أكد محمود حافظ رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة أن هناك «قوة خفية» تعمل على النيل من لغة الضاد من خلال «هجمة كبيرة» لاقتلاعها من مختلف مناحي الحياة. ودعا الدكتور محمود حافظ في حديث مع أسبوعية «العربي» نشرته مؤخرا، بمناسبة ذكرى ميلاده التاسعة والتسعين، إلى تنظيم مؤتمر عالمي مشترك بين كل مجامع اللغة في الوطن العربي ومجالس الثقافة للوقوف على الوضع الحالي وما تتتعرض له اللغة أولا ثم وضع الحلول والعمل على تنفيذها «بقوة تشريعية» ثانيا. واستشهد رئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة في هذا السياق بوجود 250 مدرسة أجنبية في مصر، بدءا من الحضانة « كلها بعيدة كل البعد عن اللغة العربية» فيما كليات العلوم والهندسة والطب بمختلف فروعها تدرس باللغة الانجليزية، مشيرا إلى أن 75 بالمائة من أعضاء هيئة التدريس بكلية طب قصر العيني (القاهرة) على سبيل المثال رفضوا التدريس باللغة العربية مقابل 2 بالمائة فقط وافقوا على ذلك. كما سجل محمود حافظ أن العامية تنتشر «الآن بشكل لم يحدث من قبل» حيث هناك صحف تكتب بالعامية وفضائيات تستخدم العامية إلى جانب كلمات أجنبية فيما يزخر كل ما «نأكله ونشربه ونشهده في حياتنا العامة» بألفاظ أجنبية. أما اللافتات وأسماء المحال في شوارع القاهرة فهي أجنبية تكتب بالحروف العربية. ومن مظاهر وأسباب تدهور اللغة العربية أيضا،, حسب رئيس مجمع اللغة بالقاهرة، بعد اللغة التي يستخدمها الشباب عن اللغة العربية حيث أصبحت لهذه الفئة لغة خاصة، فهم يعمدون إلى تبادل رسائل «إس إم إس» مثلا بلغة عامية مكتوبة بحروف أجنبية. غير أن محمود حافظ، وهو أول خريج كلية العلوم يتولى منصب رئيس مجمع اللغة بالقاهرة، ركز اهتمامه بالخصوص على عملية تعريب العلوم التي اعتبر أنها «ليست مستحيلة وفي استطاعتها اللحاق بالمستحدثات العلمية»، وإن كانت «تحتاج إلى جهود كبيرة»، مذكرا في هذا السياق بمقترح سبق لمجمع القاهرة أن تقدم به ويقضي بإنشاء مؤسسة قومية كبيرة للترجمة هدفها اللحاق بما يستجد على الساحة العلمية العالمية. وشدد الدكتور حافظ على أن تعريب العلوم يشكل «ضرورة» خصوصا وأنه «ثبت بالدليل» أن استيعاب الطلاب الذين يدرسون العلوم العلمية باللغة القومية أكبر من نظرائهم الذين يتلقون العلوم بلغات أجنبية مستشهدا في هذا السياق بكون أغلب دول العالم تدرس فيها العلوم والطب والهندسة بلغتها القومية.