لم تمنحنا المباراة الإعدادية التي أجراها المنتخب المغربي لكرة القدم أي رسائل اطمئنان بخصوص إمكانية مشاركة فعالة بمونديال روسيا التي سينطلق شهر يونيو القادم. ورغم تحقيق نتيجة الانتصار بهدفين لواحد من توقيع كل من حكيم زياش من ضربة جزاء وخالد بوطيب، فإن الأداء على مستوى بعض الخطوط خلف انطباعا مقلقا، خاصة على مستوى حراسة المرمى وخط الدفاع. فالحارس منير المحمدي الفاقد لإيقاع المنافسة الرسمية بسبب بقائه طويلا بكرسي الاحتياط، لم يستطع الحفاظ على نفس الفعالية المعروفة عنه منذ التحاقه بالفريق الوطني، وكانت خرجاته هذه المرة غير مضبوطة، بل أخطا في أكثر من مرة في محاولاته لقطع الكرات العالية. على مستوى خط الدفاع، وبالإصرار على إحضار مروان داكوستا ضيع على المنتخب فرصة اختبار عناصر جديدة، بنفس المركز، فعدم جاهزية سايس بسبب حالة مرض طارئة، حتم على الناخب الوطني هيرفي رونار الاعتماد على مدافعه المفضل، ولاحظ الجميع الظهور الباهت لداكوستا إلى جانب المهدي بنعطية، وهو العاجز عن ضمان مكان رسمي ضمن تشكيلة فريقه اليوناني. نفس الشيء بالنسبة لحمزة منديل، المدافع الأيسر صاحب المكان المحفوظ داخل تشكيلة المنتخب كلما سنحت الفرصة بذلك، وهو الفاقد للرسمية منذ عدة شهور، وكأن البطولة الوطنية لا يوجد بها مدافع أيسر قادر على ملء هذا الفراغ. والغريب خلال مباراة صربيا، هو التوقيت الذي فضل فيه رونار إجراء التغييرات، فأول تغيير قام به كان في منتصف الشوط الثاني، بينما جاءت باقي التغييرات في الوقت الإضافي وهي حالة غير مفهومة تماما، وكأن المدرب يسعى لتضييع الوقت، ويهمه الحفاظ على النتيجة أكثر من إعطاء فرصة لباقي اللاعبين في مباراة إعدادية من المفروض أن تشكل امتحانا لجاهزية باقي اللاعبين عوض الاحتفاظ بهم بكرسي الاحتياط لتأثيث الفضاء وملء اللائحة. كل هذه الأخطاء المرتكبة على مستوى التغييرات ننتظر أن يتم تجاوزها يومه الثلاثاء بمركب محمد الخامس أمام منتخب أوزباكستان خلال المباراة الودية الثانية ضمن البرنامج الإعدادي قبل الالتحاق بالديار الروسية، كما ننتظر أن تقدم هذه المباراة إجابة حقيقية على الكثير من التساؤلات المطروحة على مستوى الشارع الرياضي الحالم بحضور لافت خلال المونديال، أمام مدراس قوية عريقة ومتمرسة ومستعدة للمنافسة على اللقب العالمي.