كلما أثرنا موضوع كرة القدم النسوية، كلما تذكرنا الوضعية المتردية والمزرية التي تحياها الأندية دون استثناء، وبقدر ما نتناول هذا الموضوع بالدرس والتحليل إلا ونستحضر الاقصاءات المتكررة خلال السنوات الأخيرة على الواجهة المغاربية والافريقية ليكون تطلعنا محفوفا بالآمال والشوق الى إنقاذ كرة القدم النسوية من التدهور والتراجع بسبب الممارسة المنحطة التي كتمت أنفاسنا فاطبقت عليها إلى درجة الإقبار بعد الهزيمة المرة أمام المنتخب التونسي وبثلاثية بملعب العبدي بالجديدة نهاية الأسبوع الفارط. وعودة كرة القدم النسوية الى الأضواء واقع حتمي تفرضه الظروف المعاشة وتستوجبه الرغبة في إعطاء نفس ودم جديدين لهذه اللعبة حتى نسير في خط تصاعدي على غرار العديد من الدول العربية والافريقية والتي كان مستوانا يفوقها بكثير بل منها من كان لا يعرف الممارسة النسوية لكرة القدم. إن انهزام الفريق الوطني النسوي لكرة القدم أمام تونس لم يأخذ ما يستحقه ولم يثر بالشكل المطلوب من طرف المسؤولين وكأنه شيء ثانوي لا يجب أخذه بعين الاعتبار وكأن هذه الهزيمة الثقيلة لم تزعج صناع القرار وهو وضع اعتبروه عاديا على غرار الضحية والاستهلاك الإعلامي التي يحظى به منتخب الرجاء حين تكون هزيمة كهاته. إن منتخبنا النسوي يلعب بشكل عشوائي ببطولة ضعيفة وفي غياب الدعم المادي الكافي وغياب مختصين كما أن رؤساء الأندية والمسؤولين بالجامعة يضعون كرة القدم النسوية فى آخر القائمة ربما لاقتناعهم الخاطئ بأن المرأة غير قادرة على صعود منصة التتويج في رياضة كرة القدم التي يحتكرها الرجال بنسبة عالية، فهل فرقنا النسوية للاستعراض فقط؟ ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه بشدة، هل المهم بالنسبة إلينا هو خلق فرق نسوية ومنتخب لكرة القدم فقط؟ أم تكوين لاعبات متمرسات قادرات على المشاركة والمنافسة في مختلف التظاهرات الدولية والعودة بنتائج مشرفة؟ لقد حققت المرأة المغربية نتائج باهرة في عدة رياضات خصوصا ألعاب القوى العالمية، نذكر على الخصوص إنجازات نوال المتوكل، نزهة بيدوان وحسناء بنحسي... فالمرأة المغربية لعبت دورا هاما في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لقد ارتقت إلى أعلى الدرجات في السلم الإداري واكتسحت أنواعا رياضية كانت حكرا على الرجل، فلما لا كرة القدم. أمام هذا الحضور الخافت والباهت لكرة القدم النسوية بات من الضروري خلق لجنة تهتم بكرة القدم النسوية وطنيا، تضع الخطط والاستراتيجيات للنهوض بها، ودعم كل المبادرات الرامية إلى تأهيلها وتوسيع رقعة الممارسة وتأطير الأندية والمشاركة بكثافة في الملتقيات والتظاهرات القارية والدولية مما يساعد على التألق وإحراز النتائج الجيدة. لكن يبقى العائق الوحيد أمام أي تطور هو إيجاد الموارد المالية الكافية وتوفير المستلزمات الضرورية والاهتمام بالخلف وبتحقيق هذا لابد أن نسهم في صقل كل المواهب القادرة على كسب الرهان وتمثيلنا تمثيلا مشرفا في جل التظاهرات القارية والدولية، فهل استوعب المسؤولون الدرس من هزيمته المدلة أمام تونس.