مرة أخرى تسيطر السوق السوداء على عملية بيع تذاكر الديربي البيضاوي رقم 123 بين الوداد والرجاء، والذي جرى عصر يوم الأحد الماضي بمركب محمد الخامس، وانتهى بانتصار مثير لأصدقاء العميد العائد للرسمية محمد اولحاج بإصابتين لواحدة. فقد فوجىء الجمهور الرياضي مرة أخرى بنفاذ التذاكر المخصصة لهذه المباراة والتي قدرت بأربعين ألف تذكرة، نفاذ سجل في زمن قياسي، مما خلف أجواء من الغضب العارم، وكثرة التساؤلات حول الطريقة التي تتم بها عملية البيع واختفاء هذا الكم الهائل من التذاكر بعد طرحها مباشرة بنقط البيع في ظرف يوم أو يومين فقط. وأمام نفاذ التذاكر بهذه الطريقة، وهذه السرعة القياسية، تنشط كالعادة وبشكل كبير عملية السوق السوداء، لتقفز معها أسعار التذاكر إلى اضعاف ثمنها متجاوزة قيمتها الحقيقية بشكل، مما يثير سخط الجمهور وتكثر معها الاحتجاحات ورود الفعل الغاضبة يضطر الجمهور اللجوء للسوق السوداء مباشرة بعد أن يفاجأ بإغلاق نقط البيع الرسمية والمتحددة من طرف شركة "كازا ايفنت" بصفتها الجهة المسؤولة عن تنظيم مباريات مركب محمد الخامس، بما في ذلك الإشراف على بيع التذاكر. والغريب أن هذه الجهة المسؤولة تطالب دائما في جل بلاغتها الموجهة للجمهور، الحرص على اقتناء التذاكر الخاصة بالمباريات مباشرة من الشبابيك المحددة لهذا الغرض، موصية بعدم شرائها في السوق السوداء، تجنبا للنصب عليهم من طرف السماسرة أو الحصول على تذاكر مزورة قد تعرض مقتنيها للمتابعة القضائية بتهمة التزوير واستعماله إلا ان المثير في هذه العملية هو كيف يتمكن نشطاء السوق السوداء من الحصول على هذا العدد الكبير من التذاكر، وبيعها بعد ذلك بطريقة غير قانونية للجمهور، وبأثمان غير ثمنها الحقيقي . فبالرغم من أن الجهة المسؤولة تقول بأن كل تذكرة، تباع فردية وتحمل رمزا شريطيا (كود بار) وهي مرتبطة بمقعد محدد بمدرجات الملعب، مع تحديد العدد الأقصى لكل مشتر في ثلاث تذاكر مع ضرورة الإدلاء ببطاقة التعريف الوطنية الخاصة، بالشخص إلا أن العكس هو الحاصل في هذه العملية، وإلا كيف يتم ترويج كل هذه الأعداد الكبيرة من التذاكر في " المارشي نوار" . فحسب مصادر إعلامية، فقد تم يوم المباراة اعتقال مجموعة من الأشخاص هم متلبسين في عملية البيع أمام أبواب المركب، ومن بينهم قاصرين، وكل شخص معتقل كان يحمل معه أكثر من 30 تذكرة . المؤكد أن هناك ثغرة كبيرة في عملية بيع التذاكر، والأمر يتكرر دائما في كل المقابلات التي تجلب جمهور كبيرا، والضرورة تفرض أولا فتح تحقيق في الظاهرة، وثانيا اتخاذ كل التدابير والإجراءات التي تحافظ على سلامة بيع تذاكر مباريات مركب محمد الخامس.