في لقاء مع الصحافة أجري مساء أول أمس بفيلا الفنون بالرباط، اعترفت الفنانة اللبنانية الكبيرة ماجدة الرومي على هامش مشاركتها في مهرجان موازين، بأنها كتبت العديد من كلمات أغانيها السابقة وكان ذلك يتم تحت أسماء مستعارة، لأنها لم تكن تكتب لتغذي طموحا لديها بأن تصير شاعرة ولكن لتعبر عما تريد أن تبوح به في أغنياتها، كما لم تخف أنها قامت بكتابة ما تتجاوز نسبته 80 في المائة من كلمات شريطها الأخير. هذا الاعتراف الذي جاء بعد كل هذه السنوات من التألق، يطرح أكثر من سؤال ويدعو للتوقف عنده ولو للحظة لمساءلة مسار "فنانة المثقفين" و"ملكة جمال الغناء" وهي ألقاب من ضمن العديد من التسميات التي راكمتها ماجدة الرومي منذ ولادتها ونشأتها في بيت أسسه الفنان اللبناني الكبير حليم الرومي، الذي ساهم أيضا بقسط غير قليل رفقة الرحابنة في وضع أسس أسطورة فنية كبيرة مثل السيدة فيروز، التي تعتبر رمزا من رموز الهوية اللبنانية وصوت لبنان إلى العالم. وكنموذج لفنان يلامس درجة الكمال، أضافت ماجدة صاحبة الحضور الأنثوي البهي والإنساني المتميز، صاحبة الصوت الاستثنائي والغناء الرصين، ومبدعة الكلام الجميل، أنها تعتبر ما نشاهده من انحدار وابتذال في مجال الأغنية العربية أمرا مأساويا، مؤكدة أن الأغاني المنحطة فنيا وإنسانيا كانت دائما موجودة كاستثناء يخرج عن القاعدة، ولكنها اليوم، مع الأسف، صارت تشكل القاعدة، وكل فن رصين صار مجرد استثناء، معتبرة أن ذلك يعود لكون الفن تحول من واجب والتزام إلى صناعة وتجارة، وأضافت أن تردي الأغنية العربية ما هو إلا انعكاس للواقع السياسي العربي، محملة وسائل الإعلام مسؤولية كبيرة في سيادة الأغنية التجارية، لكنها استدركت بتفاؤل أن الموسيقى العربية مازالت قادرة على النهوض والعطاء من خلال العديد من الفنانين ممن يمتلكون حدا كبيرا من الرصانة الفنية، وهم موجودون وعليهم يقع الرهان. أما مهمة انتشال هذه الأغنية من مستوى الإسفاف الذي غرقت فيه فتقع، بنظر ماجدة الرومي، على الأجهزة الثقافية للدولة وعلى المهرجانات الفنية الكبرى. معطية الدليل بالسيدة فيروز التي لولا مهرجان بعلبك ما استطاع فنها الخالد أن ينتشر عبر العالم، واعتبرت الفنانة ماجدة أنه يتوجب على الفنانين العرب الملتزمين أن يتموقعوا في المقدمة، على اعتبار أن الرصانة في المضمون هي واجهة الفن. وعن شريطها الأخير فقد شكل ثمرة تعاون مع مجموعة كبيرة من الملحنين والشعراء والمطربين المميزين، ومنهم مروان خوري، وكاظم الساهر، والموسيقار ملحم بركات، وجان ماري رياشي، وطارق أبو جودة ، كما ستغني قصيدة رائعة بعنوان "وعدتك" التي كتبها الشاعر الراحل نزار قباني وقام بتلحينها الفنان العراقي كاظم الساهر وأبدت ماجدة الرومي، حماسا كبيرا لهذا الألبوم ولهذه الأغنية بالذات.. ومن جهة أخرى، عبرت الفنانة اللبنانية عن سرورها بالمشاركة في مهرجان موازين باعتباره تظاهرة فنية تساهم بدون شك في إخراج الفن الرصين والملتزم من البوتقة التي أصبح محصورا فيها، وتقديمه للشعوب ك`”رعاية روحية” ولخلق الصحوة الفنية المنشودة في العالم العربي؛ وباعتبار التظاهرة تقام في المغرب وهو من بين البلدان التي تحبها ماجدة الرومي، منوهة بالتراث الثقافي المغربي المتميز الذي لمسته من خلال العديد من التجليات من بينها القفطان المغربي ومؤكدة رغبتها في التعرف على ما تبقى من المدن المغربية. ولم يفت المطربة ماجدة الرومي أن تذكر ببعض النماذج للفنانين الملتزمين عالميا والذين نجحوا بفضل رعاية بلدانهم لهم من أمثال الفنانة البرتغالية ماريا رودريغيز، التي أعلنت البرتغال يوم وفاتها الحداد لمدة ثلاثة أيام، مبرزة في نفس الاتجاه أنها تعشق الاستماع لأغاني الفنان الفرنسي شارل أزنافور. هذا وتجدر الإشارة إلى أن الفنانة "ماجدة الرومي" أقامت حفلها الغنائي مساء أمس الجمعة بعد أن تم اختيارها من طرف منظمي موازين لافتتاح هذه الدورة من المهرجان التي يشارك فيها العديد من الفنانين العرب نذكر منهم رامي عياش، اليس"، ووائل جسّار إضافة إلى أسماء أخرى .