أشرف وزير الصحة الحسين الوردي، يوم الجمعة الماضي، بمدينة قلعة السراغنة، على تدشين مستشفى الأمراض العقلية والنفسية، الذي بلغت تكلفة إنجازه 56 مليون درهم. وقد شيد هذا المستشفى، الذي يندرج في إطار تنفيذ المخطط الوطني للصحة النفسية والعقلية، على مساحة قدرها 30 ألف متر مربع، وذلك وفق مواصفات هندسية عالية الجودة. حيث يشتمل هذا المستشفى على قطبين للاستشفاء بطاقة استيعابية تصل الى 120 سريرا، ومستشفى نهاري يتضمن وحدة للاستشفاء وأربع قاعات للاستشارات الطبية. كما يتوفر هذا المستشفى على أربع ورشات للعلاج المهني، ومكتبة بقاعتين للمطالعة، وأربع قاعات للأنشطة الموازية، اثنان للرسم وأخريين للموسيقى، بالإضافة الى فضاء للاستقبال وصيدلية، ومرافق أخرى. وأكد وزير الصحة الحسين الوردي، في تصريح لوسائل الاعلام، أن هذا المستشفى يتوفر على تجهيزات بيوطبية حديثة وعالية الجودة الى جانب سيارات للإسعاف، وموارد بشرية مختصة من أطباء وممرضين وأطر إدارية وتقنية، بما يكفل تدبير وتسيير هذا المستشفى بشكل جيد، ويضمن خدمات طبية وعلاجية في مستوى انتظارات المرضى وذويهم، مذكرا بان هذا المستشفى لا يندرج في اطار مبادرة "كرامة" التي أطلقتها الوزارة لإخلاء بويا عمر من المرضى المحتجزين. وأضاف أن مستشفى الأمراض العقلية والنفسية بمدينة قلعة السراغنة، يأتي في إطار المخطط الوطني للصحة النفسية والعقلية ، الذي يروم بناء وتجهيز أربع مستشفيات للأمراض النفسية والعقلية بكل من قلعة السراغنة والقنيطرة " وهو في طور البناء" وبني ملال وأكادير، بطاقة استيعابية تصل الى 120 سريرا لكل مؤسسة استشفائية وبمواصفات عالمية. كما ستعمل الوزارة على انشاء مصالح استشفائية مندمجة داخل المستشفيات، بطاقة استيعابية تصل الى 30 سريرا بكل مصلحة، وقد بدأ العمل بأربع مصالح مندمجة بمدن بوعرفة وشفشاون والعروي وتزنيت. كما يشمل هذا المخطط إعادة تهيئة مستشفى الامراض النفسية ببرشيد . وتجدر الإشارة الى أنه، وفي إطار مبادرة " الكرامة" التي أطلقتها الوزارة الصحة لاخلاء بويا عمر من المرضى المحتجزين، ستضع الوزارة الحجر الاساس قبل متم هذه السنة، لبناء وتجهيز مركب طبي واجتماعي بمنطقة بويا عمر، لاستقبال وإيواء المرضى النفسانيين والتكفل الطبي والاجتماعي بهم. وسيستقبل هذا المركب عائلات المرضى وتقديم الدعم النفسي لهم خلال فترة ايوائهم لمدة معين، ومن جهة أخرى، سيوفر هذا المركب خدمات التأهيل وإعادة الادماج الاجتماعي للمحتضنين وتوفير فرص الشغل لهم وذلك مراعاة لظروفهم الاقتصادية والاجتماعية. من جهة أخرى، قام وزير الصحة الحسين الوردي، في نفس اليوم، بإيمنتانوت بإقليم شيشاوة، بوضع الحجر الأساس لبناء مستشفى القرب الذي سينجز بتكلفة مالية إجمالية تقدر ب90 مليون درهم . وسيشيد هذا المستشفى على مساحة قدرها 4.7 هكتار " منها 7100 متر مربع مغطاة"، وذلك وفق معايير هندسية ومعمارية حديثة، حيث ستبلغ طاقته الاستيعابية 45 سريرا، سيستفيد منها 200 ألف نسمة من ساكنة 20 جماعة من بينها جماعة حضرية واحدة. وسيضم هذا المستشفى، الذي ستصل مدة انجازه الى 30 شهرا، مصلحة للطب، ومصلحة لصحة الأم والطفل "وحدة لطب النساء والتوليد، ووحدة أخرى لطب الأطفال"، ومصلحة للمستعجلات، ومصلحة للفحص بالأشعة، وأخرى للجراحة ومركبا جراحيا يضم قاعتين للجراحة، وأربع قاعات للاستشارات الخارجية، ووحدة للتعقيم، وفضاء للاستقبال، ومختبرا مجهزا بأحدث التجهيزات، إلى جانب صيدلية ومستودع للأموات ومشرحة ومرافق أخرى. ومن شأن هذا المستشفى كذلك التخفيف من الضغط الذي تعرفه المستشفيات الأخرى بالجهة، الأمر الذي سينعكس، على جودة الخدمات الطبية والعلاجية المقدمة. وأكد وزير الصحة الحسين الوردي، في تصريح لوسائل الاعلام، أن وزارة الصحة ستعمل على تزويد هذا المستشفى بالأطر الطبية العامة والمتخصصة والأطر شبه الطبية والتقنيين والإداريين، فضلا عن تزويد المستشفى بتجهيزات بيوطبية وجراحية حديثة ورفيعة المستوى، إلى جانب تجهيزات لوجيستيكية كسيارات الإسعاف الطبي وسيارات خاصة بالوحدات الطبية المتنقلة. وأوضح الوزير أن هذا المشروع يندرج في إطار تعزيز العرض الصحي بجهة مراكشآسفي، وفق السياسة التي تنهجها وزار ة الصحة والهادفة إلى تقريب الخدمات الطبية والعلاجية من المواطنات والمواطنين، وتقليص التفاوتات المجالية من خلال تسهيل ولوج ساكنة المناطق النائية إلى الخدمات الصحية، والتخفيف من معاناة تنقل المرضى إلى المستشفيات المتواجدة بالجهة، خاصة منهم النساء الحوامل والأطفال والشيوخ والمصابين بأمراض مزمنة كأمراض الضغط والسكري وغيرهما. ومن جهته، أوضح المدير الجهوي للصحة بمراكش خالد الزنجاري، ان هذا المشروع سيتعزز منظومة الصحة بالجهة على العموم وبإقليم شيشاوة على الخصوص، والذي ستليه مشاريع اخرى في المستقبل القريب، من ضمنها توسعة المستشفى الاقليمي بشيشاوة . وبموازاة مع حفل إعطاء انطلاقة انجاز هذا المستشفى، التقى وزير الصحة بجمع من ساكنة المنطقة التي حضرت هذا الحفل، حيث استمع إلى مطالبهم المرتبطة بالخدمات الصحية، مؤكدا بهذه المناسبة، أن الوزارة ستواصل تنفيذ سياستها من أجل توسيع العرض الصحي وتجويد الخدمات الصحية وتطويرها لفائدة كافة المواطنين من ساكنة المنطقة.