في جو احتفالي بهيج، أطفأت منظمة الشبيبة الاشتراكية شمعتها الثانية والأربعين، أول أمس الأحد، وسط أجواء شبابية وفنية في قلب العاصمة بالمسرح الوطني محمد الخامس، تحت شعار «42 سنة من النضال وسط الشباب»، ممزهوة ومنتشية بأزيد من 42 سنة من النضال والعطاء. الحفل البهيج الذي نظمته الشبيبة الاشتراكية كان محملا بالرسائل، أولها رسالة الاعتراف والعرفان اتجاه الرواد من الرعيل الأول المؤسسين للحركة الشبابية ببلادنا والذين قادوا نضالات الشباب المغربي منذ سنة 1976 إلى اليوم، حيث جرى الاحتفاء بجميع القيادات التي عبرت مسارات قيادة المنظمة من أعضاء المكاتب الوطنية التي تعاقبت على تسيير وتأطير الشبيبة الاشتراكية منذ أن كانت تحمل اسم «الشبيبة المغربية للتقدم والاشتراكية». بداية الاحتفاء كانت مع المؤسس أحمد سالم لطافي وفريقه عن الفترة الممتدة ما بين 1976 إلى 1988 والذي ناب عنه في التكريم خالد الناصري عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية. فيما تم بعد ذلك تكريم الأمين العام الحالي لحزب التقدم والاشتراكية محمد نبيل بنعبد الله الذي كان رئيسا للشبيبة الاشتراكية في الفترة ما بين سنة 1988 وسنة 1996 كما تم تكريم الفريق الذي رافقه طيلة هذه الفترة على رأس المكتب الوطني. بعد ذلك، تم تكريم المكتب الوطني للشبيبة الاشتراكية الذي ترأسه عضو المكتب السياسي الحالي سعيد الفكاك ما بين 1996 إلى حدود سنة 2008، قبل أن يحمل المشعل عضو المكتب السياسي إدريس الرضواني الذي تم تكريمه أيضا إلى جانب الفريق الذي اشتغل معه خلال الولاية الممتدة من سنة 2008 إلى سنة 2014. ويعتبر هذا الاحتفاء، حسب جمال كريمي بنشقرون، رسالة أساسية للمكتب الوطني الحالي مفادها ضرورة ترسيخ ثقافة الاعتراف في الأوساط الشبابية، أي الاعتراف بما قدمه المناضلون السابقون من عطاءات ومن تضحيات من أجل ضمان إشعاع متواصل وهادف للشبيبة الاشتراكية طيلة 42 سنة. جمال كريمي بنشقرون الذي يتحمل حاليا مسؤولية الكتابة العامة للشبيبة الاشتراكية «شبيبة حزب التقدم والاشتراكية» منذ سنة 2014، أكد في كلمة له في افتتاح الحفل على ضرورة مواصلة مراكمة ما قدمه الرعيل الأول، والاستمرار في النضال وسط الشباب من أجل خدمة الوطن، وحمل المشعل التقدمي، وترسيخ ثقافة النضال اليساري. وقد تميز الحفل بتقريب الجيل الحالي مما حققته القيادات وذلك عبر شريطين وثائقيين. الشريط الأول مصور، تم عرضه في بداية اللقاء وتضمن شهادات كل من أحمد سالم لطافي، ومحمد نبيل بنعبد الله، وسعيد الفكاك، وادريس الرضواني، وجمال كريمي بنشقرون والذي قدم أهم المحطات الوطنية والدولية التي شاركت فيها الشبيبة الاشتراكية، وأهم المواقف التي سجلتها طيلة 42 سنة، سواء من خلال الدفاع عن عدد من القضايا الوطنية أو الدولية، أو من خلال الدفاع المستميت عن الموقف المغربي حول القضية الأولى وهي قضية الوحدة الترابية التي أكد قادة الشبيبة الاشتراكية، من خلال الشريط المعروض، أن الشبيبة دافعت عنها في كثير من المحطات وآخرها مهرجان الشباب والطلبة بمدينة سوتشي الروسية. أما الشريط الثاني، فكان شريطا تعريفيا بمنظمة الشبيبة الاشتراكية وعن أهم مبادئها وتاريخ تأسيسها، بالإضافة إلى المكاتب الوطنية المتعاقبة عليها منذ 1976. والواقع أن الرسائل المراد تمريرها لم تختزل في الشريطين فحسب، بل تواصلت مع الأمين العام محمد نبيل بنعبد الله الذي حث الشباب الحاضر من مختلف المدن المغربية وأقاليم المملكة للمشاركة في احتفال الشبيبة الاشتراكية على النضال والتشبث بمبادئ وقيم حزب التقدم والاشتراكية. فقد أشاد نبيل بنعبد الله، في كلمة مقتضبة خلال الحفل، بدور الشبيبة الاشتراكية في تأطير الشباب وتشبعهم بقيم ومبادئ الحزب وتكوين أطر المستقبل الذين يتحملون مسؤوليات سواء حزبية أو عمومية، مستدلا في ذلك بعدد من المناضلين الذي مروا بالشبيبة الاشتراكية وتقلدوا مسؤوليات، قدموا من خلالها خدمات للوطن وللحزب. ودعا نبيل بنعبد الله، في كلمته، الشباب إلى الانخراط في العمل السياسي الجاد والمسؤول من أجل مزيد من «التقدم، والعدالة الاجتماعية والمساواة والديمقراطية». الدعوة التي وجهها الأمين العام محمد نبيل بنعبد الله للشباب من أجل العطاء لاقت تفاعلا كبيرا داخل القاعة وكذا من لدن القيادات الشبابية بالمكتب الوطني الحالي وكذا الشباب المناضلين في صفوف الشبيبة الاشتراكية الذي قدموا من مختلف الفروع. من جهة أخرى، كان الاحتفال بالذكرى الثانية والأربعين للشبيبة الاشتراكية الذي قدم ونشط فقراته الفنان عبد الكبير الركاكنة، فرصة للتفاعل من قبل المنظمات الموازية لحزب التقدم والاشتراكية، حيث نوه وديع درموك، القائد العام لمنظمة الكشاف الجوال، بالدور الريادي للشبيبة الاشتراكية في تأطير الشباب المغربي والمجهودات المبذولة من قبل قيادتها الوطنية لصالح الشباب والقضايا الوطنية، مؤكدا على أن منظمة الكشاف الجوال منخرطة بدورها في هذا الورش الإصلاحي من أجل خلق دور متكامل إلى جانب جميع القطاعات الحزبية الموازية من أجل العمل في الأوساط المجتمعية ووسط جميع الفئات العمرية تماشيا وخطة «تجذر» التي أطلقها الحزب، الرامية إلى التجذر في الأوساط الشعبية والمجتمعية، وترسيخ قيم ومبادئ الحزب. ونيابة عن رشيد روكبان رئيس منظمة «طلائع أطفال المغرب»، هنأ كمال الشرايطي، عضو المكتب الوطني للمنظمة الشبيبة الاشتراكية، وكل مناضلات ومناضلي الحزب بالذكرى الثانية والأربعين للشبيبة، مشيدا بمبادراتها ومجهوداتها التي تروم النهوض بالفعل النضالي الشبابي، ومؤكدا على انخراط منظمة الطلائع في هذه الدينامية الشبابية والمجتمعية التي أسس لها حزب التقدم والاشتراكية من أجل تجويد العمل الجمعوي والسياسي خدمة للوطن والشعب. إلى ذلك تضمن الحفل مجموعة من الفقرات الفنية التي لقت تفاعلا كبيرا من قبل الشباب الحاضرين، بدءا بالفرق الموسيقية المشاركة بألوان مختلفة: كناوة، وعيساوة، بالإضافة إلى المجموعة الشبابية «سمارت أرت» (SMART ARTS). كما كان للجمهور موعد مع فقرة الفكاهة مع الفنان الكوميدي صويلح، ووصلات من الطرب مع فرقة أفنان والشابة المطربة شيماء الرداف، بالإضافة إلى مقاطع من الموسيقى العربية الأصيلة مع المغنية فاطمة الزهراء القرطبي، ثم بعدها الفنان حاتم إدار الذي ألهب خشبة مسرح محمد الخامس. هذا وخلف حفل الشببة الاشتراكية انطباعا جيدا من قبل الشباب الحاضر، الذي أكد، في تصريحات لبيان اليوم، عن افتخاره بالنضال وسط الشبيبة الاشتراكية وعزمه مواصلة النضال، والاقتداء بمسيرة المناضلين السابقين والقيادات السابقة وعلى رأسها مسيرة الأمين العام للحزب محمد نبيل بنعبد الله الذي قاد المنظمة لولايتين متتاليتين ما بين 1988 إلى حدود 1996. جدير بالذكر أن هذا الحفل الذي نظمته الشبيبة الاشتراكية بمسرح محمد الخامس حضرته قيادات حزب التقدم والاشتراكية، وعدد من أعضاء المكتب السياسي، على رأسهم الأمين العام للحزب محمد نبيل بنعبد الله، وخالد الناصيري، وادريس الرضواني، وسعيد الفكاك، وعزوز الصنهاجي أعضاء المكتب السياسي، بالإضافة إلى عدد من أعضاء اللجنة المركزية، وقيادات المنظمات الموازية للحزب، فضلا عن عدد من الوجوه البارزة في عالم الفن والثقافة والإعلام. محمد توفيق أمزيان