أكد والي بنك المغرب عبد اللطيف الجواهري أن صندوق الإيداع والتدبير يشكل «دعامة» للتنمية السيوسيو-اقتصادية بالمغرب. وقال الجواهري بصفته رئيسا للجنة رقابة صندوق الإيداع والتدبير في افتتاح أشغال المنتدى الأول لصناديق الإيداع، يوم الجمعة الماضي، بمراكش الذي يجمع أعضاء هيئات حكامة صناديق الإيداع بنحو 15 بلدا بأوربا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، «أشيد بالدور الفعال الذي تضطلع به هذه المؤسسة كدعامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية على الصعيد الوطني وكفاعل رئيسي في تجميع الادخارات». وسجل والي بنك المغرب أن الادخار الوطني سجل ارتفاعا مضطردا وأن المغرب حقق معدل ادخار مرتفع نسبيا خلال الفترة ما بين 2000 و2010 مقارنة مع بلدان أخرى، مثيرا الانتباه إلى أن الادخار المؤسساتي ظل هو أيضا ديناميا بدوره ويشغل مكانة هامة ضمن المشهد المالي الوطني. وبعد أن أشار إلى أن القطاع البنكي الوطني راكم تطورات ملحوظة في مجال تمويل المقاولات الصغرى والمتوسطة، أكد الجواهري أن بنك المغرب يولي اهتماما خاصا لتعزيز مسلسل استبناك الاقتصاد الوطني الذي يعد «ضرورة لا محيد عنها من أجل استخدام أفضل للادخار». من جهته، أبرز المدير العام لصندوق الإيداع والتدبير أنس العلمي أن موضوع هذا المنتدى يطرح تساؤلا حول الطبيعة والنموذج الاقتصادي لصناديق التدبير ومكانتها في المشهد المالي الاقتصادي وتساؤلا آخر حول القيمة المضافة التي تخلقها هذه المؤسسات من أجل النمو والاحتياجات الاجتماعية على المدى الطويل. وأشار العلمي الذي يرى أن صندوق الإيداع والتدبير يتدخل وفق منطق مواكب للسياسات العمومية من خلال الاستثمار في المشاريع المهيكلة. وأكد في هذا الصدد أن صندوق الإيداع والتدبير ساهم بشكل قوي، منذ إحداثه،في بناء مدينة زناتة وتهيئة القطب الحضري بأنفا وتجديد المركز الحضري بوجدة حاليا، مما يعكس حضور هذه المؤسسة في مجال التنمية الترابية على المدى الطويل. وبعد أن أبرز ضرورة حفاظ صناديق الإيداع والتدبير والنهوض بنماذجها الاقتصادية، اعتبر العلمي، في هذا الصدد، أن ضمان استمرارية هذا النموذج يدعو هذه المؤسسات إلى تحليل وقياس أداءاتها بشكل متواصل حتى تكون قادرة على إعادة ملاءمة استراتيجياتها وخدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية على المدى الطويل. ويعد هذا المنتدى المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، فرصة لأعضاء هيئات الحكامة من مختلف صناديق الإيداع لإثارة النقاش حول مواضيع ملموسة مرتبطة بتدخلات مؤسساتهم. وشكل هذا اللقاء مناسبة للمشاركين من أجل تدارس، في إطار جلستين، مواضيع ذات الصلة ب»دور صناديق الإيداع في النهوض وتجميع وتعبئة الادخار» و»دور صناديق الإيداع في تحويل الادخار».