أكد وزير الصحة أنس الدكالي يوم الجمعة الماضي بالرباط، ان الوزارة تعمل على تعزيز تكوين القابلات ومواكبتهن وتحسين قدراتهن. وأضاف الدكالي في كلمة بمناسبة تخليد اليوم العالمي للقابلات، أن إعداد برنامج للتكوين، يقوم على القيم الإنسانية التي تحترم الشخص واحتياجاته وثقافته، يساهم بشكل فعال ومستدام في تحسين صحة ورفاه السكان من حيث الصحة الإنجابية، مذكرا بأن وزارة الصحة تقوم بتكوين ما بين 500 إلى 600 قابلة كل سنة. وأبرز بالمناسبة الدور الذي تقوم به القابلات في الرعاية الصحية بفضل ما يقدمنه من دعم ورعاية وإرشاد أثناء الحمل والولادة وفترة ما بعد الولادة، وأيضا داخل الأسرة من خلال إعداد الأبوين لدورهما الجديد. وأكد الدكالي أن القابلات يساهمن بعملهن في تحقيق اهداف التنمية المستدامة من خلال الحد من وفيات الأمهات والرضع. وأشار في هذا الصدد أن حالات وفيات الأمهات عند الولادة قد عرفت انخفاضا مهما بنسبة 35 بالمائة، خلال سنوات 2010 إلى 2016. كما عرفت كذلك نسبة وفيات الأطفال والرضع انخفاضا خلال نفس الفترة، وكل ذلك بفضل جهود القابلات اللواتي يساهمن أيضا في تحسين المؤشرات الصحية بصفة عامة لدى النساء. وقال إن "هذا الاحتفال يشكل فرصة للوقوف على التقدم الذي أحرزه المغرب في مجال تنظيم ممارسة مهنة القابلة والتطور الذي أثمرته البرامج المختلفة، وخاصة مكافحة وفيات الأمهات والأطفال، وتلك المتعلقة بالصحة الإنجابية". وأشار الوزير أن ممارسة مهنة القابلات أصبح مؤطرا بقانون خاص هو القانون 44-13 المتعلق بالأنشطة المهنية، والذي يحدد شروط وقواعد وأماكن ممارسة هذه المهنة. من جانبها ركزت رئيسة الجمعية المغربية للقابلات حنان مصباح على أهداف هذا اليوم ومنها الاحتفال بإنجازات القابلات والتقدم الذي تم إحرازه لتحسين رعاية الأمهات والأطفال حديثي الولادة وتوفير خدمات القبالة، وتسليط الضوء على دور القابلات في تعزيز الصحة الجنسية والإنجابية وتوعية القابلات بتحديات وفرص المهنة. وفي هذا السياق ، أبرزت أهمية تطوير مهنة القابلات من خلال مراجعة تكوينهن الأساسي ، وتعزيز مهاراتهن، وايضا من خلال الأسس القانونية التي يمكن أن تنظم المهنة "بطريقة مناسبة". من جهته اعتبر ممثل صندوق الأممالمتحدة للسكان بالمغرب، عبد الله يعقوب، أن تخليد هذا اليوم يعد لحظة تقدير للوظائف المتعددة التي تقوم بها القابلة باعتبارها "منقذة حياة الأم والطفل "،داعيا الجهات المسؤولة إلى العمل مع جمعيات القابلات من أجل تحسين التكوين والتقنين وتحديد النظام المؤطر لمهنة القابلات في المغرب. وقد شكل تخليد اليوم العالمي للقابلات فرصة لمناقشة القانون الجديد 44-13، المتعلق بالأنشطة المهنية، وبدء التفكير في نصوص تطبيق هذا القانون وإحداث هيئة للقابلات في المغرب. كما شكل هذا اليوم مناسبة لتكريم عدد من القابلات اعترافا بما أسدينه من خدمات في مجال الرعاية الصحية. *** منظمة الصحة العالمية: القابلات «بطلات مجهولات» يصنعن الفرق بين الحياة والموت تقوم القابلات بدور أساسي في توفير رعاية صحية ذات جودة عالية للنساء أثناء الولادة في جميع الظروف على مستوى العالم. واعترافا بدورهن الحيوي في هذا الصدد، يحيي العالم اليوم الدولي للقابلات في خامس ماي من كل عام، بهدف تسليط الضوء على عملهن المنقذ للحياة، إذ تعتمد صحة وحياة ملايين النساء والأطفال حديثي الولادة على الرعاية المقدمة من القابلات أثناء الولادة وما بعدها. وجاء موضوع الاحتفال لهذا العام، وهو «القابلات يقدن الطريق برعاية جيدة» ليشدد على حق جميع النساء والمواليد الجدد في الحصول على رعاية نوعية تجعل من الولادة تجربة إيجابية، تشمل الاحترام والكرامة والرفقة المختارة والتواصل الواضح مع مقدمي الرعاية واستراتيجيات تخفيف الألم وغير ذلك. وفي رسالة بالمناسبة، أكدت منظمة الصحة العالمية أن «القابلات الماهرات هن الفرق بين الحياة والموت لمئات الآلاف من النساء والرضع كل عام». واضافت الرسالة «وينبغي ألا ننسى أن القابلات بطلات مجهولات في تلبية الاحتياجات الصحية للمجتمعات المحلية المتضررة من حالات الطوارئ في إقليمنا وهن خط الاتصال الأول بالنساء وأسرهن». وجددت المنظمة كذلك التزامها بدعم أدوار القابلات في «قيادة الطريق لضمان أن تخوض المرأة ووليدها رحلة الحمل والولادة بأمان، وأن يحصلوا أيضاعلى رعاية أمومة تتسم بالاحترام وتتوفر لها موارد جيدة، الأمر الذي يضمن أن تتمتع الأم ووليدها بالصحة والعافية طوال العمر.» فبالإضافة إلى تقديم المعلومات والاستشارات الأساسية حول تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية للنساء والفتيات، تنقذ القابلات المدربات الأرواح، حيث يمكن أن يسهمن في تجنب نحو مئتي ألف حالة وفاة للأمهات وثلاثة ملايين لحديثي الولادة كل عام. وأكدت رئيسة قسم التمريض في منظمة الصحة العالمية إليزابيث إيرو، أنه عند إطلاق أجندة التنمية المستدامة لعام 2030، أصدرت منظمة الصحة العالمية استراتيجية عالمية للنساء والمراهقات لتمكينهن من تحويل مجتمعاتهن بما يضع القابلات في صميم الأمومة. ووفقا لصندوق الأممالمتحدة للسكان، يمكن للقابلات اللاتي حصلن على التدريب الجيد المساعدة في الحد من وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة بنسبة 66%. بل وأكثر من ذلك، فالتقديرات تشير إلى أن النساء اللواتي يتلقين رعاية مستمرة من للقابلات يشهدن انخفاضا بنسبة 24% في الولادات المبكرة ويصبحن أقل عرضة لفقدان أطفالهن بنسبة 16%. ومع ذلك، لا تتمكن العديد من القابلات من توفير رعاية ذات جودة بسبب نقص خدمات المياه والصرف الصحي الأساسية. إذ تفتقر 38% من المرافق الصحية من الوصول حتى إلى مستويات بدائية من الماء، و19% إلى الصرف الصحي، و35% لا يوجد بها الماء والصابون لغسل اليدين، بحسب بيانات منظمة الصحة العالمية. ويعتبر نقص المياه والصرف الصحي سببا رئيسيا للإنتان أو تعفن الدم، الذي يصيب 3 ملايين من الأطفال حديثي الولادة، ويمكن أن يقتل منهم نحو نصف مليون طفل، ويسبب أيضا عشر الوفيات للأمهات. ولذا دعت منظمة الصحة العالمية، بهذه المناسبة، إلى الحفاظ على الحياة من خلال تنظيف اليدين للسيطرة على الإنتان ومكافحته. كما يعمل صندوق الأممالمتحدة للسكان على المستوى العالمي والإقليمي والوطني من أجل توسيع نطاق خدمات القبالة ودعم جهود تدريبهن وتوفير الإمدادات والمواد لمؤسسات القبالة، لمجابهة النقص الكبير في القابلات حول العالم.