تشير دراسة جديدة إلى أن اتباع نظام غذائي ذي نسبة عالية أو منخفضة من النشويات قد يزيد من خطر الوفاة. ويقول الباحثون إن نسبة النشويات الأقل من 40 بالمئة أو الزائدة عن 70 بالمئة ترتبط بارتفاع نسبة حدوث الوفيات، بينما يؤدي تناول الطعام باعتدال إلى حياة أكثر صحة. وأشارت الدراسة إلى أن انخفاض مخاطر حدوث الوفاة المبكرة لوحظ حين كانت نسبة الكربوهيدرات تتراوح بين 50 و55 بالمئة من إجمالي النظام الغذائي المعتمد. وبحسب الباحثين في مستشفى بريغهام أند ويمن في بوسطن الأميركية، فإن فهم تأثير الكربوهيدرات يتسم بالتناقض حتى وقت قريب، الأمر الذي دفعهم إلى مراجعة الكثير من الدراسات الأخرى التي تسلط الضوء على آثار الكربوهيدرات. كما راجعوا نتائج تجارب تتناول طبيعة تغذية الشعب الأميركي أُجريت بين عامي 2012 و2017. ومن خلال ذلك فقد سلطوا الضوء على نحو 400 ألف شخص وطبيعة سلوكهم الغذائي، وكان من بينهم نحو 40 ألف شخص قد توفوا بالفعل. وخلصت الدراسة، التي نشرتها شبكة سي.أن.أن الأميركية، إلى أن الكمية القليلة من الكربوهيدرات ليست هي التي تقود إلى زيادة احتمالية الوفاة، وإنما التغذية البديلة لها التي تقوم على زيادة استهلاك البروتينات والدهون الحيوانية. وعليه فإن من يتناول هذه الدهون عوضا عن السباغيتي والخبز والبطاطا، فإنه يجعل حياته أقصر بمعدل أربعة أعوام. وكان الأشخاص الذين يتناولون وجبات منخفضة النشويات، عبر استبدالها بالبروتين من مصادر حيوانية، مثل لحم البقر والدجاج والجبن، أكثر عرضة لخطر الوفاة من أولئك الذين استهلكوا البروتين من مصادر نباتية، مثل الخضروات والبقوليات والمكسرات. لكن الدراسة كشفت أيضاَ أن التغذية منخفضة الدهون يمكن أن تكون إيجابية أيضاً. فمن يتناول كمية أكثر من الدهون والبروتينات النباتية مقارنة بالحيوانية، فإنه يمكن أن يعيش لفترة أطول. وجاء في ختام الدراسة "توضح النتائج التي توصلنا إليها أن هناك علاقة بين متوسط العمر وتناول الكربوهيدرات". وقالت الدكتورة سارا سايدليمان، وهي باحثة في طب القلب والأوعية الدموية من مستشفى بريغهام للنساء في بوسطن "علينا النظر بعناية إلى المركبات الصحية في النظم الغذائية التي توفر حماية للجسم". وحذرت من مخاطر الحمية منخفضة النشويات كطريقة لفقدان الوزن، والتي تدفع متبعيها إلى التخلي عن الخبز والمعكرونة والبطاطا.