احتفلت مجموعة رونو المغرب بتصنيع السيارة المليون المنتجة في مصنع رونو-نيسان بطنجة، مما يشكل إنجازا مميزا يعكس التقدم الذي حققته صناعة السيارات في المملكة. وأكد وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، مولاي حفيظ العلمي، خلال حفل بالمناسبة، أن إنتاج مليون سيارة خلال أزيد من خمس سنوات بقليل، منذ تدشين مصنع رونو-نيسان طنجة، يعد إنجازا مميزا يعكس تقدم صناعة السيارات في السنوات الأخيرة، ونجاحا لشراكة بناءة بين الدولة المغربية ومجموعة رونو وثمرة لعمل فرقها. وقال الوزير إن "نجاح رونو هو قصة نجاح نحاول نقلها لقطاعات أخرى"، مشيرا الى أن الأمر يتعلق بقاطرة حقيقية لجميع فروع صناعة السيارات بالمغرب. وفي الاتجاه ذاته، أبرز العلمي أن المنظومة الاقتصادية لرونو، الجاري انتشارها، تعد بتطوير أداء صناعة السيارات المغربية، مشيرا إلى أنه يتعين استثمار 868 مليون أورو وإحداث 50 ألف منصب شغل جديد مباشر، وكذا 1,5 مليار أورو سنويا من مشتريات قطع الغيار المصنعة بالمغرب في أفق 2023، وملياري أورو في نهاية المطاف، وتحقيق نسبة 65 في المائة من الاندماج المحلي. وأضاف أن مخطط التسريع الصناعي يوفر لرونو وممونيها أفضل الظروف لممارسة أنشطتهم، ممثلة في تنفيذ عمل تشاركي ومكثف، ودينامية جديدة للتعاون وتحسين التمفصل بين الإنتاج والعديد من الفرص التي يتعين على الفاعلين في القطاع اغتنامها، مع تدابير هامة لمواكبة انتشارهم. كما أبرز مختلف إنجازات القطاع، من خلال عدد المصانع العاملة (177 مصنعا حاليا مقابل 127 في 2014)، وعدد مناصب الشغل المحدثة (150 ألفا و59 منصبا مقابل 73 ألفا في 2014) وأرقام المعاملات المنجزة عند التصدير (60 مليار درهم مقابل 40 مليار درهم في 2014)، مشيرا إلى أن هذه النتائج ما كان لها أن تتحقق لولا الالتزام الراسخ لمختلف الأطراف المعنية، سواء الدولة أو القطاع الخاص و الشركاء الاجتماعيين. من جهة أخرى، أوضح العلمي أن التوقيع، خلال هذا الحفل، على الاتفاقية الجماعية بين المجموعة والشركاء الاجتماعيين عمل يجسد رغبة الطرفين في العمل سويا لضمان الشروط المطلوبة لتحقيق الأهداف المسطرة. من جهته، أشار المدير العام لمجموعة رونو المغرب، مارك ناصف، إلى أن المغرب يضطلع اليوم بدور أساسي في المنظومة الصناعية العالمية لمجموعة رونو، مضيفا أن العربات التي تحمل علامة "صنع في المغرب" تمثل أكثر من 10 في المائة من العربات التي تبيعها المجموعة في العالم. وبحسب مدير رونو المغرب، فإن تطوير صناعة السيارات في المغرب أصبح ممكنا بفضل الإرادة القوية للمملكة، من خلال مخطط التسريع الصناعي الذي تشرف عليه الوزارة الوصية، فضلا عن بنيات تحتية في مستوى طموحاتها (المنطقة الحرة بطنجة، ومدينة السيارات- طنجة أوتوموتيف سيتي، وميناء طنجة المتوسط) التي تجعل من المنطقة قطبا يمكن المغرب من البروز كأرضية إقليمية من الدرجة الأولى لصناعة السيارات. وأكد، في الاتجاه نفسه، أن المملكة المغربية ومجموعة رونو تتقاسمان تاريخا طويلا شهد منعطفا جديدا مع إطلاق المشروع الجديد للمجموعة بالمغرب، يوم ثامن أبريل 2016 بالرباط. وخلص إلى أن مجموعة رونو المغرب، التي تحتفل اليوم بتصنيع السيارة المليون في مصنع طنجة وهو الأداء الذي يتوج حضور المجموعة في المملكة منذ نحو 90 سنة، ستواصل القيام بدورها كقاطرة لصناعة السيارات في المغرب. من جانبه، أشاد الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، الميلودي موخاريق بتحقيق هذا الانجاز الرائع، الذي هو ثمرة جهود جميع العاملين بالمصنع (إدارة، ومسيرون وأطر وعمال). كما شدد على التوقيع على الاتفاقية الجماعية لمصنع طنجة، مشيدا بروح الشراكة والحوار والتشاور القائمة داخل إدارة المصنع. وإجمالا، ومنذ انطلاق مصنع طنجة في 2012، تم إنتاج 474 ألفا و840 سيارة (سانديرو)، و320 ألفا و78 سيارة (دوكر)، و193 ألفا و181 سيارة (لودي). وبالإضافة إلى تغطية السوق المغربية، فإنه يتم تصدير الموديلات المصنعة في طنجة إلى أكثر من 73 وجهة. ويتوفر المصنع اليوم على قدرة إنتاج تصل إلى 340 ألف سيارة. ويدعم مصنع رونو-نيسان بطنجة، باعتباره محركا اقتصاديا حقيقيا في المغرب، تطوير علامة داسيا عبر تصدير معظم إنتاجها، حيث يتم إنتاج سيارة داسيا واحدة من بين اثنتين بالمغرب في مصنعي طنجة والشركة المغربية لصناعة السيارات (صوماكا) في الدارالبيضاء. وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة رونو، المستقرة بالمغرب منذ سنة 1928، هي رائد لا ميحد عنه بالسوق الوطنية بعلامتيها داسيا ورونو، ذلك أن أربع عربات من بين 10 يتم بيعها في المغرب تسوق من طرف مجموعة رونو. ويقوم مصنع رونو بالدارالبيضاء (صوماكا) بتصنيع نماذج لسيارات رونو منذ 1966، ونماذج من نوع داسيا منذ سنة 2005. وقد حضر الحفل، على الخصوص، كاتب الدولة لدى وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، المكلف بالاستثمار عثمان الفردوس، ورئيس طنجة المتوسط فؤاد بريني، والمدير العام لوكالة إنعاش وتنمية الشمال.