لا يخفى على أحد من الناحية الأدبية، أن أرض المغرب كانت وما تزال معينا دافقا للشعر، تعددت وجهة العطاء الشعري وتنوعت مجالاته.. مما أتاح للشعراء المغاربة أن يصوغوا شعرا جميلا في لوحات من الفن الأنيق المبدع، ينسكب حياة وتجديدا وتواصلا مع الناس، ويمنحهم قدرة فذة على اجتذاب أرواحهم ونفوسهم، مؤثرا فيهم بشعاع المحبة والخير والتصافي. الشيخ الفقيه البوعلالي: عاش الشيخ البوعلالي في نفس الفترة التي عاش فيها الحاج محمد بن علي الدمناتي والحاج الميلودي.. وتلقى هو ايضا الشعر الملحون عن الشيخ الطالب محمد بنسعيد . حفظ القرآن الكريم في صغره، كما كان على بينة من علم الموهوب. ويروى أنه بدأ في الول كمنشد للشعر الملحون، ينشده وهو يوقع على آلة التعريجة. ولكثرة محفوظه وطابعه المرح، كان الناس كثيرا ما يدعونه للحفلات أو المنتزهات . يتحدث عنه من قابلوه، فيؤكدون على أنه كان رحب الصدر، غزير المعلومات في موضوع الشعر الملحون وغيره .. بل يمكن القول بأنه كان سخيا وهو يتحدث عن هذا الشعر الذي يعود ولعه به إلى مرحلة الصبا حين كان يذهب مع أصدقائه عند الشيخ الطالب محمد بنسعيد . توفي رحمه الله سنة 1352 هجرية. يذكر الرواة أن أغلب شعره في الملحون كان في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم. وهذه الخاصية تكاد تعرف عند الكثير من شعراء الملحون بأسفي ، فقد تفردوا بها ، إذ إن جل قصائدهم في الملحون هي في مدح خير البرية. ونورد هذه الأبيات كنموذج حي من شعر الفقيه البوعلالي، وهي في مدح المصطفى صلى الله عليه وسلم. بسم الله سبق أفكتبي وايم المولى أحجاب للقلب المتعوب فامديح الزمزم العربي عين الرحمة الهاشمي راجت القلوب سكن حب اصميم لبي مدح كنز وادخير والمرغوب صليوا أعلى احبيب ربي محمد شافع أمت نعم المحبوب ….. صليوا أعلى أشفيع فينا يوم يعظم الحساب ويكون الميزان ياتي عين الوجود لنا واندوز في احماه من صفد النيران لحليم الهاشمي انبينا لا بد أيسال فامت بافلان أفلان يشفع فينا أسراج هدبي عند الحي لكريم عالم كل أغيوب الهادي ما يشبه نبي فالحلم أمع الحيا امفارج كل اكروب ..