قال المصنعون في قطاع البلاستيك بالمغرب، إنهم لم تصبهم شظايا الأزمة الاقتصادية العالمية، نتيجة توجه منتوجاتهم للسوق الداخلي وتعاملهم مع قطاعات مازال طلبها مرتفعا على المنتوجات البلاستيكية، من قبيل العقار. وأشار المهنيون خلال ندوة صحافية عقدت أول أمس الثلاثاء بالدارالبيضاء، من أجل تقديم الطبعة الثالثة للمعرض الدولي «بلاست إكسبو» الذي ستشهده مدينة الدارالبيضاء بين 2 و5 يونيو القادم، إلى أن القطاع استطاع تفادي تداعيات الأزمة، لأن 95 في المائة من إنتاجه يصرف في السوق الداخلي. غير أن المهنيين يشتكون من المنافسة غير المشروعة التي يمثلها القطاع غير المهيكل بالنسبة إلى القطاع، حيث أوضحوا أن العديد من المقاولات التي اختارت سبيل الشفافية سبق لها أن مرت من القطاع غير المهيكل في بداياتها، غير أنهم يشددون على أن الإمعان في العمل خارج المعايير التي تحرص على الشفافية يلحق ضررا كبيرا بالقطاع، منبهين إلى أن الحديث عن القطاع غير المهيكل لا يشمل الوحدات التي تعمل بطريقة تقليدية. وينضاف القطاع غير المهكيل إلى المنافسة المهمة التي تمثلها المنافسة الأسيوية، وعدم القدرة على مواجهة إغراق السوق والمنافسة غير المشروعة، على اعتبار أن المساطير في هذا المجال طويلة وبطيئة، حيث تشكل هذه العوامل مثبطات أمام تنافسية القطاع. وتشير المعطيات التي توفرها الجمعية المغربية للبلاستيك، إلى أن استهلاك البلاستيك في المغرب يترواح بين 17 و20 كيلوغراما للفرد، وتعمل في القطاع 500 مقاولة، تصل قيمة إنتاجها إلى 500 مليون أورو، حيث تتولى تحويل 500 ألف طن وإعادة تدوير 100 ألف طن، وتوفر 25 ألف منصب شغل. ويوجه حوالي 40 في المائة من المنتوجات البلاستيكية في المغرب للتلفيف، غير أن المنتجين يتوجهون أكثر في السنوات الأخيرة نحو توفير المنتوجات التي تستجيب للمشاريع الكبري التي أطلقت في مجال البنيات التحتية والقطاع الفلاحي. ويعتبر المهنيون أن القطاع يتوفر على فرص كبيرة من أجل التوسع في السنوات القادمة، حيث يعولون على الأسواق الأوروبية والمغاربية والإفريقية والأمريكية، والفرص التي تتيحها مجالات التلفيف والفلاحة والسيارات والبناء، في نفس الوقت يتوفر القطاع على موارد مالية مهمة توفرها البنوك التي تواكب استثماراته. وتسعى الجمعية المغربية لصناعة البلاستيك إلى تحويل المعرض الدولي «بلاست إكسبو» الذي ستشهد الدارالبيضاء دورته الثالثة بين 2 و5 يونيو القادم، إلى واجهة للمغرب وشمال إفريقيا، موجه للتجديدات التي يعرفها القطاع، خاصة في المجال التكنولوجي. وسيشهد المعرض، حسب منظميه، مشاركة 120 عارضا يمثلون 20 بلدا التي سوف يعرضون آخر الإبداعات التكنولوجية والمواد الأولية والآلات والتجهيزات والمناولة، بالمعرض الدولي الذي يمتد على مساحة 5 آلاف متر مربع، بحيث يفترض أن يلتقي الخبراء والرواد في مجال التكنولوجيا، من أجل تبادل التجارب وعقد الصفقات. ويتزامن عقد « بلاست إكسبو» مع الطبعة الثانية للمعرض الدولي لتكنولوجيات الطباعة والتلفيف والطبعة الحادية عشرة للتكنولوجيات الغذائية بالمغرب، إذ يتوقع أن يفضي تلاقي هاته القطاعات الثلاث إلى عقد شراكات واستثمارات مهمة.