قال الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الاقتصادية والعامة السيد نزار بركة اليوم الجمعة ، إن صناديق الإيداع كانت على الدوام "فاعلا مرجعيا" في خدمة الصالح العام والتنمية الاقتصادية. وأبرز الوزير، في كلمة له بمراكش في افتتاح المنتدى الأول لصناديق الإيداع المنعقد تحت شعار "دور صناديق الإيداع: أي ادخار من أجل الاستثمار طويل المدى"، أن هذه المؤسسات، بالنظر الى استقرار مواردها وتجذرها في الاقتصادات، تمكنت كلما تطلب الأمر ذلك، من إعادة تحديد مهامها للاستجابة بكل مسؤولية للأولويات الأسمى. وأضاف ان احتضان المغرب لهذا الملتقى الكبير "يعد ذا رمزية قوية بالنسبة لنا" و"اختيارا نقدره ايما تقدير"، مشيرا إلى أن هذا الحدث الكبير ، المنظم تحت الرئاسة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، يعد اعترافا بالانجازات التي حققتها المملكة وإبرازا للرغبة في جعل المغرب فضاء للتبادل المنفتح على التجمعات الاقتصادية الكبرى في العالم. وبعد أن أشار الى التحديات التنموية العديدة للمغرب الذي يشهد إصلاحات بقيادة صاحب الجلالة، أكد السيد بركة على الدور الوازن لصندوق الإيداع والتدبير الذي يقدم دعمه المالي وخبرته في الميدان خدمة للصالح العام ودعما للسياسات العمومية المعتمدة في المملكة. وأوضح أن صندوق الإيداع والتدبير يعد في الآن ذاته شريكا متميزا في العمل وفاعلا مرجعيا الذي يستجيب، من خلال توظيف مفيد ووجيه للادخار الوطني، بكل فاعلية لإشكاليات التنمية السوسيو-اقتصادية التي يشهدها المغرب. وذكر في هذا الإطار أن المغرب عرف خلال العشر سنوات الأخيرة الشروع في إصلاحات هيكلية سمحت بإعطاء دفعة لدينامية قوية للتحول في اتجاه اقتصاد أكثر تنافسية وأكثر جاذبية، ومنفتح بالكامل . وتتوخى دينامية الإصلاحات هاته، حسب الوزير، تأكيد نموذج تنموي يقوم على أربعة محاور تتمثل في تقوية نمو داخلي قوي، وتعزيز المغرب كمجال إقليمي للاستثمار والتصدير، وتنمية آليات التضامن على المستوى الاجتماعي والمجالي والنوعي عبر التنمية المستدامة، وتعزيز قدرات الفاعلين. كما أشار السيد بركة إلى أن الحكومة ستواصل تسريع وتيرة الانتقال الديمقراطي، وإطلاق المزيد من المشاريع المهيكلة، وتنفيذ الإصلاحات الهيكلية بشكل أسرع وضمان بلورة مختلف الاستراتيجيات القطاعية بكل فعالية، سواء تعلق الأمر بالفلاحة، أو الصناعة، أو الطاقة، أو السياحة، أو الماء، أو البيئة. ويتيح هذا المنتدى، الذي يلتئم فيه ممثلو صناديق الإيداع من 15 بلدا من أوروبا، وإفريقيا، وأمريكا اللاتينية، الفرصة لأعضاء هيئة حكامة مختلف صناديق الإيداع ، الشروع في التفكير حول مواضيع ملموسة ترتبط بمهن مؤسساتهم. كما يعتبر الملتقى، الذي ينظمه صندوق الإيداع والتدبير ليوم واحد، فرصة للمشاركين لمناقشة، في إطار ندوتين، "دور صناديق الإيداع في إنعاش وجمع وتعبئة الادخار" و"دور صناديق الإيداع في تحويل الادخار".