بعدما انتهت مبكرا مشاركة فريق الوداد البيضاوي بفعاليات النسخة ال14 لكأس العالم للأندية التي تجرى منافساتها بالإمارات العربية المتحدة (من 6 إلى 16 دجنبر الجاري)، حصد بطل إفريقيا الهزيمة الثانية أمام نادي أوراوا ريد دايموندر الياباني بعد الخسارة الأولى ضد نادي باتشوكا المكسيكي، ليحتل الفريق الأحمر بذلك المرتبة السادسة في هذه البطولة، مسجلا هدفين وتلقت مرماه أربعة أهداف. حصيلة تلقاها عشاق الفريق الأحمر والجمهور الوطني عامة، بكثير من الامتعاض وعدم الرضا، بعدما كانت هناك آمال كبيرة في إمكانية الظهور بمظهر أقوى، خاصة بعد الهزيمة الأولى ضد باتشوكا، والتي كانت لها انعكاسات سلبية كبيرة على جل مكونات ممثل القارة السمراء بالمونديال. في المقابلة الثانية، فضل المدرب الحسين عموتة الاعتماد على اللاعبين الذين لم يشاركوا في المباراة الأولى، حيث تكونت التشكيلة من لاعبين ظلوا لمدة طويلة بدكة الاحتياط، في انتظار إمكانية بروزهم بمستوى أفضل والدفاع عن مكانتهم داخل التشكيلة الأساسية، إلا أن العكس حصل، فكان الأداء سلبيا فاقدا لإيقاع المنافسة الرسمية في موعد يتطلب الكثير من الحرص والرغبة في المنافسة على أعلى مستوى. المنافسة على أعلى مستوى، هو ما يفتقده اللاعب المغربي عموما، لاعب غارق في سلوكات الهواية ومكون داخل فئات صغرى تكوينها هاو، وبالتالي فإن فاقد الشيء لا يعطيه، ولا يمكن أن يطلب من لاعب نعرف كيف يكون وكيف يعيش وكيف يمارس عادات وسلوكات تتعارض جملة وتفصيلا مع نظام الممارسة من مستوى عال، أن يتجاوز فجأة كل التأثيرات السلبية التي ورثها من واقع لا يرتفع وأن ينافس فرقا منظمة مهيكلة هيكلة صلبة بلاعبين يحكمهم الانضباط واحترام شروط رياضة مهمة وليست مجرد لعبة تدر على ممارسيها عائدات مالية مهمة. هذا هو الفرق بين المستويين العادي والعالي، وهذا يعطينا جوابا شافيا ومقنعا حول أسباب الظهور المتواضع للوداد في أول مشاركة له بمونديال الأندية، ورغم هذا، فقد كان من الممكن أن يكون الأداء أفضل وأن يتم تفادي الهزيمة خلال المقابلة الأولى لو أن الفريق لم يصل متأخرا للإمارات ونال وقتا كافيا للتأقلم مع الطقس الذي يعرف رطوبة عالية ودرجة حرارة متقلبة، أضف إلى ذلك طول الرحلة وفارق توقيت وغيرها من العوامل المؤثرة سلبا. بالإضافة إلى ذلك هناك حالة الطرد المجاني للعميد إبراهيم النقاش خلال المقابلة الأولى، والتي ساهمت بدرجة كبيرة في تراجع عطاء الوداد، في وقت كان الفريق المغربي يدبر أموره أثناء المقابلة بطريقة جيدة في أفق الذهاب إلى الضربات الترجيحية، لكن الطرد أربك كل الحسابات، وجاء الهدف في وقت قاتل، ولم يتمكن لاعبو الوداد من تجاوزه. وحسب ما توصلنا به من أخبار، فقد عرفت المقابلة الأولى تمردا لبعض لاعبي الوداد الذين لم يعتمد عليهم المدرب عموتة، خاصة بعد التأكد من عدم لعبهم المقابلة ضد باتشوكا، وفي حوار المدرب سنعمل على نشره في عدد لاحق، صرح لنا عموتة أنه لم يعلم بالأمر، إلا بعد إجراء المباراة، وحمل اللاعبين المعنيين بالتمرد مسؤولية التأثير على معنويات باقي المجموعة، واتهمهم بخلق ارتباك نفسي لباقي زملائهم وإذا ثبت كلام عموتة، فهذا أيضا من بين سلوكات الهواية، يستحق عدم احترام قرارات المدرب، وعدم الانضباط اتخاذ قرارات تأديبية صارمة من طرف مسؤولي الوداد. بالنسبة للجمهور الودادي الذي تميز بحضور لافت تشجيعا وعددا، والذي قدر عدده بأكثر من 12 ألف متفرجا، ونال كل شهادات الاستحقاق والتقدير والثناء، غاب بصورة مفاجئة عن الحضور في مقابلة أوراوا بملعب العين الجميل، والذي يعتبر في الحقيقة تحفة معمارية رائعة، غياب له العديد من التفسيرات وإن كانت التفسير الوحيد هو التذمر من الهزيمة في المقابلة الأولى، فإن بعض المصادر تؤكد أن الأمر يعود أيضا إلى رفض المسؤولين الأمنيين بمدينة أبوظبي رفع تيفو من طرف أنصار الفريق الأحمر. هذا الرفض يعود بالدرجة إلى قرارات الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، إذ يمنع رفع شعارات سياسية باستثناء تلك التي ترمز إلى أعلام الدول أو شعارات الأندية، وغير ذلك فهو أمر مرفوض نهائيا ونفس التعليمات موجهة إلى المخرجين التليفزيونيين أثناء المقابلات التي تجرى في التظاهرات التي تشرف عليها (الفيفا)، إذ يمنع منعا قاطعا أن تظهر على الشاشة شعارا مخالفا لقواعد الاتحاد الدولي. بهذه الحصيلة وعلى هذا الإيقاع، انتهت أول مشاركة للوداد بكأس العالم للأندية، مشاركة كنا ننتظر أن تكون أفضل، خاصة وأن الفريق المغربي هو بطل إفريقيا، إلا أن هذا الأمل خاب هذه المرة في انتظار أن المرة القادمة أفضل …