اتهم الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو أول أمس الخميس "بالخيانة" خوليو بورغيس رئيس البرلمان المؤسسة الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة في هذا البلد، بسبب قيامه بجولة للحصول على دعم دولي ضد كراكاس. وكان بورغيس التقى رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي أكدت له دعمها "الثابت". وكان التقى في إطار جولته الأوروبية الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الاثنين الماضي ثم رئيس الحكومة الاسبانية ماريانو راخوي الثلاثاء والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل يوم الأربعاء. وقال مادورو في خطاب في الجمعية التأسيسية الجديدة "لا فرق لدي في ما قالته ميركل أو ملكة إنكلترا، في فنزويلا هناك قضاء. نحن لا نتلقى أوامر من لندن أو مدريد أو واشنطن". وأضاف مادورو في خطابه أمام أعضاء الجمعية التأسيسية البالغ عددهم 545 شخصا ينتمي جميعهم إلى تياره التشافي (نسبة الى الرئيس الراحل هوغو تشافيز الذي حكم البلاد من 1999 الى 2013) أن بورغيس "يجب أن يحاكم بتهمة خيانة الوطن"، وهي جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن لمدة يمكن أن تصل إلى ثلاثين عاما. واتهم مادورو بورغيس بالتآمر مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي فرض مؤخرا عقوبات قاسية جديدة على كراكاس. وقال إن "ترامب وبورغيس متحدان في حملة عالمية ضد اقتصاد فنزويلا". وقالت تيريزا ماي في بيان صدر بعد لقائها بورغيس "لم نكف عن إدانة تحركات الحكومة الفنزويلية وتقديم دعم ثابت للجمعية الوطنية". وأضافت أن "اجتماع اليوم هو مؤشر واضح إلى أن المملكة المتحدة ستواصل العمل مع شركائها الدوليين للضغط على السلطات الفنزويلية من أجل خفض التوتر". وتابعت ماي "ادعو من جديد الحكومة الفنزويلية إلى العمل على احترام حقوق الانسان وسيادة القانون والفصل بين السلطات ونزاهة المؤسسات الديموقراطية". وانتقدت الحكومة الفنزويلية بشدة اللقاء. وكتب وزير الخارجية خورغي اريازا في تغريدة على تويتر "ندين انحياز رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إلى الذين يرفضون الحوار والسلام في فنزويلا". وأضاف أن ماي "تضر بمصداقية" حكومتها "عبر تبني أكاذيب الذين يمسون بالديموقراطية الفنزويلية". والتقت ماي أيضا انطونييتا لوبيز والدة ليوبولدو لوبيز أحد قادة المعارض الذي يخضع للإقامة الجبرية في كراكاس ولم تتمكن زوجته ليليان تينتوري من مغادرة البلاد. وقال مادورو "ليس هناك أحد لا يمكن المساس به، ليعرف الإمبرياليون وأوروبا ذلك. انتظر ردا من القضاء من أجل السلام والسيادة وليس الافلات من العقاب". ويشير مادورو بذلك إلى "لجنة الحقيقة" التي شكلت في الجمعية التأسيسية للتحقيق في عدد من هؤلاء القادة بتهمة "خيانة الوطن". من جهة أخرى، أكد مادورو أن حكام الولايات الذين سيتم انتخابهم في الانتخابات المحلية في أكتوبر يجب أن "يمتثلوا" للجمعية التأسيسية أو تتم إقالتهم. وقال إن "كل الحكام الذين سيتم انتخابهم يجب أن يمتثلوا لهذه السلطة التأسيسية وإلا يجب اقالتهم فورا". وأضاف "سنجري انتخابات حرة ومباشرة وسرية وشاملة لاختيار الحكام"، مؤكدا أن "الديموقراطية والحرية تسودان في فنزويلا". ويفترض أن تجرى هذه الانتخابات لاختيار حكام الولايات ال23 في أكتوبر لكن لم يحدد موعد دقيق لها. وقال المحامي المعارض فيسينتو بلو إنها يمكن أن تجرى في 15 أو في 22 أكتوبر. ورفضت المعارضة المشاركة في انتخابات الجمعية التأسيسية لكنها ستقدم مرشحين في انتخابات الولايات.