دفعت الحرب التجارية المعلنة بين الولاياتالمتحدةالأمريكية من جهة والصين والاتحاد الأوربي من جهة أخرى، بالبلدان المعنية إلى البحث عن أسواق جديدة لتصريف منتجاتها المعرضة لرسومات جمركية إضافية. في هذا الإطار، ومع الضغط الذي يمارسه المنتجون الزراعيون ومنتجو مواد التغذية والدواجن بالولاياتالمتحدة على حكومتهم تسارع واشنطن الزمن من أجل ولوج لحوم الدواجن والمنتجات المشتقة منها للسوق المغربية علما أن هذه المنتوجات تخضع لعدد من القواعد التي مازال النقاش ساريا حولها بين السلطات الأمريكية ونظيرتها المغربية. وفي ردها على تصريحات كان قد أدلى بها الممثل التجاري الأمريكي، روبيرت لايتهايزر، ووزير الزراعة الأمريكي، سوني بيردو، حول موضوع فتح السوق المغربية لصادرات الدواجن الأمريكية، أكدت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية أن واردات لحوم الدواجن والمنتجات المشتقة من لحوم الدواجن القادمة من الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي تندرج في إطار تنفيذ اتفاقية التبادل الحر بين المغرب والولاياتالمتحدةالأمريكية، تهم فقط المنتجات المجمدة والتي يجب أن تكون مصحوبة بشهادة صحية وشهادة ذبح حلال. وأوضحت الوزارة، في بلاغ لها أن الخطوات المعلنة ليست بجديدة، فهي جزء من متابعة تنفيذ اتفاقية التبادل الحر بين المغرب والولاياتالمتحدة الموقعة في 15 يونيو 2004 والتي دخلت حيز التنفيذ في 1 يناير 2006، مشيرة إلى أنه لم يصل قطاع الفلاحة المغربي وممثلية المكتب الأمريكي للتجارة إلا في ماي 2018 إلى الاتفاق بطريقة منسقة على محتوى الشهادة الصحية التي يجب أن ترافق جميع الواردات من لحوم الدواجن، والمنتجات المشتقة من لحوم الدواجن القادمة من الولاياتالمتحدةالأمريكية، وفقا للأحكام التي تم التفاوض عليها سابقا في اتفاق التبادل الحر. وأضاف المصدر ذاته أن هذه الواردات تهم المنتجات المجمدة وتستفيد، وفقا لمقتضيات اتفاق التبادل الحر، من الامتيازات الجمركية مع أو بدون الحصص التعريفية، مشيرا إلى أن هذه الحصص التعريفية، الموزعة وفقا لمبدأ الخدمة الأولى للقادم الأول والتي تتكلف بها إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، وصلت في 2018 إلى 8958 طنا، أي ما يعادل 1.3 في المائة من الاستهلاك الوطني من هذه المنتجات. كما أشار ذات المصدر إلى أن جميع الواردات القادمة من الولاياتالمتحدةالأمريكية من لحوم الدواجن والمنتجات المشتقة من لحوم الدواجن لا يمكن أن تكون مقبولة دون اعتماد الشهادة الصحية المرافقة للمنتجات المعنية مع أو بدون حصص، مبرزة أنه في هذا السياق، عقدت محادثات تقنية بين الطرفين في ماي 2018 وأسفرت عن اعتماد الشهادة الصحية المنسقة المذكورة. وأكد على وجوب أن تكون هذه الواردات إلى المغرب مصحوبة بالإضافة إلى الشهادة الصحية شهادة الذبح الحلال، ويجب أن تستوفي الشروط المنصوص عليها في إشعار مستوردي لحوم الدواجن ومنتجاتها رقم 443 بتاريخ (06/08/2018) المنشورة على الموقع الإلكتروني لقطاع الفلاحة. وكان مكتب الممثل التجاري الأمريكي ووزارة الزراعة الأمريكية، قد صرح أن المغرب وافق على استيراد منتجات الدواجن الأمريكية للمرة الأولى، متوقعين أن تبلغ قيمة الشحنات السنوية بشكل مبدئي نحو عشرة ملايين دولار. وأضاف أن هذه الموافقة تنهي حظرا سابقا فرضه المغرب على الدواجن الأمريكية استنادا إلى مخاوف تتعلق بسلامة الغذاء على الرغم من اتفاق التجارة الحرة المبرم بين البلدين.