أكد الإطار الوطني كريم التلمساني مدرب وصيف بطل العالم في سباق 3000م موانع سفيان البقالي، أن الأخير كان بمقدوره إحراز المركز الأول لولا دهاء العداء الكيني كونسيسلوس كيبروتو، معبرا عن سعادته بالفضية التي أسعدت عموم المغاربة. وأضاف التلمساني في حوار أجرته معه «بيان اليوم»، أنه لا يفكر بمعية سفيان في بطولة العالم 2019 بالدوحة وأولمبياد 2020 بطوكيو بقدر ما يركزان على المشاركة بملتقى بروكسيل كآخر محطة بالدوري الماسي لألعاب القوى والمحافظة على صدارة سباق 3000م موانع. واعتبر التلمساني أن مشاركة البقالي بملتقى محمد السادس بالرباط لم تكن لتخفي مستوى العداء المغربي أمام خصوم أقوياء من طينة كيبروتو والأمريكي وإيفان جايغر، منوها بخصوصية سفيان البقالي الذي وصفه ب «الطائر النادر» بألعاب القوى المغربية. ما هو تعليقك على تتويج سفيان البقالي بفضية سباق 3000م موانع بصفتك مغربيا قبل أن تكون مدربا له؟ أولا هذا التتويج لم يأت مصادفة. فالبطل سفيان البقالي الذي تدرج بدء من فئة البراعم، فاز في أول مشاركة له كانت في العدو الريفي الأول المنظم من طرف وزارة الشباب والرياضة. بعدها مثل فئة الصغار ثم الفتيان التي حقق فيها سفيان 8د و5ث و37/100 كأحد أفضل الأرقام العالمية. في فئة الشبان نجح سفيان في تحقيق "المينيما" التي أهلته للمشاركة ببطولة العالم بأوجين. وببطولة العالم الحالية تأخر بثانية واحدة عن العداء الكيني كونسيسلوس كيبروتو. سفيان وجد هذه السنة الطريق الصحيح في فئة الكبار، حيث فاز بسباقين ضمن الدوري الماسي واحتل المركز الثاني في آخر. سباق اليوم (الثلاثاء) نسخة عن سباق ملتقى روما. كيبروتو عداء متمرس وله تجربة كبيرة. كما كان حاضرا خلال السباق، حيث عندما حاول سفيان أخذ المبادرة منه عند تخطي الحاجز المائي في اللفة الأخيرة، انتبه كيبروتو لذلك وسد الطريق عليه في المنعطف، ولو لم يحدث هذا لكان سفيان ليحرز الميدالية الذهبية. عموما نحن سعداء بالمركز الثاني والشعب المغربي بأكمله سعيد بذلك. في نظرك هل الضغط الذي عاشه سفيان البقالي قبل المجيء إلى لندن وخلال الأيام الأولى للبطولة لم يؤثر عليه؟ بصراحة .. لا وجود لأي ضغط. خضنا التمارين ضمن 4 معسكرات بمدينة إفران منذ شهر ماي الماضي. نتمرن من 18 إلى 20 يوما ثم نسافر لخوض السباقات. جميع العاملين بأكاديمية محمد السادس من كبيرهم إلى صغيرهم كانوا مجندين لمساعدة سفيان البقالي. عند تعثر سفيان في أحد الحواجز، ألم تشعر بأي خوف؟ لا … لدى سفيان طريقة ممتازة في تخطي الحواجز. ربما فرض المنطق نفسه في السباق بحلول الكيني أولا ثم سفيان البقالي يليهما العداء الأمريكي، فهل كنت تتوقعه هذا الترتيب؟ لا .. كنت أتوقع أن يفوز سفيان بالميدالية الذهبية. لم نكن نفكر في التوقيت حتى نحتل المركز الثاني. لا أود التنقيص من قيمة ملتقى محمد السادس، لكن من خلال تجربتي يظل ملتقى موناكو ملتقى سريعا ويعرف تحطيم عدد من الأرقام القياسية. وإن شاء الله لو شاركنا مستقبلا بهذا الملتقى فسنحقق أرقام تسعد المغاربة. في انتظار بطولة العالم والألعاب الأولمبية المقبلتين، كيف تتوقع مسار سفيان البقالي؟ نحن نعمل خطوة بخطوة. الخطوة القادمة هي المشاركة بالمرحلة الأخيرة من الدوري الماسي أي ملتقى بروكسيل. سفيان يتصدر الترتيب العام لسباق 3000م موانع. أتمنى أن نخوض سباقا مشابها لهذا السباق ونحافظ على الصدارة. كونسيسلوس كيبروتو تفوق علينا مرتين وفزنا عليه بالرباط، لكنه يمتلك التجربة الكافية بحكم أن بدأ مسيرته سنة 2012 وهو بطل أولمبي بدورة ريو 2016. والمنافسة كانت شرسة معه إلى الأمتار الأخيرة من السباق. البعض فضلوا لو أن البقالي لم يشارك بملتقى الرباط حتى لا يظهر مستواه العالي أمام خصومه على بعد أيام من انطلاقة بطولة العالم، ما رأيك؟ لم نظهر أي مستوى في ملتقى الرباط. نحن لم نهدف لتحطيم رقم قياسي. لو أردنا ذلك لحققنا 8د و5ث و20/100 وليس 8د و5ث و25/100 كما كان متفقا عليه مع الأرنب الثاني الذي لم يكن في المستوى. لم يكن ممكنا إخفاء ما قدمه سفيان في السباق. كونسيسلوس كيبروتو وإيفان جايغر عداءان محترفان وينتميان لاتحادات قوية ويدعمهم أشخاص ملمون بألعاب القوى. عندما تجد عداء يحقق 8د و13ث و10/100 فهو جاهز مائة في المائة. لا يمكننا إخفاء أمور واضحة. ملتقى الرباط كان حاجزا وحافزا كبيرا بحكم أن سفيان يبلغ 21 سنة فقط ويخوض موسمه الثاني في فئة الكبار. شخصيا صنفته كسباق أقوى من سباق بطولة العالم لأنه أقيم على أرضنا وأمام جمهورنا. ماذا يمثل لك إنجاز البقالي في مسارك كمدرب؟ ليست المرة الأولى التي أفوز بها بميدالية، لكن لم يسبق لي أن دربت عداء من طينة سفيان. هو عداء يملك خاصيات ومميزات كثيرة. الحمد لله وجدنا فيه ذاك الطائر النادر. سفيان لا يملك مؤهلات جسدية فقط، بل لديه أيضا كاريزما إحراز الميداليات. لا يخاف. وظهر بشكل عادي أمام 70 ألف متفرج بالملعب الأولمبي.