ترامب يهدد بمحاولة استعادة قناة بنما    هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سياسيون وخبراء يقدمون وصفة إنجاح مشروع الجهوية بالمغرب
نشر في بيان اليوم يوم 02 - 07 - 2018

قال عبد السلام الصديقي، عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، إن الخطاب الملكي الأخير الذي ألقي بمناسبة افتتاح الولاية التشريعية العاشرة، بتاريخ 13 أكتوبر 2017، ساءل النموذج التنموي الجديد، وقدم مجموعة من المقترحات والبدائل، متجاوزا مرحلة التشخيص والدراسة والتحليل.
وأضاف عبد السلام الصديقي، في مداخلته في افتتاح اليوم الدراسي الوطني حول موضوع؛ "إلى أي حد سيساهم التعاضد في بلورة نموذج تنموي جديد لتنزيل الجهوية المتقدمة؟"، نظمته، يوم الجمعة الماضي، التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، بمدينة مراكش، وأداره رئيس التعاضدية عبد المولى عبد المومني، أن المغرب يتوفر على معطيات جد دقيقة بخصوص مؤشرات الفقر، والهشاشة، والبطالة، ونسبة الأمية.
وزاد الصديقي في عرضه الذي حمل عنوان «ما مكانة الاقتصاد الاجتماعي والتضامني في النموذج التنموي الجديد؟»، أن المغرب يعرف مجموعة من الفوراق على المستوى المجالي، الأمر الذي ينعكس سلبا على الطبقات والفئات الاجتماعية، مستشهدا بالمعطيات التي تقدمها بين الفينة والأخرى المندوبية السامية للتخطيط، التي ترصد مستوى النمو والتنمية بالمدن والقرى المغربية.
وانتقد الوزير السابق، في كلمة افتتاح اليوم الدراسي الوطني الذي شارك فيه عدد من المسؤولين، والسياسيين، والباحثين في الحقل الأكاديمي، النموذج التنموي المغربي، الذي عجز، حسب ما جاء في مداخلته، عن تحقيق الأهداف التي وجد من أجلها، مستدلا بالتصنيفات الدولية التي «تضع المغرب في مراتب متدنية، مقارنة ببعض الدول التي تشبهنا في مجموعة من الخصائص».
وحث المتحدث على ضرورة التركيز أكثر على التنمية، عوض النمو، موضحا أن التنمية مفقودة، والبحث جار من أجل الحصول على ثمارها، إذا ما تم حل المشاكل المستعصية التي تقف حجرة عثرة أمامه، لاسيما وأن النموذج التنموي يعاني من مجموعة من الثقوب والتسريبات التي تحول دون تحقيق إقلاع اقتصادي.
وسجل عبد السلام الصديقي وجود تأخر كبير في توزيع الثروة، مرجعا الأمر إلى الفلسفة الداعية إلى «إنتاجها أولا»، معتبرا هذا الأمر تهربا من الجواب، بشكل شفاف وواضح، على ضرورة التوزيع العادل لثروات البلاد.
وأشار الصديقي إلى أن حزب التقدم والاشتراكية يفكر جليا في المخرجات الحقيقية والصحية التي يمكن الرهان عليها من أجل إنجاح النموذج التنموي الذي اختاره المغرب كإستراتيجية للنهوض بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية لمختلف الجهات 12 للمغرب.
ووضع وزير الشغل والشؤون الاجتماعية السابق شرطين أساسيين لإنجاح النموذج التنموي، أولهما يكمن في السعي إلى تحقيق الاستقلال الاقتصادي، مبرزا أن المغرب لازال مستمرا في اقتناء مواده الأولية من الخارج، حيث توجد هوة شاسعة بين التصدير والاستيراد، وهو ما يشكل عجزا تجاريا في النظام الاقتصادي للبلاد.
والشرط الثاني يتعلق بضرورة التعامل بجدية مع البرامج القطاعية التي تعتمدها الحكومة، استنادا إلى التحلي بأخلاقيات المقاولة المواطنة. ودعا، إلى جانب هذا، إلى ضرورة مراجعة اتفاقية التبادل الحر، بما يخدم مصلحة المغرب، وليس الدول الموقعة على الاتفاق.
ونبه عضو الديوان السياسي لحزب «المعقول»، إلى ضرورة مواصلة الاستثمار في مجال الطاقات المتجددة، خصوصا وأن المغرب يستورد كثيرا مصادر الطاقة، إذ بإمكانه أن يصبح المصدر الرئيسي في المنطقة للطاقة البديلة، على اعتباره وضع أرضية ناجحة في هذا الشق الاقتصادي، والذي من المنتظر أن تكون له انعكاسات إيجابية على أرض الواقع.
وشدد المتدخل ذاته، أمام الجمهور الحاضر في اللقاء، على وجوب الاعتناء بالاقتصاد الاجتماعي، لأنه ناجع، وناجح، ومجرب منذ القدم بين ساكنة القبائل والبوادي المغربية، التي كانت لا تمل من التعاون في ما بينها، مشيرا إلى ظاهرة «تويزة»، التي يتآزر فيها أبناء المنطقة أثناء إنجاز بعض الأشغال، كالحصاد، أو بناء الطرق، أو «الخطارات» (مجاري المياه)..
وأدلى عبد السلام الصديقي، أيضا، بدلوه في مجال التعليم، والتعليم العالي، معتبرا مقاربة هذا الموضوع بمنهجية جديدة أمر ضروري من أجل خلق نموذج تنموي ناجح، مفسرا أن «مستوى النفقات الاجتماعية في هذا الباب يؤثر سلبا على صورة البحث العلمي، ويضعف المردودية في هذا الاتجاه، وما احتلال المغرب المراتب المتدنية عالميا وعربيا في نسبة تصنيف الجامعات، يقول المتحدث، إلا «عربون إخفاق بين وواضح في مجال التكوين والبحث العلمي».
وتفاعلا منه مع النقاشات النقابية الدارئة حاليا، والتي تداولت في مسألة الزيادة في الأجور، أكد الصديقي، على ضرورة الزيادة في أجور الموظفين في القطاعين العام والخاص، من أجل الرفع والزيادة في الإنتاجية.
وربط عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، موضوع النموذج التنموي، بالسياق السياسي المغربي، مشيرا إلى أن البلاد في حاجة إلى نظام سياسي ديمقراطي من أجل تنمية وازدهار جهوي فعال، «فلا خيار آخر غير خيار الديمقراطية»، يقول عبد السلام الصديقي.
وأردف في كلمته، أن هناك، اليوم، مجموعة من المؤسسات الدستورية التي لا تقوم بأدوارها المنوطة بها، علاوة على تعطيل عدة مبادرات اجتماعية، كصندوق التكافل الاجتماعي، وصندوق التكافل بين الجهات، وهو ما يعطل بحسبه عربة التنمية بالبلاد، ويؤثر بشكل سلبي على النهوض بالأوضاع الاجتماعية الهشة، والطبقات الفقيرة.
واسترسل الوزير السابق بتأسف عن الوقت الذي أضاعه المغرب طيلة هذه السنوات، بحيث كانت لهذا الأمر انعكاسات كبيرة على البيئة الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع المغربي، مستدلا باحتجاجات الحسيمة، التي قال عنها «من حق مواطنيها أن يحتجوا لأنهم لم يجدوا البديل للتعبير عن صوتهم، ولم يروا انعكاس هذا النموذج الاقتصادي على جهتهم».
وربط إخفاق النموذج الاقتصادي والتنموي، بعدم وجود فاعل سياسي حي ويقظ، يناضل من أجل مصلحة هذا المجتمع، مشيرا إلى ما يحدث لمدونة التعاضد بقبة البرلمان، التي أُفرغت من محتواها على حد تعبيره، «وأريد لها أن تنهج سياسة الربح اللاإنساني، وتشجيع تناسل المصحات الخاصة، عوض الاشتغال على التعاضديات التي تحد من معاناة الموظفين والمستخدمين في هذا القطاع الذي لا يقبل المزايدة».
وأوضح عبد السلام الصديقي، أن الصحة بالمغرب تقوم على ثلاثة مرتكزات لا رابع لها، أولا؛ التطبيب في القطاع العمومي، ثانيا؛ العلاج في المصحات الخاصة، وثالثا؛ الاستشفاء عن طريق مصحات التعاضديات.
وختم عبد السلام الصديقي كلمته بالدعوة إلى ضرورة الاشتغال على نظام التعاضد، والتضامن للمساهمة في تنمية البلاد، والسعي للإصلاح أمام تيار دافعه الأول والأخير هو الهيمنة والربح والتبضع في صحة المواطنين، الذين يكونون ضعفاء بسبب وعكاتهم الصحية المستعجلة، أمام الطبيب.
تنمية الحاضر والمستقبل
من جهته قال كاتب الدولة لدى وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، المكلف بالتنمية القروية والمياه والغابات، حمو أوحلي، أن النموذج التنموي الحالي للمغرب، غير قادر على الاستجابة لحاجيات المواطنين الذين ينتمون لمختلف الفئات الاجتماعية، إذ لم يتمكن من الحد من الفوارق الاجتماعية، ناهلا مداخلته من الخطب الملكية التي تطرقت لهذا الموضوع بالتفصيل.
ودعا حمو أوحي، في مداخلته المعنونة ب «الخصاص الاجتماعي والمجالي والحلول المنتظرة لتحقيق التنمية»، إلى الإسراع في إيجاد بدائل ناجعة من أجل توفير مناخ صحي للدفع بالاستثمارات في المغرب، حتى تنعكس بشكل إيجابي على المواطنين، وتصون حقوقهم، مشددا على ضرورة التنمية المستدامة، التي تشتغل على الحاضر والمستقبل.
واعتمد أوحلي في مداخلته على تقارير المنظمات الدولية التي تضع مجموعة من المعايير كمحدد أساسي للعيش الكريم، من قبيل؛ توفر الخدمات الصحية، والتعليم، والشغل، والسكن اللائق، والبنية التحية الجيدة؛ الطرق، الماء، الكهرباء.. إلى غيرها من المؤشرات، التي تدخل في صلب الحاجيات الضرورة في حياة الإنسان.
وشدد كاتب الدولة، على ضرورة تنفيذ برنامج الجهوية المتقدمة، «إذ لا بديل آخر يمكن أن يعوضه، كما أنه من غير المنطقي أن تسير مجموعة من المناطق في المغرب،(والتي لكل منها خصوصياتها)، من المركز؛ الرباط».
وانتقل المتحدث ذاته، إلى الحديث عن مجال التعاضد في الوسط المغربي، وحاجة جميع المواطنين لخدماته، موضحا أن التعاضد يساهم في توفير الخدمات الصحية للمعوزين، والضعفاء، والفئات الهشة، «فالتعاضد لم يحدث للفئات الغنية فقط، بل أيضا للطبقات التي في وضعية صعبة اجتماعية واقتصادية».
وخلص حمو أوحلي، في الأخير، إلى ضرورة الوعي بالخدمات الاجتماعية، خصوصا التغطية الصحية، ثم العمل على تقليص الفوارق الاجتماعية، بالإضافة إلى وضع تقييم للمشاريع التي تطلقها الحكومة والوزارات المعنية بقطاعاتها، فضلا عن تحسين العمل بالحكامة في السياسات العمومية.
لا وقت إضافي
من جانبه، اعتبر كريم غلاب، عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، ورئيس لجنة النموذج التنموي الجديد بحزب «الميزان»، أن الحكومة، والأحزاب السياسية، وكل المؤسسات، في حاجة إلى التفاعل مع خطاب جلالة الملك، من أجل الوقوف على أهم الاختلالات والبدائل المقترحة لمعالجة مشروع الجهوية المتقدمة.
وسجل كريم غلاب، في مداخلته المعنونة ب «البعد التضامني في النموذج التعادلي للتنمية البشرية المستدامة»، وجود اختلالات عميقة في برنامج الجهوية، التي عجزت وفقه عن تحقيق الأهداف التي وجدت من أجل إصلاحها، مقدما الوصفة التي يراها مناسبة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، كمحاولة خلق فرص شغل، والعمل على وضع برامج اجتماعية صغرى للحد من الفوارق الاجتماعية، ثم تحسين الخدمات في مجال الصحة، والتعليم..
واستنتج غلاب في الأخير، أنه لا حاجة اليوم لإضاعة مزيد من الوقت في التشخيص، وكثرة الكلام والحديث، مشددا على ضرورة الانكباب والمبادرة إلى خلق مشاريع اقتصادية واجتماعية كفيلة بتخليص المواطنين من بؤس الحياة اليومية.
وعرف اليوم الدراسي، مشاركة عضو فريق التجمع الوطني للأحرار، مصطفى بابتايس، الذي ألح على ضرورة إيلاء عناية هامة لقطاع الشغل، والصحة، والتعليم، داعيا إلى الاعتناء أكثر بالتعليم الأولي الذي أعطى أكله، خصوصا بعد النتائج الإيجابية التي تم الوقوف عليها بعد القيام بمجموعة من الدراسات في هذا الاتجاه.
وفي الجانب الاقتصادي أشار مصطفى بابتايس، خلال عرضه المعنون ب «النموذج التنموي الجديد وبناء مسار الثقة»، إلى أن المغرب يجب أن يعتمد المقاولة المواطنة، حيث يبادر المستثمرون إلى إنجاز مشاريع اقتصادية خاصة، تهدف إلى التنمية عوض البحث عن المصلحة الشخصية والعائلية فقط.
واعتبر بابتايس، أن النموذج التنموي اليوم غير ناجح ولم يكن فعالا في خلق فرص شغل، للنهوض بالأوضاع الاجتماعية للفئات الفقيرة والهشة.
التعليم ثم التعليم
وفي المداخلة الأخيرة خلال هذا اليوم الدراسي، انتقد الأستاذ الجامعي والنائب البرلماني السابق سمير بلفقيه تعامل الدولة مع الرأسمال البشري، لاسيما في ما يخص التعليم، الذي يعد في نظره المحدد الأساسي لنجاح أي مشروع تنموي وإقلاع اقتصادي.
واستشهد بنموذج دولتي تركيا واليابان اللتين استثمرتا وأعطتا قيمة لهذا الرأسمال، مقدما أرقاما وإحصائيات بخصوص هذا المعطى، في الوقت الذي يعاني فيه المغرب من نزيف مغادرة الآلاف من الأطفال حجرات الدراسة بشكل سنوي، ونفس الأمر يصدق على الطلاب في مختلف الجامعات المغربية.
واعتبر سمير بلفيقه أن المغرب يستثمر في قطاعات غير قادرة على خلق فرص شغل، كالعقار مثلا. منتقلا إلى الحديث عن عطب الاقتصاد المغربي الذي لازال قائما على الفلاحة البورية، وعلاقتها بالتساقطات المطرية.
وأضاف بلفقيه، أن السوق المغربي يجب أن يكون قادرا على تحقيق الاكتفاء الذاتي للمواطن، في مختلف القطاعات، والمجالات، والخدمات، من أجل تحقيق التنمية الداخلية، عوض الاعتماد على المنتوجات الخارجية التي يتم استيرادها بشكل مستمر، والتي تكون لها سلبيات على خزينة الدولة و»إنهاكها».
ووصل المتحدث ذاته، في الأخير إلى خلاصة مفادها أن الجهوية هي المحدد الأساسي لخلق تنمية ونمو داخلي، موضحا أن المشاريع الصغرى والمقاولات المتوسطة هي الحل، ومنتقدا في السياق ذاته، فتح الأوراش الكبرى على عواهنها، وما تجره من مشاكل مادية واجتماعية في الأخير والتي يخسر فيها المغرب رهان التنمية الداخلية!
***
3 أسئلة لعبد المولى عبد المومني*
ماهو الدور الذي تقوم به التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية؟
يشكل قطاع التعاضد ركيزة أساسية للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، حيث يلعب دورا أساسيا في إرساء السلم الاجتماعي، وهو شرط لا محيد عنه لكي تتمكن المقاولة المواطنة من تحسين مردوديتها وتطوير آليات اشتغالها، وبالتالي المساهمة في الرفع من الناتج الداخلي الخام وخلق فرص جديدة للعمل، وهي عوامل أساسية لمكافحة الفقر والإقصاء والهشاشة.
وتعتبر التعاضديات أداة مهمة للتضامن والتعاون وتساهم بصفتها ركيزة أساسية للاقتصاد الاجتماعي التضامني في تحسين نسبة التغطية، وتيسير الولوج للخدمات التي تتيحها، وهو ما ينعكس بشكل إيجابي على تطوير مؤشرات التطور الاجتماعي.
ما هو تقييمكم لحصيلة التعاضدية في ظل الإدارة الحالية ؟
تعاضدية اليوم ليست هي تعاضدية الأمس، لا من حيث التسيير والتدبير، ولا من حيث المنجزات التي تحققت بفضل تبني استراتيجية تشاركية تروم استمرار إسداء الخدمات وعصرنة المؤسسة، وتنمية مواردها والحفاظ على توازناتها المالية، بالإضافة إلى تحسين الأداءات وتنويع الخدمات وتوسيع مجالها وتقريبها من المنخرطين، وكذا تعزيز التعاون التعاضدي الوطني والإقليمي والدولي، وتطوير آليات التواصل والحرص على جعل المنخرط في صلب اهتمام الأجهزة المسيرة وتعزيز آليات الحكامة الجيدة والديمقراطية، فضلا عن تحديث الإدارة وطرق تدبيرها على المستوى المركزي والجهوي.
ولقد حققت التعاضدية العامة قفزة نوعية في ما يخص تطوير الخدمات، حيث استطاعت هذه المؤسسة منذ سنة 2009 وبالرغم من الإكراهات التي تواجهها، أن تبلور مجموعة من المشاريع والأوراش العملية الرامية إلى تحقيق التنمية البشرية المستدامة والعدالة الاجتماعية والمجال، ونذكر منها، تنزيل مشروع الجهوية الإدارية والاجتماعية والصحية، ثم ابتكار وتطوير مفهوم القرب الإداري عبر فتح مكاتب إدارية للقرب بتعاون مع السلطات المحلية والجماعات الترابية، علاوة على ترشيد النفقات وإخضاع التدبير الإداري والمالي للقوانين الجاري بها العمل…
كيف تتفاعل التعاضدية اليوم مع البرنامج المسطر للجهوية المتقدمة بالمغرب ؟
التعاضد يجب أن يأخذ به في النموذج التنموي الجديد، على اعتبار أنه يساهم في تقليص الفوارق الاجتماعية، وكذا في تعزيز الاستقرار الاجتماعي بالمغرب. ونحن من جهتنا ندعو إلى العمل على منح هذا النموذج الفرصة للعمل لما فيه مصلحة المقاولات المواطنة المغربية من أجل أن تشتغل بأريحية وتنعكس نتائجها الإيجابيةعلى أرض الواقع، لاسيما وأنه من الممكن أن تخلق عدة مناصب شغل، بحيث سينعكس هذا الأمر إيجابا على الوضع الاجتماعي لمختلف المناطق، لأنه ستتحرك العجلة الاقتصادية لمختلف القطاعات.
وكحصيلة جهوية بقطاع التعاضد، يمكن أن أقول إنه استطعنا اليوم أن نفتح 58 مكتب قرب، بالإضافة إلى 10 مراكز صحية، في انتظار افتتاح 6 مكاتب أخرى خلال الأيام القادمة، وهذا الأمر يعبر عن مدى فعالية إدارة التعاضدية على المستوى الجهوي والمحلي.
* عبد المولى عبد المومني، رئيس المجلس الإداري للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.