اعتبر الدولي المغربي ومايسترو نادي الجزيرة الإماراتي مبارك بوصوفة، أن المجموعة (الثانية) التي وقع فيها المنتخب الوطني بنهائيات كأس العالم لكرة القدم 2018 بروسيا رفقة منتخبات البرتغال وإسبانيا وإيران، صعبة، لكنه أكد أن المجموعة ستدافع عن حظوظها في التأهل إلى الدور الثاني. وأبرز بوصوفة في حوار أجراه معه موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا. كوم)، أن المباراة الأولى ل «أسود الأطلس» أمام المنتخب الإيراني لن تكون سهلة، إلا أنها قد تمنحهم الأفضلية في حال الانتصار وانتهاء المباراة الأخرى بالتعادل، مشيرا إلى أنه يتذكر المشاركة المغربية التاريخية بمونديال 1998 بفرنسا. وقلل بوصوفة من تأثير مواجهته سابقا للاعبين من نادي ريال مدريد الإسباني، في مقدمتهم النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، موضحا أن اللعب مع النادي يختلف عن اللعب مع المنتخب، مشيرا إلى تجربته الخاصة عندما لعب بالدوري الروسي، ومنوها بمجهودات روسيا في تطوير اللعبة والتحضير للمونديال. بداية ما رأيك بقرعة روسيا 2018 وما هي حظوظ المنتخب المغربي في المجموعة الثانية إلى جانب البرتغال وأسبانيا وإيران؟ المجموعة صعبة بدون تأكيد ولكن هذه حقيقة ونعلم بأنها ستكون صعبة ولكن يجب أن نتمسك بحظوظنا لأنه في كرة القدم الكل يملك فرصة. سيكون المنتخب جاهزاً من أجل تحقيق نتيجة جيدة. وهذه الذهنية التي يجب أن ندخل بها البطولة. سنواجه منتخبات كبيرة ونعلم بالطبع ما ينتظرنا وسنرى ما سيحدث. ما هي طموحاتكم في هذه العرس الكروي؟ إذا لم يكن لدينا الطموح من أجل الوصول على الأقل إلى الدور الثاني فيجب أن نبقى في المنزل! لن نخوض كأس العالم من أجل المشاركة فقط أو لكي نقول بأننا لعبنا بشكل جيد وخضنا كأس العالم. أعتقد أن طموحنا هو الوصول إلى الدور التالي. ستكون المباراة الأولى أمام إيران قبل مواجهة البرتغال وإسبانيا. كيف ترى هذه الانطلاقة، وهل تمنحكم الأفضلية؟ لا أعتقد أن المنتخب الإيراني سيكون خصماً سهلاً وهو ما نعلمه بشكل جيد. إنهم فريق قوي وقد أنهوا التصفيات الآسيوية في صدارة مجموعتهم ولم تدخل شباكهم الكثير من الأهداف أيضاً. ندرك أنهم لن يستهينوا بنا فهذه البطولة تجعل الجميع في حالة تركيز كبير فكيف إذا كنت تنافس في مثل هذه المجموعة الصعبة. لذلك يجب أن ندخل كل مباراة بذهنية كبيرة وأن نكون مستعدين جيداً لمواجهة كل المنافسين سواء في المباراة الأولى أو الأخيرة. لكن بالطبع فرصنا في التأهل ستزيد أو تقل بالاعتماد على نتيجة المباراة الأولى. كان أفضل أداء للمغرب في كأس العالم عندما كنت تبلغ عامين فقط. هل تتذكّر أي شيء من المشاركة في نسخة 1986؟ أجل كان هناك الكثير من القصص الرائعة حول المنتخب المغربي في 1986. كان هذا الأمر منذ فترة طويلة وكان المنتخب آنذاك يملك أحد أفضل الأجيال الكروية في تاريخ الكرة المغربية ووصل إلى دور الستة عشر في البطولة وخسر أمام ألمانيا بصعوبة (فاز المنتخب الألماني بهدف نظيف سجّل في الدقيقة 88). لقد كان إنجازاً كبيراً بالنسبة للمغرب. لا أتذكّر الكثير من البطولة ولكني بالتأكيد أعرف اللاعبين كما أنني شاهدت بعض الصور والفيديو من تلك المشاركة. لقد التقيت عدداً من اللاعبين مثل عزيز بودربالة المتواجد حالياً مع المنتخب. في تلك البطولة، فاز المنتخب المغربي على البرتغال بنتيجة 3-1 ؟ هل باستطاعتكم تحقيق نتيجة مماثلة هذا العام؟ لا يمكن القول ذلك لأن منتخب البرتغال هو بطل أوروبا حالياً ويملك أحد أفضل اللاعبين في العالم. المنتخب البرتغالي هو فريق قوي ولا يزال يملك مدرباً ناجحاً وسيكون الأمر مختلفاً عن بطولة المكسيك. على الورق إنهم أقوى من منتخب البرتغال في 1986 ولكن سنرى ما سيحدث وسنكون مستعدون لكل مواجهة مع أي منتخب. ما الذي تتذكّره من مشاركة المغرب الأخيرة في فرنسا 1998؟ أتذكر كثيراً تلك البطولة لأنني كنت في العاشرة من عمري ولا أزال أتذكّر أداء مصطفى حجي وصلاح الدين بصير. لكنّ المنتخب لم ينجح في التأهل إلى الدور التالي في تلك البطولة بفضل نتائج المنتخبات الأخرى على الرغم من أنهم قدّموا أداء جيداً. حجي حالياً هو أحد المساعدين لمدرب المنتخب وهو يشارك خبرته معنا وبالطبع شاهدنا لقطات فيديو عن ذلك المنتخب. كان لديك فرصة لمواجهة قائد البرتغال وأفضل لاعب في العالم كريستيانو رونالدو ولاعبين إسبان في صفوف ريال مدريد. هل هذا الأمر يعطيك فكرة عما يمكن توقّعه عندما تواجه البرتغال وأسبانيا؟ المنتخبات مختلفة عن الأندية لأن اللعب في كأس العالم مختلف عن مواجهة أي نادي في العالم على الرغم من أن ريال مدريد هو أحد الأندية الكبيرة في العالم. لكنّك لا يمكنك الحكم على أداء أي لاعب مع النادي كيف سيكون مع المنتخب الوطني. سيكون الأمر مختلفاً ولكنك يمكنك مشاهدة مستوى اللاعبين مثل كريستيانو رونالدو الذي يُعتبر رياضياً رائعاً. من الرائع رؤية ذلك ولكن مع المنتخب سيكون الأمر مختلفاً وستكون تجربة أُخرى. لعبت سابقاً 6 مواسم في روسيا. كيف كانت تلك التجربة بالنسبة لك؟ لقد عشت في موسكو لمدة 6 سنوات رائعة. لقد قضيت وقتاً مميزاً وموسكو هي مدينة جميلة وإحدى أكبر المدن في أوروبا. لقد قضيت وقتاً مميزاً في الدوري الروسي الذي يُعتبر أحد أقوى الدوريات خصوصاً في ذلك الوقت حيث كان هناك منافسة كبيرة من 8 أندية وكان هناك العديد من اللاعبين الأجانب المميزين. لقد كانت تجربة جيدة بالنسبة لي وتعلّمت الكثير على الصعيد الشخصي وكلاعب أيضاً. ما هي توقعاتك من روسيا في استضافة المونديال؟ لقد استثمرت روسيا كثيراً في كرة القدم بالسنوات الأخيرة وكان هناك الكثير من الجهود من أجل تطوير اللعبة. لقد كنت في ذلك البلد الجميل وكان الناس يعاملونني بشكل جيد. شخصياً أنا سعيد بأن كأس العالم ستُقام في روسيا لأن هذا الأمر سيكون جيداً لكرة القدم الروسية، أتمنى أن تتطور اللعبة بشكل كبير. تحمل لقب "ملك صناعة الأهداف". هل يمكنك أن تحدّثنا أكثر عن هذا اللقب؟ عندما كنت ألعب في بلجيكا تم إطلاق هذا اللقب علي لأنني كنت أصنع الكثير من الأهداف في كل موسم. شخصياً أحب تسجيل الأهداف ولكن أعتقد أن تخصّصي هو صناعة الأهداف. أحياناً أعتقد أن صناعة الأهداف هو أمر يحمل في طياته شيء أجمل من التسجيل. أتمنى أن أستطيع صناعة الأهداف في روسيا وطالما أن هذا الأمر سيُفيد المُنتخب فهو الأمر المهم. بالحديث عن العطاء، لديك مؤسسة خيرية تحمل اسمك. حدثنا أكثر عنها وما هي أهمية مساعدة المجتمع بالنسبة لك؟ لقد بدأنا المؤسسة الخيرية لمساعدة الناس المحتاجين عندما كنت في بلجيكا وقُمنا بعدد من المشاريع الخيرية. كلاعبين لكرة القدم نملك الكثير من النجاحات بفضل العمل الجاد وهناك العديد من الأمور التي تأتي لنا في الحياة ولا يملكها الكثير من الناس لذلك يجب أن نُعطي في المقابل. شخصياً لقد نشأت في بيئة تحث على العطاء كما أن معتقداتي الدينية تحثّني دوماً على حب الناس ومساعدتهم وأتمنى القيام بالكثير من المشاريع الخيرية في المستقبل.