الاستراتيجية الجديدة (التنمية المستدامة، حماية التنوع البيولوجي، ترشيد الموارد وإعادة تدوير النفايات، الانتقال الطاقي …). موضحا أنه إذا كانت عملية إعادة تدوير المعادن، الورق والزجاج هي الآن في مرحلة نضج، فإن البلاستيك هو الأقل تطورا. فعلى سبيل المثال يصل معدل إعادة التدوير في فرنسا 16٪ فقط، مقابل أكثر من 22٪ في أوروبا، وربما أقل بكثير في أفريقيا. من زاوية أخرى، يمكن اعتباره سوقا جنينيا يُبشر بآفاق جيدة سواء للاقتصاد أو للبيئة. ومن جهته، أوضح محمد لزرق، رئيس اتحاد بلاستيك المغرب ومدير معرض «بلاست إكسبو»، في تصريح له، أن قطاع البلاستيك في المغرب يحتل الرتبة الثانية في المعاملات التجارية للصناعات التحويلية في المجالين الكيميائي والشبه كيميائي بعد الصناعة التحويلية للفوسفاط. وذكّر بأهمية هذا القطاع الذي يعتبر بمثابة نسيج يغذي الاقتصاد الوطني، إذ يمثل ما يقرب من 650 شركة ويوفر 45 ألف فرصة عمل مباشرة و300 ألف فرصة عمل غير مباشرة، وينتج 550 ألف طن لسوق تقدر ب 12.4 مليار درهم. وأضاف لزرق أن «وزن قطاع البلاستيك مهم في الاقتصاد المغربي»، مشيرا إلى استخدامه كمادة أولية في القطاعات الاقتصادية، وإلى وزنه الكبير في قطاعات مختلفة. من جهة ثانية، أوضح المتحدث نفسه أن هامش الربح الإجمالي في قطاع البلاستيك بالمغرب، يفوق الصناعات التحويلية، من خلال 80 في المائة من الإنتاج المدمج في إنتاج القطاعات الأخرى، انطلاقا من صناعة السيارات إلى الطيران، مرورا بالمعدات الكهربائية والإلكترونية، الأغذية الصناعية، الطاقة (الأسلاك والأمن الكهربائي…)، تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، النقل الهيدروليكي، تجارة التجزئة، وكذلك البناء والأشغال العامة. وستشكل الدورة السادسة للمعرض الدولي (بلاستيك إكسبو) والأولى للمعرض الدولي (بلاستيك باك) موعدا «مميزا بمحتواه الغني والنوعي»، وستمثل الدورتان معا «أكبر تجمع قاري لقطاع البلاستيك»، حسب المنظمين الذين توقعوا حضور أكثر من 50 من رجال الأعمال المنحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء، وما يناهز 180 عارضا و4000 زائر.