بالرغم من الموت السريري الذي يوجد فيه الاتحاد المغاربي، إلا أن الأمين العام للاتحاد الطيب البكوش، ما فتئ يقوم بمبادرات من أجل بث الروح ونوع من الدينامية المفقودة في هيكل هذا الإطار الإقليمي، حيث أشرف مؤخرا على تنظيم ورشة عمل حول السبل الكفيلة بتنفيذ البرامج المغاربية في مجال تكنولوجيات الاتصال والمعلومات الحديثة. وقال الأمين العا،م خلال افتتاح فعاليات هذه الورشة، "إن ورشة العمل تروم وضع خارطة طريق واضحة المعالم بغية تجسيد برامج التعاون المغاربي في قطاع الاتصالات الحديثة على أرض الواقع ، لما له من دور بارز وفعال في تحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي واستقطاب الاستثمارات المحلية والأجنبية من جهة وتسريع وتيرة الاندماج الاقتصادي في المنطقة من جهة أخرى".. وأضاف موضحا، "إن قطاع تكنولوجيات الإعلام والاتصال أصبح اليوم محفزا أساسيا للتنمية في الدول وعاملا سياسيا لتطوير اقتصادياتها ومجتمعاتها لما يقدمه من إضافة تكنولوجية، ليس لقطاع الإعلام والاتصال فحسب وإنما لمختلف القطاعات الأخرى كذلك" ونبه في كلمته البلدان الأعضاء إلى أهمية القطاع، مؤكدا على أن هذا القطاع يشكل عاملا مهما في تسريع عملية الاندماج بين الدول ويعد الاستثمار فيه من أفضل الاستثمارات سواء من حيث العائدات والمداخيل التي يجلبها، فضلا عن مساهمته الكبيرة في تشغيل الآلاف من الشباب". كما لم يفت الأمين العام لاتحاد البلدان المغاربية أن يشير إلى الأهمية التي أصبح يكتسيها قطاع تكنولوجيات المعلومات والاتصال في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في العالم اعتبارا للدور المميز الذي أصبح يلعبه في التقارب بين الشعوب والأمم وكذا دوره البارز في تفعيل التكتلات الجهوية، مبرزا أنه بالنظر لذلك" ارتأت البلدان الأعضاء في اتحاد المغرب العربي توحيد جهودها من أجل بعث تعاون مغاربي في هذا المجال قصد خدمة التنمية الاقتصادية والبشرية في هذا الفضاء الاستراتيجي". وذكر في هذا الصدد بما سبق وأن قام به الاتحاد على هذا المستوى، حيث أنشأ المجلس الوزاري المغاربي المكلف بالبريد وتكنولوجيات الاتصال والمعلومات الذي يضم عدة لجان فنية تجتمع دوريا وتتباحث في المواضيع المتعلقة بالتعاون بين الدول الأعضاء في هذا القطاع ووجب التذكير هنا بأحد أهم النتائج المسجلة في هذا الميدان ألا وهو مشروع "خط ابن خلدون" للألياف البصرية الذي يربط بين هذه الدول بتكلفة فاقت 30 مليون دولار أمريكي" وأفاد أنه، استكمالا لهذا الإنجاز الهام، وبغرض ربط الدول المغاربية في مجال الاتصالات الحديثة، قامت الأمانة العامة خلال سنة 2011 بإنجاز دراستي جدوى بتمويل من قبل البنك الإفريقي للتنمية وذلك في إطار مبادرة "النيباد"، تتعلق الأولى بتجانس الإطار القانوني والتنظيمي لقطاع تكنولوجيات الإعلام والاتصال وتخص الثانية إنشاء وتأمين شبكة الاتصالات المغاربية ذات التدفق العالي"." يشار أن ورشة العمل التي تمحورت حول البحث عن السبل الكفيلة بتنفيذ البرامج المغاربية في مجال تكنولوجيات الاتصال والمعلومات الحديثة، اندرج تنظيمها في إطار تنفيذ برنامج التعاون بين الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي ووكالة التخطيط والتنسيق للنيباد"الشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا" برسم سنة 2017 من أجل دعم قدرات الاتحاد على تجسيد المشاريع المخصصة لفائدته في إطار برنامج تنمية البنية الأساسية في إفريقيا. (PIDA) وشارك في هذا الاجتماع خبراء من البلدان المغاربية والمنظمات الدولية والإقليمية المتخصصة في مجال تكنولوجيات الاتصال والمعلومات الحديثة، وانكب المشاركون خلال هذه الورشة على دراسة المواضيع ذات العلاقة بالتعاون المغاربي في مجال تكنولوجيات الاتصال والمعلومات الحديثة وبصفة أساسية السبل الكفيلة بتنفيذ برامج التعاون المقترحة ضمن دراستي الجدوى المنجزتين في سنة 2011 من قبل الأمانة العامة للاتحاد حول، والتي تهم تجانس الإطار القانوني والتنظيمي لقطاع تكنولوجيا الإعلام والاتصال في البلدان المغاربية، إنشاء وتأمين شبكة اتصالات مغاربية ذات التدفق العالي بواسطة الألياف البصرية.