تم تشديد الإجراءات الأمنية ونشر أعداد كبيرة من قوات الأمن حول الكنائس في مصر مع اقتراب الاحتفالات بعيد الميلاد القبطي الخميس والجمعة وذلك بعد الاعتداء الذي استهدف ليلة رأس السنة كنيسة القديسين في الإسكندرية مخلفا 12 قتيلا ونحو مائة جريح. وتم تعزيز انتشار قوى الأمن في مراكز المراقبة أمام المباني الدينية وإلغاء إجازات العديد من رجال الشرطة, كما أعلنت مصادر في قوى الأمن الاثنين. كما تم تشديد إجراءات المراقبة في المواني والمطارات بعد هذا الحادث الذي تقول السلطات إن مرتكبه انتحاري تابع لتنظيم القاعدة. لكن حتى الآن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذه المجزرة. وذكرت صحيفة الأهرام الحكومية الاثنين أن العبوة الناسفة المكونة من مادة التي ان تي وقطع معدنية عبوة متطورة إلى حد كبير. وأكد البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية انه ينوي رغم كل شيء إقامة قداس عيد الميلاد مثل كل عام منتصف ليل السادس من يناير. ونقلت عنه صحيفة الأهرام قوله إن «عدم الصلاة سيعني أن الإرهاب يحرمنا من الاحتفال بمولد السيد المسيح». وإضافة إلى مخاطر الاعتداءات تخشى السلطات وقوع صدامات جديدة مع المتظاهرين المسيحيين أو وقوع حوادث بين مسيحيين ومسلمين. والأحد أدت صدامات بين متظاهرين أقباط ورجال الشرطة إلى إصابة 54 من أفراد الأمن كما أعلنت الشرطة الاثنين. وجرت الاشتباكات خلال تجمع ضم مئات الأشخاص داخل كاتدرائية القديس مرقص, مقر البابا شنودة. وفي وقت سابق هاجم المتظاهرون المسؤولين الذين جاؤوا لتقديم التعازي في ضحايا الاعتداء على كنيسة القديسين. ورشق المتظاهرون بالحجارة عثمان محمد عثمان وزير الدولة للتنمية الاقتصادية بعد أن التقى البابا شنودة في الوقت الذي كانت تدور فيه مواجهات بين متظاهرين آخرين وقوات الأمن المتمركزة خارج المبنى. وقبل ذلك ولدى مغادرة إمام الأزهر الشيخ احمد الطيب مقر البابا شنودة بعد تقديمه التعازي, تجمع عشرات الشبان الأقباط حول سيارته وبدؤوا يطرقون عليها قبل أن تفرقهم الشرطة. وفي الإسكندرية جرت السبت مواجهات بين شبان مسيحيين ورجال الشرطة كما تظاهر المئات من الأقباط مساء الأحد أمام كنيسة القديسين قبل أن يشعلوا النار في صناديق القمامة, وفقا لمصور فرانس برس. ويعد الاقباط اكبر الطوائف المسيحية في الشرق الأوسط. وهم يمثلون ما بين 6 إلى 10% من نحو 80 مليون مصري, بحسب التقديرات. ويتبع معظم الأقباط الكنيسة ارثوذكسية مع وجود أقلية قبطية كاثوليكية لا يتعدى أفرادها 250 ألف شخص. من جهة أخرى كانت كنيسة القديسين ضمن قائمة من نحو خمسين دور عبادة قبطية في مصر والخارج حددت كأهداف لاعتداءات على موقع الكتروني للقاعدة. ويعد حادث الإسكندرية الأكثر دموية في مصر منذ موجة الاعتداءات التي استهدفت مجمعات سياحية على البحر الأحمر بين 2004 و2006 وخلفت إجمالا نحو 140 قتيلا. لكنه ليس الأول الذي يستهدف المسيحيين. ففي السادس من يناير 2010 قتل ستة أقباط لدى خروجهم من قداس الميلاد في مدينة نجع حمادي بالصعيد. وينتظر صدور الحكم على المتهمين في هذا الحادث في 16 يناير الحالي.