الفتح يصنع الاستثناء حقق فريق الفتح الرياضي إنجازا قاريا للكرة المغربية لم يكن متوقعا، بتتويجه بكأس الكونفدرالية الإفريقية، ليشكل نقطة الضوء الوحيدة على الصعيد الوطني سنة 2010 . فقد مكن فريق الفتح، الذي انتزع الكأس القارية من قلب مدينة الصفاقس بتغلبه في النهاية إيابا 3 2 ( 0 - 0 ذهابا) على النادي الصفقاسي الذي كان قريبا من التتويج بالنظر إلى نتيجة الذهاب، الكرة المغربية من نفس جديدة على أمل أن تسجل حضورا أكثر قوة خلال السنة التي سندخلها بعد ساعات وأن لا يشكل امتدادا لفترة الفراغ التي عمرت طويلا. فالمشوار المتميز لفريق الفتح ، الذي قاده باقتدار الإطار الوطني الحسين عموتة ، خاصة بإقصائه حامل اللقب نادي سطاد باماكو مالي، أنسى الجماهير المغربية سلسلة الإخفاقات والانكسارات التي طبعت هذه السنة. باستثناء الإنجاز التاريخي لفريق الفتح الرباطي، فقد خرج فريقا الرجاء البيضاوي والدفاع الحسني الجديدي من منافسات دوري أبطال إفريقيا ، والجيش الملكي من مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية مبكرا، فيما لم يتجاوز فريقا الوداد والجيش الملكي عتبة دور نصف نهاية النسخة الثالثة لكأسي اتحاد شمال إفريقيا للأندية البطلة والفائزة بالكأس . ولم تقف إخفاقات كرة القدم الوطنية عند عتبة الأندية، بل تعدتها لتطال باقي المنتخبات التي شهدت إقصاءات بالجملة ، بدءا بمنتخبات الفئات الصغرى والفريق النسوي ومنتخب اللاعبين المحليين ، الذي فشل ، للمرة الثانية على التوالي، في التأهل لنهائيات البطولة الإفريقية. ألعاب القوى المغربية.. إنجازات صغيرة بطموحات كبيرة لم تسجل ألعاب القوى المغربية إنجازات كبيرة كالمعتاد، وظل العطاء والانجازات قريبة من المتوسط باستثناء العداءين أمين لعلو وجواد غريب . إذ تمكن العداء أمين لعلو من الفوز ببطولة القارات في سباق 1500 متر، التي جرت في سبليت الكرواتية، و تمكن أيضا جواد غريب من الفوز بماراطون فوكوكا اليابانية محققا توقيت ساعتين و8 دقائق و12 ثانية، ليضيفه للمركز الثالث في ماراطون لندن والذي حقق خلاله ساعتين و6 دقائق و55 ثانية. باستثناء هذين الانجازين ، تظل ألعاب القوى الوطنية تطل على الالقاب العالمية بشكل محتشم جدا في انتظار عام جديد تبدو فيه الطموحات والنوايا أكبر بكثير من معطيات الواقع العنيد. الدراجة المغربية تعود إلى الصدارة إفريقيا تمكنت الدراجة المغربية من العودة إلى الواجهة، خاصة على المستوى الافريقي والعربي ، وذلك بعد سيطرة الدراجين المغاربة على الترتيب الخاص بإفريقيا في «البروتور» حيث تصدر عبد العاطي سعدون الترتيب الفردي وحل مواطنه عادل جلول ثالثا، بينما حل المنتخب المغربي في صدارة الدول الأفريقية، وهو ما مكنه من الحضور في بطولة العالم بأستراليا. سارة البكري .... السباحة الذهبية تعتبر السباحة سارة البكري من الوجوه الصاعدة بقوة الى منصة التتويج، فبعد ان سجلت حضورها في أولمباد الصينية ظلت سارة (23 سنة) تسير بخطوات هادئة وثابتة نحو الاعالي ، وشكلت خلال البطولة الافريقية التي احتضنتها مدينة الدالرالبيضاء أهم مورد للميداليات بالنسبة للمغرب ومنحته مركزا مشرفا في خريطة الترتيب الافريقي . و كانت هذه النتائج بمثابة نقطة ضوء منحتها مكانا متميزا في المشهد الرياضي الوطني مما جعلها مرشحة فوق العادة للظفر بلقب أحسن رياضية لكونها أهدت المغرب ست ميداليات في البطولة الإفريقية بالدار البيضاء، ذهبيتان في 50م و100م سباحة على الصدر، وثلاث فضيات في مسابقات 200م سباحة على الصدر و100م أربع سباحات (تناوب) و5 كلم سباحة حرة وبرونزية في سباق 100م سباحة حرة ، وتحطيمها لرقمين قياسيين وطنيين (100م سباحة حرة و200م أربع سباحات) إلى جانب اختيارها أحسن سباحة في الدورة. كما أحرزت البكري، وهي طالبة في الهندسة بالمعهد الوطني للعلوم التطبيقية بمدينة ليون الفرنسية، ثلاث ذهبيات في الألعاب العربية الجامعية الأولى بالقاهرة في مسابقات 50م سباحة على الصدر و100 سباحة على الصدر و100م سباحة حرة. فاطمة الزهراء الاولى افريقيا شكلت إنجازات فاطمة الزهراء العلامي نقطة ضوء لافتة، استحقت معها لقب عميدة التنس المغربي بعد الانجازات الكبيرة التي حققتها على المستوى الافريقي ، باحتفاظها باللقب القاري، وأيضا إحرازها ذهبية الألعاب العربية الجامعية الأولى بالقاهرة، دون نسيان حضورها اللافت في الدوريات، سواء هنا بالمغرب أو في العديد من البلدان الاوربية وأمريكا اللاتينية (دوري الجزائر الدولي الذي توجت فاطمة الزهراء العلامي بطلة له والدوري الدولي لسان سالفادور للشبان 2010 فردي الذي توجت خلاله زينب الهواري بطلة في الفردي) ، إلى جانب لينا بناني التي فازت إلى جانبها، باللقب الافريقي في الزوجي. ويبقى من أبرز الإنجازات التي حققها التنس المغربي هذه السنة هو صعود المنتخب المغربي للذكور إلى المجموعة الثانية لمسابقة كأس ديفيس عن المنطقة الأورور إفريقية والتحاق منتخب الإناث بالمجموعة الثانية لكأس الاتحاد. المنتخب الوطني يجدد الطموحات بعد سنة طوقها الغياب تراهن الكرة المغربية على تجديد طموحاتها في بداية السنة التي نطرق أبوابها في الساعات القليلة المقبلة ، بعد أن دشنت كرة القدم الوطنية سنة 2010 ، بغياب عن أكبر التظاهرتين في العام الحالي، وهما كأس إفريقيا للأمم وكأس العالم . لكن تحقيق هذه الرهانات الصعبة، يتطلب الكثير من العمل والمثابرة على أكثر من صعيد وجهة، خاصة وأن الطريق الوحيد الذي سنمر به نحو الحضور القاري والدولي ، هو الطريق الافريقي الذي قطع أشواطا مهمة ووصل إلى مستويات كبيرة أبهرت كل المتتبعين . ولانعتقد أن المدرب الجديد غيريتس الذي انتظرنا مجيئه لشهور عديدة ، سيحل عقدة التواضع لوحده ، بل إن العمل القاعدي وتقوية الاندية عبر الاسراع في تنفيذ خطة الاصلاح والاحتراف ، هو الكفيل بإعادة الكرة الوطنية إلى عهد توهجها وحضورها القوي على الساحة الافريقية أولا والدولية ثانيا ، علما بأننا نتوفر على ترسانة بشرية كفيلة بتحقيق الغايات ، على الأقل، على المستوى المنظور. عبداله بليندة.. أكبر الراحلين عرفت السنة التي نودعها، غياب أحد الاسماء الكبيرة على الساحة الرياضية الوطنية ، اسم رسم لنفسه مكانا مرموقا ، سواء كلاعب دولي في كرة اليد أو كأحد العناصر الأساسية ضمن المنتخب الوطني لكرة القدم الى جانب أسماء كبيرة كبيتشو، بوجمعة، فرس، اعسيلة، مغفور، بابا والحارس الشاوي، وتحت قيادة اسم كبير أيضاً اسمه عبد الرحمان بلمحجوب، ودون نسيان قيادته للمنتخب الوطني في المونديال الامريكي سنة 1994.كما أهدى لفريقه الفتح كأسين للعرش، ومكانة متميزة في خريطة الكرة. عبد اله بليندة شكل غيابه ، ضربة قوية للرياضيين المغاربة ، بالنظر إلى تراكم تجربته وعمق تكوينه و درايته الواسعة بعوالم التدبير الرياضي ، خاصة وأنه رافق الرياضة الوطنية منذ فجر الاستقلال إلى حين رحيله. ظل عبداله بليندة حاضرا بقوة سواء في النقاشات التي تهم مسار الرياضة الوطنية أو كمشرف على العديد من الاندية الوطنية الكبيرة ، وساهم بشكل كبر في الارتقاء بالممارسة الرياضية إلى أعلى المستويات. سيظل عبدالله بليندة من أكبر الاسماء ومن أكبر الراحلين عن عالمنا في هذه السنة التي نودعها. رحمه الله وأسكنه فسيح الجنان إلى جانب الصديقين والشهداء. إسبانيا بطلة للعالم في إنجاز غير مسبوق شهدت كأس العالم التي احتضنت فعالياتها جنوب افريقيا ، فوز المنتخب الإسباني باللقب للمرة الأولى، وشهدت أيضا سقوط المنتخب الهولندي للمرة الثالثة في نهائي المونديال بعد عامي 1974 و1978 . كما كانت النتائج الهزيلة والسقوط المدوي للمنتخب الإيطالي من بين الأمور المثيرة للجدل والتي ألقت بظلالها السلبية على مستوى هذه الكأس التي احتضنتها القارة الافريقية لأول مرة في تاريخها . وينطبق ذلك أيضا على المنتخب الفرنسي بعد الأزمة التي تفجرت بين مديره الفني ريمون دومينيك ولاعبي الفريق الذين أعلنوا التمرد والعصيان على المدرب ورفضوا المشاركة في التدريبات ثم خرجوا بعدها صفر اليدين من الدور الأول للبطولة. وعلى الرغم من النجاح الكبير الذي حققه المنتخب الغاني في البطولة ببلوغ دور الثمانية ليصبح ثالث منتخب من القارة السمراء يحقق ذلك الإنجاز بعد الكاميرون في مونديال 1990 والسنغال في مونديال 2002، لم يصادف باقي فرسان أفريقيا أي نجاح في هذه البطولة . وخرجت منتخبات الجزائر ونيجيريا وكوت ديفوار والكاميرون وجنوب أفريقيا من الدور الأول، وأصبح المنتخب الجنوب أفريقي هو أول منتخب دولة مضيفة يخرج من الدور الأول في بطولات كأس العالم. وفي الوقت الذي انتظر متابعو الكأس العديد من الأهداف والمتعة عن طريق أبرز النجوم ، كانت الكرة «جابولاني» هي النجم الأول في معظم المباريات ، حيث لعبت دورا كبيرا في عدد كبير من الأهداف التي شهدتها رغم عدم غزارة هذه الأهداف. ولا يختلف اثنان على أن الحكام كانوا قضية مثيرة للجدل في مونديال 2010 ، خاصة بعد الأخطاء التي شهدتها مبارتا إنجلترا أمام ألمانيا والأرجنتين أمام المكسيك في الدور الثاني (16). صامويل إيتو.. الكرة الذهبية للمرة الرابعة فاز الكاميروني صامويل إيتو، نجم إنترميلان الإيطالي، بجائزة أفضل لاعب في إفريقيا لعام 2010 بعد منافسة شرسة مع الإيفواري ديدييه دروغبا نجم تشيلسي الإنجليزي، وأسامواه جيان لاعب منتخب غانا ونادي ساندرلاند الإنجليزي. وحصل نجم منتخب الكاميرون على الجائزة بعد موسمه القوي مع إنترميلان الإيطالي وحصوله على الدوري والكأس في إيطاليا، بالإضافة إلى دوري أبطال أوربا وبطولة العالم للأندية بالإمارات مؤخرا. ونجح إيتو البالغ من العمر 30 عاما ، في معادلة الرقم القياسي مع مواطنه باتريك موبوما، حيث فاز بالكرة الذهبية الإفريقية للمرة الرابعة في تاريخه بعدما أحرزها من قبل أعوام 2003 و2004 و2005 . وحصل أسامواه جيان على جائزة المركز الثاني. المنتخب الغاني الأفضل إفريقيا فاز بجائزة أفضل منتخب إفريقي المنتخب الغاني بعد منافسة ثلاثية مع منتخبي مصر والجزائر، والمنتخب الفائز تأهل لربع نهائي مونديال 2010 ليكون ثالث منتخب إفريقي في تاريخ القارة السمراء يحقق هذا الإنجاز وللمباراة النهائية في بطولة كأس الأمم الإفريقية بأنغولا 2010 . مازيمبي أفضل فريق وفاز بجائزة أفضل نادٍ فريق تسيبي مازيمبي الكونغولي بعد منافسة ثلاثية مع فريق الصفاقسي التونسي والفتح الرباطي ، والفريق الفائز حصل على بطولة دوري أبطال إفريقيا هذا العام للمرة الثانية على التوالي وتأهل لمونديال الأندية وحصل على المركز الثاني بعد هزيمته في النهائي أمام إنترميلان الإيطالي في إنجاز لم يسبق تحقيقه للكرة الإفريقية ولا لأي ناد من خارج أمريكا اللاتينية وأوربا. برشلونة يختتم عاما آخر من التفوق طوى فريق برشلونة عاما آخر من حقبته المثالية مع المدرب بيب غوارديولا دون أن يهتز به عرش كرة القدم الإسبانية الذي احتفظ به على مدار الموسمين الأخيرين، ولم يكتف بالنتائج ، بل واصل تقديم العروض الفنية مما فتح الجدل أمام إدراجه ضمن أفضل الفرق على مر التاريخ. وإذا كان ريال مدريد الضحية المباشرة لأي تفوق كتالوني، فإن الفريق الملكي مازال حتى الآن يبحث عن سبيل لمقارعة أبناء غوارديولا بعد أن أنفق مئات الملايين دون جدوى ، كما تعاقد مع المدرب جوزيه مورينيو الذي يلقب نفسه ب«عدو برشلونة الأول»، فكانت النتيجة هزيمة بالخمسة في أول كلاسيكو له. أثبت الموسم الماضي لبرشلونة أن غوارديولا ناجح على مستوى اختياراته و أبهر جميع متابعيه بعروض ساحرة وأهداف غزيرة، فهو أولا استفاد من التألق التهديفي لنجمه ليونيل ميسي . ولم يكن أبلغ في التعبير عن تفوق برشلونة من اقتصار قائمة المرشحين النهائية للفوز بجائزة الكرة الذهبية على ثلاثة من لاعبيه هم ميسي وتشافي هرنانديز وأندريس إنييستا ، وهو ما اعتبره غوارديولا نصرا لسياسة تصعيد الناشئين. إنتر ميلان يُحرز مونديال الأندية توج فريق إنتر ميلان الإيطالي، بطل أوروبا، بلقب بطولة كأس العالم للأندية التي أقيمت في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، بعدما أنهى مغامرة مازيمبي الكونغولي بطل أفريقيا وتغلب عليه 3 0 في المباراة النهائية التي أقيمت بملعب مدينة زايد الرياضية. وضم إنتر ميلان لقب مونديال الأندية إلى أربعة ألقاب أحرزها خلال عام 2010 ، حيث توج بثنائية الدوري والكأس الإيطالية وفاز بكأس السوبر الإيطالية وكذلك لقب دوري أبطال أوربا. وعادل إنتر ميلان بذلك إنجاز جاره ومنافسه العنيد ميلان الذي توج باللقب في العام 2007 . ونجح الإنتر في الحفاظ للقارة الأوروبية على اللقب العالمي الذي احتكره أبطالها في السنوات الثلاث الماضية.