عيون المياه المعدنية الطبيعية وعيون المياه الأخرى التي يتوفر عليها المغرب، تعتبر ثروة نادرة، في ظل الضغط القائم على المياه على المستوى الدولي، والتغييرات المناخية المتسارعة، وبحسب معطيات كتابة الدولة المكلفة بالماء، فالمغرب يتوفر على موارد مائية معدنية وحامية تتمركز بالمناطق الجبلية وتلعب دورا في التنمية الاقتصادية والاجتماعية كما تساهم من تحسين ظروف العيش بتوفير وإنعاش فرص للشغل إضافة إلى دورها الفعال في التغذية الصحية والاستشفائية كما تعد قبلة رفيعة للسياحة الداخلية. وتصنف أنواع المياه المعدنية، بحسب معطيات كتابة الدولة المكلفة بالماء، إلى مياه معدنية طبيعية وهي كل ماء ينبع بشكل تلقائي من فرشات مائية جوفية عبر عيون ومنابع طبيعية أو يجلب عبر أثقاب أو آبار وله تركيبة كيميائية ثابتة بشكل طبيعي ولا يتطلب أية معالجة كيميائية لجعله صالحا للشرب. ويصنف هو الأخر إلى نوعين وهما الماء المعدني الطبيعي الغير الغاز الذي لا يحتوي على غاز الكربون الحر بمقادير تفوق الكمية الضرورية لإبقاء الأملاح الهدروجين و-الكربونات الموجودة في الماء ذائبة. ثم الماء المعدني الطبيعي الغازي الذي يتكون عن طريق تجمع غاز الكربون الحر والصوديوم في الماء بنسبة عالية. إلى جانب ذلك، يتوفر المغرب أيضا على عيون حامية ومعدنية وهي مياه ثبت تأثيرها العلاجي في تخفيف الأمراض أو الوقاية منها. وعادة تحتوي على نفس نسبة الأملاح التي تحتويه المياه المعدنية الطبيعية. ويمكن نزع بعض أملاح تلك المياه أو إضافة أملاح إليها لتوافق المقتضيات الصحية. وتمنح البيئة الجيولوجية للمغرب إمكانيات كبيرة في ميدان التعليب والتداوي بالماء بفعل وجود ينابيع حامية ومعدنية تقارب 120 ينبوع متواجدة بمناطق الريف وشبه الريف كعين مولاي يعقوب، وعين للا الشافية وعين الله، ومناطق الشمال الشرقي كثقب بنشاقور، ووسط المغرب كسيدي علي و للا حيا. ثم الأطلس المتوسط الذي يضم عيونا كعين تبخباخين ، وسخونات مرموشة، وعين افران في بن صميم وسيدي حرازم، والأطلس الكبير الذي تتواجد به حامات مولاي علي الشريف وعين مولاي هاشم، ثم الأطلس الصغير الذي يوجد عين اباينو وافرن الأطلس الصغير هذا زيادة على عيون بالصحراء كالجريفية وابرطيل. * جبايات بالملايير يصل مجموع ما تستغله الشركات في الحد الأقصى المحدد في عقود الامتياز في نفوذ الحوض المائي لسبو من المياه المعدنية إلى نحو 2.3 مليون متر مكعب، وتصل المبالغ المالية التي تؤديها الشركات الثلاثة المستغلة للمنابع المعدنية المتواجدة بنفوذ الحوض المائي لسبو إلى ملايين الدراهم سنويا تؤديها لفائدة الجماعات الترابية، ففي سنة 2017 لوحدها بلغ مجموع ما أداته ثلاث شركات ( صوطيرما، الكرامة، أورو افريكان للماء) التي تستغل المنابع المائية المعدنية بالمنطقة أزيد من 35 مليون و528 الف درهم ( أزيد من 3.5 مليار سنتم) . ويتوزع هذا المبلغ بين شركة صوطيرما التي تستغل منبعي عين سايس بجماعة عين بيضا، ومنبع سيدي حرازم بجماعة سيدي حرازم، بنحو 15 مليون و360 ألف و882 درهم تؤديها الشركة لجماعة عين بيضا مقابل استغلال عين سايس، و6 ملايين درهم تؤديها إلى جماعة سيدي حرازم مقابل استغلال منبع عين سيدي حرازم. ثم شركة الكرامة التابعة لمجموعة يينا هولدينغ الذي أدت 5 ملايين درهم و48 ألف درهم إلى جماعة ايموزار كندر مقابل استغلال منبع عين سلطان، ثم شركة أورو افريكان للماء التابعة لمجموعة براسري المغرب التي أدت 8 ملايين درهم و687 ألف و586 درهم إلى جماعة بنصميم مقابل استغلال منبع عين بنصميم، وذلك في إطار الجبايات المحلية، هذا زيادة على نسبة تؤديها الشركات إلى وكالة الحوض المائة محددة في 3 في المائة من رقم المعاملات السنوي. أما شركة والماس للمياه المعدنية التي تستغل العيون المتواجد في منطقة والماس والتابعة للحوض المائي أم الربيع، وهي عين سيدي علي ومنبع حمو "اكمكم" المعروف بعين أطلس، وعين للا حيا، فأدت في سنة 2017 لفائدة الجماعة الترابية والماس 99 مليون درهم و 56 ألف درهم و 958 درهما. وبلغ مجموع ما أدته الشركات الأربع المستغلة لهذه المنابع المعدنية لفائدة الجماعات الترابية إلى أزيد من 13 مليار و 458 مليون سنتم خلال سنة 2017 لوحدها. * تنمية منقوصة بدأ تسويق المياه المعدنية "سيدي حرازم" في سنة 1968 وتعتبر أول مياه معدنية تسوق في المغرب. فيما يصل عمق الثقب الذي تستغله شركة "صوطيرما" في سيدي حرازم إلى 100 متر في وسط طبيعي محمي بتضاريس جبلية. ويتم جلب المياه المعدنية من العين إلى الوحدة الصناعية لشركة "صوطيرما" التي تتواجد بمركز السخينات، عبر أنابيب فولاذية من "الانوكس". وتعبأ في الوحدة بشكل لا يترك مجالا لأي تلامس بين المياه المعدنية والهواء أو أي مادة أو رائحة أخرى، وتعبر هذه من بين الشروط الضرورية للحفاظ على الخصائص المعدنية والطبيعية التي تجلب من العين لتعبأ في قنينات توجه للتوزيع والاستهلاك البشري. وبحسب معطيات شركة "صوطيرما"، فإن المياه المعدنية الطبيعية تخضع لعمليات اختبار تشمل المستوى الكيميائي والبكتيري، قصد التأكد من سلامة المياه، وتؤكد الشركة أنه قبل توجيه قنينات المياه المعبأ نحو التوزيع والاستهلاك، تخضع لنحو مائة اختبار يوميا، ونتيجة لهذه الشروط الصارمة حصلت الشركة على عدة شواهد تهم جودة المياه واحترامها للمعايير الصحية المطلوبة. مشربة عين سيدي حرازم بالرغم من الجبايات المهمة التي تستخلصها الجماعات الترابية التي تتواجد في نفوذ ترابها العيون المعدنية الطبيعية فإن أثر هذه العائدات على التنمية المحلية يبقى ضعيفا. وخلال الجولة الميدانية التي قامت بها بيان اليوم خلال الفترة ما بين 15 و19 غشت الجاري، إلى المنابع المائية الخمسة (عين سايس، سيدي حرازم، عين سلطان، عين افران، سيدي علي)، وقفت على ضعف البنيات التحتية بهذه المناطق. ويظهر من خلال المعاينة أن الدواوير المجاورة لعين سايس، تنقصها البنيات التحتية من طرقات وتهيئة، وذلك بالرغم من المداخيل المهمة التي تستخلصها الجماعة والتي بلغت في سنة 2017 أزيد من 15 مليار سنتم، وبحسب مصادر محلية ينضاف إلى ذلك غياب تدخل الجماعة لتأهيل الدواوير المجاورة للعين وخاصة دوار أولاد عبد الله، وغياب مبادرات اجتماعية للشركة المستغلة. ويبلغ عدد سكان الجماعة التي يتواجد بها منبع عين سايس، 7843 ألف نسمة حسب إحصاء 2014، وتبلغ مساحتها 90 كيلومتر مربع. وتستفيد الجماعة من مداخيل مالية مهمة متأتية من رسم استغلال مياه المنبع من طرف شركة صوطيرما التي تعبئ مياه عين سايس في قنينات توزع عبر شركة مجموعة دانون الفرنسية في مجموع التراب الوطني، وبلغت قيمة ما استخلصته جماعة عين بيضا إلى غاية يونيو من سنة 2018 ما يناهز 6 ملايين و902 و79 درهم. ويقع عين سايس الذي تعبأ منه المياه المعدنية الطبيعية الخفيفة في دوار أولاد عبد على بعد مئات الأمتار من مقر الجماعة التي تتواجد على الطريق نحو جماعة سيدي حرازم. * بنيات هشة وأخرى مهجورة منظر لوحدة تعبئة مياه عين سايس (شركة صوطيرما) يؤكد محمد قنديل رئيس جماعة سيدي حرازم، أنه من أجل تحقيق التنمية وتثمين هذا المنبع المعدني الطبيعي، هناك حاجة لخلق محطة معدنية للمعالجة، باعتبار أن مياه سيدي حرازم مياه صحية علاجية، أثبت الدراسات أنه قادر على تفتيت حصى الكلي وتنقية المسالك البولية، مشيرا إلى أن هناك جهود لإخراج هذه المحطة إلى حيز الوجود وتوفير استشاريين في الطب قصد التداوي بهذه المياه. وأكد رئيس الجماعة أن هناك دراسة أنجزها أربعة أطباء في هذا الإطار، كما أن دراسة أخرى بدأتها الجماعة قصد تأهيل مركز الجماعة لتساير أهمية المنبع وتثمين المياه المعدنية لعين سيدي حرازم والخدمات التي ستقدمها. ويرى رئيس جماعة سيدي حرازم أن الثروة التي تتوفر عليها الجماعة يجب أن تعود بالنفع عليها، من حيث تعزيز هذه المؤهلات وتثمينها، حتى تتحول سيدي حرازم إلى محطة للسياحة الاستشفائية والعلاجية بمعايير تتوافق مع الخدمات العصرية. ويبلغ سكان جماعة سيدي حرازم 6000 نسمة حسب إحصاء 2014، وبلغت ميزانية الجماعة التي يتواجد بها عين سيدي حرازم، 22 مليون درهم خلال سنة 2017، تشكل المداخيل المالية المستخلصة من رسم استغلال المياه المعدنية لسيدي حرازم، 6 ملايين درهم، في حين تصل حصة الجماعة من الضريبة على القيمة المضافة التي تضخها وزارة الداخلية لصالح الجماعة ما يناهز 12 مليون درهم، فيما توفر الجماعة مبالغ مالية أخرى تصل قيمتها نحو 4 ملايين درهم من الأكرية ومداخيل أخرى. ويقول رئيس جماعة سيدي حرازم محمد قنديل في لقاء معه على هامش الزيارة الميدانية إلى جماعة سيدي حرازم، إن المبالغ المتأتية من رسم استغلال المياه الطبيعية، تشكل مساهمة إيجابية تدعم ميزانية الجماعة وكذا تنميتها فيما يتعلق بالبنيات التحتية والمشاريع التنموية في قطاعات متعددة. ويضيف أن الجماعة تعمل حاليا على تثمين هذا المنبع الطبيعي، مشيرا إلى أن هناك دراسة جارية من قبل الحوض المائي لسبو لترشيد استعمال المياه المعدنية من خلال المشربات "السقايات" المفتوحة للعموم أو من خلال المسابح. وأوضح محمد قنديل، أن الثقب المائي الحالي تعرض لتصدعات أثرت على صبيب المنبع، مضيفا أن هناك دراسة جارية لإنجاز ثقب جديد. وأشار إلى أن عين سيدي حرازم تتميز بعين باردة وعين ساخنة، العين الباردة هي التي توجه لمياه الشرب، فيما مياه العين الساخنة توجه إلى المسابح واستعمالات أخرى. ويصل عمق الثقب المائي الذي تشرف عليه الجماعة إلى 92 متر، وتصل درجة حرارة المياه المستخرجة منه إلى 34 د رجة حرارية. ومن بين البنيات التي تتواجد بمركز جماعة سيدي حرازم، منتزه طبيعي يضم مسبح النخيل يستهلك نحو 312320 متر مكعب من الماء سنويا، ومشربات مفتوحة للعموم صبيها يقدر ب 4.8 لتر في الثانية. ثم فضاء للتنزه ومرافق خدماتية من شأنها أن تعزز العرض السياحي للجماعة التي ما زالت بحاجة إلى الكثير من العمل على مستوى التأهيل وتثمين الثروة الطبيعية التي تتوفر عليها، ويتواجد بها فندق تابع لمجموعة صندوق الايداع والتدبير يتوفر على 62 غرفة ويطل على منظر طبيعي ومسبح ممتد بالقرب منه، كما توجد غير بعيد عن الفندق نحو 74 وحدة سياحية "بانكالو" لكنها مهملة وغير مستغلة، زيادة على نحو 15 محل تجاري غير مستغل كذلك. وبالرغم من المداخيل المهمة التي تجنيها الجماعة من عائدات رسم استغلال مياه سيدي حرازم إلا أن الجماعة كذلك تفتقر إلى مرافق وبنيات تحتية في مستوى هذه الثروة الطبيعية التي يمكن أن تحول سيدي حرازم إلى قبلة سياحية، ينضاف إلى ذلك الفوضى التي يعرفها محيط المشربات المتواجد بمنتزه سيدي حرازم حيث ينشط العديد من الأشخاص في مزاولة أنشطة غير مهيكلة تشوه جمالية المنتزه، من طهي لمختلف الأكلات وبيع لمختلف السلع التقليدية والتذكارات. * عين سلطان.. الإهمال سيدة تعد وجبة غذائية بمنتزه عين السلطان دورة مياه بمنتزه عين السلطان مدخل وحدة تعبئة مياه عين السلطان ( شركة الكرامة) لا يخفى على زائري منتزه عين سلطان درجة الإهمال التي وصل إليها، والأنشطة العشوائية التي تنشتر في كل جنباته، وحتى إن كان هذه الأنشطة مصدر دخل موسمي لبعض العائلات خصوصا، فإن المنتزه طاله إهمال كبير، نساء يزاولن أنشطة معاشية التقت بهن "بيان اليوم" خلال الزيارة الميدانية إلى عين سلطان، طالبن بتأهيل المنتزه وتنظميه، إحداهن أكدت أن الأمكنة التي يشغلنها في فضاء المنتزه لتقديم بعض الخدمات كالأكلات المحلية أو تجارة معاشية، تتم بترخيص من الجماعة، ويؤدى مقابل ذلك مبلغ معين لفترة استغلال تمتد لشهرين. منتزه عين سلطان الذي يتميز بجماله الطبيعي يفتقر إلى المرافق الخدماتية الصحية، حتى من المراحيض، فالمرفق الوحيد الذي يوجد بالقرب من الوحدة الصناعية لشركة الكرامة التي تستغل حصة من عين سلطان، لا تتوفر فيه الشروط الصحية ولا الجمالية التي تليق بمنتزه كمنتزه عين سلطان. وتمتد جماعة ايموزار كندر، التي يتواجد عين سلطان بنفوذها، على مساحة تقدر بأكثر من 860 هكتار و 95 آر. ويبلغ عدد سكان الجماعة 19125 نسمة بحسب احصاء سنة 2014. وتصل تغطية الساكنة بشبكة توزيع الماء الصالح للشرب إلى حوالي 84 في المائة، فيما نسبة 16 في المائة من الساكنة تستغل الحنفيات العمومية للتزود بالماء الشروب. فيما بلغ عدد المشتركين في شبكة الماء الشروب إلى 3500 مشترك حسب أرقام سنة 2008. ويتم إنتاج الماء الصالح للشرب وتوزيعه بمدينة ايموزار كندر عبر المكتب الوطني للماء الصالح للشرب، الذي يقوم بتغذية الجماعة بالماء الشروب انطلاقا من منبعين، وهما منبع "عين بيروك" الذي يصل صبيبه إلى 80 لتر في الثانية ومنبع عين سلطان الذي يصل صبيبه إلى 50 لتر في الثانية. وتشير توقعات المكتب الوطني للماء الصالح للشرب إلى أن حاجيات ساكنة مدينة ايموزار كندر من الماء الشروب بلغت في سنة 2010 نحو 35 لتر في الثانية، ويتوقع أن ترتفع إلى 42 لتر بحلول سنة 2020. وخصص المكتب الوطني للماء الصالح للشرب حصة من منبع عين سلطان تقدر ب 11 في المائة لتزويد ساكنة ايموزار كندر بالماء الشروب عن طريق ثلاثة خزانات في عالية عين سلطان تصل نسبة ملء كل واحدة منها إلى 700 متر مكعب. وتستغل شركة الكرامة التابعة لمجموعة يينا هولدينغ المملوكة لعائلة الشعبي، حصة ب 5 في المائة بموجب عقد استغلال موقع مع المكتب الوطني للكهرباء الذي يستغل 11 في المائة من صبيب عين سلطان بجماعة ايموزار كندر، قبل أن ينتقل العقد إلى وكالة الحوض المائي لسبو، لترتبط الشركة بعقد امتياز مع الوكالة عوض المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب. * تراجع ملحوظ انطلقت أنشطة شركة الكرامة فرع مجموعة يينا هولدينغ منذ سنة 2007 بعدما بدأت مجموعة "يينا هولدينغ" في توسيع أنشطتها الى الصناعات الغذائية، حيث شرعت في استغلال مياه عين سلطان بعد الحصول على التراخيص اللازمة. تقول ان وحدة الانتاج المتواجدة غير بعيد عن منبع عن سلطان، مجهزة بأحدث الوسائل التكنولوجيا التي تمكن من الحفاظ على الخصائص المعدنية لمياه العين المعبأة. إلا أن الاستغلال المتزايد للمورد المائي عين سلطان عرف تزايد في السنوات الأخيرة. مصادر محلية التقت بها " بيان" توكد أن صبيب عين سلطان يتراجع سنة بعد سنة بفعل الاستغلال المتواصل. وإن كانت عين سلطان من أهم العيون التي تتواجد بالمدار الحضري لمدينة ايموزار كندر، إذ تضم أقوى صبيب في المنطقة، وتنبع منها مياه يخصص جزء منها لتزويد الساكنة المحلية بالماء الصالح للشرب، وجزء أخر تستغله شركة الكرامة في حين يظل جزء أخر لسقي الضيعات الفلاحية المجاورة. كما أن الجماعة الترابية لإيموزار كندر بسيادة الجريان الدائم نظرا للتساقطات المهمة التي تعرفها المنطقة سواء بالنسبة لكمية الامطار أو لكمية الثلوج. ويشكل واد عين سلطان أهم مجرى مائي بالمنطقة بالنظر الى موقعه الاستراتيجي. ويمر بالجماعة ايضا واد علا ويشو، غير أنه تراجع تدريجيا خلال السنوات الاخيرة بفعل ضعف التساقطات، حيث تأثرت عين الغرس التي تعد مصدره الاساسي، ويعد من أهم الأودية التي تسقى منها الضيعات الفلاحية المجاورة كما يضفي جمالية على المدينة من خلال المتواجد عند مقدمة حي علا ويشو. وتؤدي شركة الكرامة رسما بنحو 10 سنتيمات عن كل لتر أو لتر مكسر لفائدة جماعة ايموزار كندر. ويعتبر رسم الماء المستخلص من قبل الجماعة ثالث مورد مالي ضمن الموارد المالية للجماعة. في حين سجلت الموارد المالية لجماعة ايموزار كندر المتأتية من هذا الرسم تزايدا ملحوظا منذ سنة 2012 حيث بلغت خلال هذه السنة نحو مليونين و780 ألف درهم وانتقلت في سنة 2013 إلى 3 ملايين و405 ألاف درهم، ثم إلى 3 ملايين و870 ألف درهم في سنة 2014، لتصل إلى 4 ملايين و780 ألف في سنة 2015، وحوالي 4 ملايين و566 ألف درهم سنة 2016، ثم 5 ملايين و 48 ألف درهم سنة 2017. وإلى غاية نهاية يونيو من السنة الجارية بلغت المداخيل التي أدتها الشركة لفائدة الجماعة بموجب الرسم المفروض على استغلال مياه عين سلطان 3 ملايين و 424 ألف درهم. وبعملية حسابية تقديرية، استنادا إلى الرسم المفروضة على كل لتر من الماء المستخرج، يكون حجم ما تستغله شركة الكرامة من مياه منبع عين سلطان قد انتقل من حوالي 27 مليون و800 ألف لتر خلال سنة 2012 إلى ما يقارب 50 مليون و480 ألف لتر خلال سنة 2017، أي بزيادة تقدر ب 22 مليون و 680 الف لتر خلال ست سنوات فقط. وهو ما يفسر ما ذهبت إليه مصادر محلية متتبعة التراجع المتواصل لصبيب العين سنة بعد سنة.