أعلنت شركة "سنطرال دانون" عن عرضين جديدين بمناسبة شهر رمضان. ورافق هذين العرضين رغبة الشركة في الصلح والمصالحة مع المغاربة بعد حملة المقاطعة التي ما زالت تتواصل، وتشمل منتجات سنطرال دانون، والمياه المعدنية "سيدي علي" وشركة افريقيا للمحروقات. ويهم العرض الذي أطلقته سنطرال دانون، تخفيض سعر اللتر الواحد من الحليب المبستر إلى 6 دراهم عوض 7 دراهم، غير أن هذا السعر يرتبط بالمخزون المتوفر. وقالت الشركة إنها تشتري الحليب من المربين بسعر معدله 3.60 درهم للتر، ويخضع لاختبارات الجودة قبل البسترة والتعبئة، مشيرة إلى أن هامش ربحها لا يتجاوز 20 سنتيما للتر الواحد من الحليب، وأن سعر الحليب لم يسجل أي زيادة منذ يوليوز 2013. وأضافت الشركة، في بلاغ لها، أن رسالة المغاربة بخصوص الضغط على القدرة الشرائية قد وصلت، وأن العروض التي أطلقتها تعد جزءا من حملة تبعث رسائل صلح إلى المستهلك، والعودة إلى العلامة التجارية سنطرال التي شكلت منذ حوالي 70 عاما جزءا من معيشة اليومي. وكانت سنطرال دانون قد أطلقت، الاثنين الماضي، عرضا خاصا بنسبة 20 في المائة على اليوغورت والمحليات، حيث يتم يمنح كأس مجان عند شراء أربعة ياغورتات. وتشتغل سنطرال دانون يوميا من خلال سلسلة تزويد مغربية 100 في المائة، بمجموعة منظمة وتتسلم الحليب مباشرة من 120000 مربي للأبقار من كل الجهات المنتجة للحليب بالمغرب. وتأتي رغبة سنطرال دانون في "طي هذه الصفحة وفتح صفحة جديد" بعد أكثر من ثلاثة أسابيع على انطلاقة حملة مقاطعة منتوجات ثلاثة واسعة الاستهلاك، وبعد جملة من الأخطاء القاتلة التي ارتكبتها أكثر من جهة، انطلاقا من الشركة ذاتها التي اتهم أحد مديريها مقاطعة المنتجات الوطنية بكونها " خيانة للوطن"، الأمر الذي زاد من غضب المقاطعين ووسع من انتشارها، وخرجت الشركة حينها لتعلن تبرؤها من المدير الذي أطلق هذه الاتهامات. وتوالت الاتهامات من طرف مسؤولين حكوميين، وبلغت حد التفكير في إعادة النظر في القوانين لزجر ومتابعة ما أسماه الناطق الرسمي بالحكومة مصطفى الخلفي " مروجي الأخبار الزائفة"، الأمر الذي زاد من غضب المقاطعين ودفع إلى التحاق فئات واسعة بحلمة المقاطعة. وبعد أن تزايد غضب المغاربة، خرجت الحكومة على لسان رئيسها سعد الدين العثماني الذي عبر عن آسفه عن بعض التجاوزات والتعابير اللفظية غير اللائقة، ودعا إلى التسامح وفتح صفحة جديدة. غير أن ذلك كله لم يقنع المغاربة المقاطعين للمنتجات الثلاثة، والذين دعوا إلى مواصلة المقاطعة إلى حين تخفيض الأسعار، الهدف المسطر منذ بداية المقاطعة. وفي ظل هذا، خرجت شركة سنطرال دانون، بخطاب التسامح والتصالح، على غرار الخطاب الذي لجأت إليه الحكومة بعد جملة من الأخطاء في تقدير نتائج حملة المقاطعة وأساليب معالجتها. وتوالت الردود الرافضة لمبادرة سنطرال دانون على مواقع التواصل الاجتماعي، بالرغم من أن الشركة، دعت إلى طي صفحة الماضي وخفضت السعر جزئيا في حدود المخزون المتوفر. وفيما استحسن جزء من المغاربة طريق الشركة في التصالح، ذهبت تعاليق كثيرة لنشطاء مواقع التواصل الاجتماعي إلى ضرورة تخفيض سعر الحليب بشكل قار وليس ربطه بفترة أو مخزون معين.