ضرورة الفوز على بنما بحصة عريضة للاستمرار على رأس المجموعة الثالثة .. يخوض اليوم الفريق الوطني لكرة القدم لأقل من 17 سنة، بملعب الشارقة، ثالث مباراة له برسم الدور الأول من مونديال الفتيان بالإمارات، إذ يواجه نظيره البنمي، ابتداء من الساعة الثامنة ليلا بالتوقيت المحلي الخامسة بالتوقيت المغربي. ويحتل الفريق الوطني الصف الأول بهذه المجموعة، بفارق عن الأهداف عن أوزباكستان بأربع نقط، ويطمح بقوة للحفاظ على هذه الرتبة التي تجنبه مواجهة أحد المنتخبات المرشحة للفوز باللقب كالبرازيل، نيجيريا وغيرهما. المدرب عبد الله الادريسي قال في تصريح خاص ب «بيان اليوم»، إنه يرغب في احتلال الصف الأول، يسمح للفريق الوطني مواجهة أحد المنتخبات المحتلة للصف الثالث في باقي المجموعات، ويعني هذا بالنسبة إليه ملاقاة فريق متعب، ومنهك القوى، عاني كثيرا قبل أن يصل إلى الدور الثاني، كما سبق له أن واجه إحدى المنتخبات القوية. تصور الإدريسي أو رغبته، لا يمكن أن تتحقق إلا بالفوز على بنما، وبحصة تعفيه من انتظار نتيجة اللقاء القوى الذي سيجمع في نفس التوقيت بملعب الفجيرة بين كرواتيا وأوزباكستان، هذا ما يتمناه المدرب، إلا أنه لابد من الوقوف على طريقة اللعب التي ظهر بها الفريق أمام أوزباكستان، والتي اعتبرت محكا حقيقيا، عرى على مجموعة من العيوب التي تشكو منها المجموعة المغربية. ضد كرواتيا كان التألق باهرا، لكن في ثاني لقاء، وجد الفتيان صعوبة كبيرة في فرض نفس الإيقاع، صحيح أن أبرز الفرص كانت لصالحهم، وكانوا الأقرب للوصول إلى المرمى في أكثر من مناسبة، لكن في غياب الإقناع، والأداء الجماعي الذي يلغي التركيز على اللعب الفردي، هذا الأخير كان السمة الطاغية، دون تدخل حاسم للمدرب الذي من المفروض أن ينتبه إلى الإصرار الغريب لبعض العناصر على استعراض مهاراتهم دون طائل. المؤكد أن الإدريسي لن يعتمد كليا على المجموعة التي خاضت اللقاءين السابقين، وسيدخل تغييرات على التشكيلة الرسمية، خاصة وأن أغلب المتتبعين لم يفهموا مثلا بقاء يونس بنو مرزوق بكرسي الاحتياط، رغم المستوى الجيد الذي ظهر به، ورغم كونه هداف اللقاء الإعدادي ضد كندا الذي أجراه المنتخب بمدينة أبو ظبي، بتسجيله لثلاثة أهداف من أربعة فازت بها العناصر الوطنية، ولم يفهموا كذلك استمرار الاعتماد على لاعب متهالك بدنيا وهو وليد الصبار، ومدافع أيمن ضعيف كيونس بودادي، رغم وجود عناصر أخرى أكثر جاهزية تلازم كرسي الاحتياط منذ بداية الدورة. أمام هذه الملاحظات، فمن المفروض أن يظهر الفريق الوطني بوجه مغاير تماما لما ظهر عليه خلال اللقاء الثاني، حتى يضمن حفاظه على مقدمة المجموعة، وحتى يستمر اسم كبير في عيون المتتبعين للدورة، مع العلم أن منتخب بنما لن يستسلم بسهولة، ويطمح حسب مدربه إلى تحقيق الفوز على أمل المرور للدور الثاني كأحسن محتل للصف الثالث، وهذا حلم صعب التحقيق في هذه المجموعة بوجود منتخبات المغرب، كرواتيا و أوزباكستان. ومن المنتظر أن يحظى الفريق الوطني مرة أخرى بدعم مهم من طرف الجالية المغربية المقيمة بمختلف المدن الإماراتية، خاصة وأن خوض اللقاء الثالث بمدينة الشارقة، يسهل كثيرا عملية الانتقال من المدن المجاورة، كدبي أو أبو ظبي التي لا تبعد إلا ب 160 كلم فقط، عكس الفجيرة التي تقع بالقرب من الحدود مع سلطة عمان، ورغم ذلك كان الحضور لافتا للجمهور المغربي الذي يضم بين صفوفه أفراد من عائلات مجموعة من اللاعبين قدموا من دول أوروبية كبلجيكا وألمانيا وهولندا. الفوز على بنما بحصة مهمة أمر مطلوب، للاستمرار على رأس المجموعة الثالثة، وهذا ممكن شريطة تجاوز الأخطاء سواء من طرف الطاقم التقني آو اللاعبين، وأيضا فهم الطاقم الطبي مهمته الحيوية التي تتجلى قي ضمان استعادة التشكيلة الرسمية للياقتها البدنية، ومعرفة كيفية تجاوز مضاعفات ارتفاع الحرارة ودرجة الرطوبة العالية.